وكالة مهر للأنباء، وداد زاده بغلاني: انه يستعد الشعب الايراني العظيم ومعه كل احرار العالم للاحتفال بالذكرى الـ 45 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران, وايامها العشرة المباركة التي ارّخت تاريخ عودة الامام السيد روح الله الموسوي الخميني " طيب الله ثراه " من منفاه السياسي فاتحا, مظفرا، مؤسسا لدولة الجمهورية الاسلامية الايرانية، بذلك الشعار ( لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية).
ثورة ولدت من رحم التضحيات والبطولات والصمود والصبر للشعب الايراني المضحي العظيم،لم يرق لدول الاستكبار والاستعمار والهيمنة ان يروا هذا النور الذي يفضح سوادهم وظلمتهم، فكادوا لها كيدا عظيما، وجمعوا جمعهم للثأر ممن حطّمت جبروتهم واسقطت صنمهم الاكبر الشاه المقبور، وجربوا حظهم باسقاطها منذ اليوم الاول لانتصارها .
بمناسبة هذا الايام المباركة اجرت مراسلة وكالة مهر حواراً صحفياً مع المحلل العراقي الاستاذ "حيدر الموسوي" ونص الحوار فيما يلي:
** تحل علينا هذه الايام الذكرى الـ45 لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية من وجهة نظركم ما هو الدور الذي لعبته هذه الثورة في تغير المعادلات لصالح شعوب المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية؟
سابقا كانت ايران تحت حكم الشاه تعتبر شرطي امريكا في المنطقة وبالتالي هي كانت تطبق سياسات امريكا وكانت معترفة باسرائيل وبالتالي كانت كقوة كبيرة ومؤثرة على قرارات كثير من هذه البلدان ولكن بعد انتصار الثورة الاسلامية وقدوم الامام الخميني (رض) الى ايران تغيرت هذه السياسة بشكل جذري و توجهت الى دعم قوة تحرر في المنطقة وذهبت الى الارادة الحرة لقرارات هذه الدول.
إيران كانت داعمة للدول المظلومة ومن اغتصبت حقوقهم واحتلت اراضيهم، هي كانت صاحبة رويا ونظرية للتحرر الحقيقي ولا التحرير المزيف التي تحاول ان تسوقه امريكا وحلفاءها لذلك استشعرت امريكا بالخطر ودعمت نظام صدام حسين وخوض حرب استنزاف ولربما كانت الغاية منهم قتل هذه الثورة في مهدها وبداية انطلاقها، لكن ارادة الله كانت قوية بهذه الاتجاه واستطاعت هذه الثورة ان تحقق انجازات عظيمة بان تخرج من هذه الحرب واستطاعت ان تكرس طاقاتها الى دعم القوة المتحررة الى دعم الشعوب المظلومة وتحديدا القضية الفلسطينية ولاننسى موقف الامام الخميني (رض) عندما حدد يوم الجمعة الاخيرة من شهر رمضان لان يكون يوما للقدس وبالتالي لن تمحى هذه القضية من ذاكرة الشعوب الاسلامية والعربية .
** لماذا تحاول الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية واسرائيل وعدد من الدول العربية شيطنة ايران واتهامها بانها تشكل خطراً على العرب والمنطقة، بينما إيران تقف مع شعوب هذه المنطقة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم نضال الشعب الفلسطيني؟
الولايات المتحدة الامريكية الحقيقة عملت على حماية اسرائيل باعتبار هي الدولة اللقيطة والدولة التجسس الاولى في هذه المنطقة والتي تعمل وتزرع في قلب العالم الاسلامي والعربي، وتعمل على عدم وحدة الرأي والقرار العربي والاسلامي واذا كانت هناك رؤية لتوحيد الاراضي والخروج بدولة قوية ايضا تمنع هذه الامر.
استشعرت الولايات المتحدة الامريكية بالخطر عندما ظهرت القوة الكبيرة للجمهورية الاسلامية الايرانية وهي الدولة الوحيدة الان التي قراراتها مستقلة وتنبع من ارادة الدولة الجمهورية الاسلامية ومن ارادة شعبها وبالتالي لاتخضع الى ارادات اجنبية بان تنتقل هذه الاراء وهذه الافكارو مبادئ هذه الثورة الى بقية دول المنطقة وتبدأ هذه دول المنطقة تعتمد على نفسها كما اعتمدت الجمهورية الاسلامية وحصلت على التطور الكبير بالجانب الاقتصادي و الامني والعسكري وجميع الجوانب حتى التكنولوجي والعلمي والصحي وبالتالي هي الدولة الاولى التي ذهبت الى الفضا.
وحست الولايات المتحدة ان ايران دولة كبيرة وتستطيع ان تبني وتعتمد على نفسها اذا ما ذهبت البلدان الاخرى مقلدة او معتمدة على ذاتها ومعتمدة ايضا على الجمهورية الاسلامية الايرانية ربما سوف يكون هناك منطقة خالية من النفوذ الامريكي ويكون هي الايام الاخيرة للكيان الذي زرع داخل الامة الاسلامية والعربية. وبالتالي سعت الولايات المتحدة الامريكية ان تجعل هذه الدولة هي العدو الاول للبلدان العربية والاسلامية بدلا من ان تكون اسرائيل العدو الاول وحاولت ان تقول ان ايران العدو الاول وسوف تحتل هذه البلدان وستصدر الثورة الى هذه البلدان وبالتالي تغير هذه الحكومات وان ايران هي الخطر الداهم الكبير الذي سوف يقتلع حكام المنطقة وسوف يقتلع هذه الدويلات وايضا هناك سوف يكون دولة كبيرة تبتلع هذه الدويلات الصغيرة الموجودة في غرب الخليج الفارسي.
وبالتالي بدات تصدق هذه الدويلات الوهم الذي زرعته امريكا واصبح بدا يتهيأ لهم على ان ايران ان هي العدو الاول وبالتالي ذهبوا بنفس الوقت الى التطبيع مع الكيان الصهيوني اعتقاداً وظناً ولكن طوفان الاقصى كشف حقيقة هذه الدولة الكارتونية وجيشها الكارتوني الذي لا يستطيع ان يدافع عن نفسه امام مجموعة من المقاتلين والمجاهدين من فصائل المقاومة الموجودين في فلسطين المحتلة، و سقط القناع عن الولايات المتحدة الامريكية شاهدنا الان الكثير من الشعوب بدأوا ينظرون الى الجمهورية الاسلامية الايرانية وهذا ما يظهر من الاعلام حقيقتا على انها هذه الدولة الصديقة والشقيقة والحليفة والاسلامية التي ترغب بالخير للبلدان وبدأت النظرة تتغير الاتجاه امريكا والكيان الصهيوني .
**ما هي نتائج دعم المقاومة الاسلامية العراقية لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الاسرائيلي الحالي على غزة؟
اعتقد ان المقاومة الاسلامية في العراق نجحت بان تعطي رسالة ومفاد هذه الرسالة هي اذا استمرت هذه الحرب المفروضة على الشعب الفلسطيني في غزة ان الحرب لن تقف في حدود معينة اي في الحدود الموجودة داخل الاراضي المحتلة في فلسطين وانما سوف تنتشر وتتسع في الكثير من المناطق، المقاومة الاسلامية عندما استهدفت المصالح الامريكية، كانت رسالتها واضحة، يعني عليكم ان تقفوا المساعدات التي تقدمونها الى الكيان الصهيوني عندما تقفون انتم مع الكيان الصهيوني نحن ايضا سوف نقف مع المقاومة الفلسطينية وبالتالي انا اعتقد انها كانت قوة دعم معنوي اولا للمجاهدين الموجودين في غزة وثانيا هي تعتبر ورقة ضغط على الامريكيين، و رسالة ايضا الى الشارع الامريكي على ان هذه التصرفات التي تقوم بها الولايات المتحدة الامريكية هي تصرفات غير صحيحة وغير ملائمة ولربما تعود بالضرر على المصالح الامريكية.
**هل تعتقد أن تهديدات أمريكا باستهداف فصائل المقاومة خاصة المقاومة العراقية ستؤدي إلى وقف دعم هذه الفصائل لمواجهة الكيان الصهيوني ام أن المقاومة عازمة على مواجهة سياسة الاحتلال الأمريكي والصهيوني؟
من قال ان المقاومة العراقية سوف تقف عند حد معين، من الذي اجبر القوات الامريكية من الانسحاب في عام 2011 بعددهم الكبير التي يتجاوز 120 الف مقاتل بستليحهم الكبير داخل الاراضي العراقية؟ المقاومة. ان تهديدات واستهدافات المقاومة كانت واضحة. هل تراجعت؟ هل ترددت في هذه القضية مع انطلاق طوفان الاقصى؟ بلدان محور المقاومة كانت سباقة في قضية دخول الحرب حتى ولو استهدفت امريكا معسكرات الحشد الشعبي وقيادات الحشد الشعبي وقيادات الفصائل المقاومة. انا اعتقد المقاومة العراقية مستمرة في دعمها للقضية الفلسطينية واستهدافها لاسرائيل ولن تخشى تهديدات الولايات المتحدة الامريكية. كان الرد واضحا من المقاومين وسوف يستمرون في القتال ولكن سوف يعطون المجال للدبلوماسية الداخلية في داخل العراق وهذا هو نص البيان المقاومة العراقية.
/انتهى/