وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: بعيد الاعتداء الصهيوني على القنصلية الإيرانية في سوريا وتصريح القادة في إيران بأن الرد قادم، مُلئت صفحات الحاقدين بأن إيران لن ترد وأنها ستحتفظ بحق الرد.
ولم يفرح أولئك بكتاباتهم حتى جاء الرد الإيراني، منبها للاحتلال وملجما للمرجفين، ومؤكدا صدق الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتزامها بوعودها ومواثيقها. ردٌ أفرح أحرار العالم ووضع المنافقين بحالة حرجة ورسخ معادلات ردع جديدة فهمها العدو جيدا وتجاهلها من في قلبه مرض وحقد.
وحول الرد الإيراني، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع النائب السابق في البرلمان اللبناني، الدكتور نزيه منصور، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
قبل انطلاق المسيرات والصواريخ الايرانية كثرت الاقاويل والتفسيرات حول امكانية الرد في ضوء التهديدات الاسرائيلية والاميركية.. هل ترى ان القيادة الايرانية غامرت في قرار الرد، وهل كان لديها خيارات اخرى؟
ما حصل اثبت وأكد من جديد مصداقية الجمهورية الاسلامية الإيرانية بأنها تفعل ما تقول، وأنها ومنذ قيام الثورة في أواخر سبعينيات القرن الفائت، صاحبة عهد ووعد وتلتزم بالمواثيق وفقا للشرع الحنيف، ولم تعتمد سياسة الإعلام والاعلان والتهويل والابتزاز ولذلك ذهب الكثيرون إلى التشكيك والرهان وان طهران لن تكون أفضل مما اعتادوا من الانظمة والحكومات بالقول ( الاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين) وإذ بقيادة الولي الفقيه تكذب هؤلاء، وتفضحهم
في الزمان والمكان وتجعل العالم على مساحة الكرة الأرضية يقف على رؤوس اصابعه طيلة ساعات وتصمت تلك الأقلام وتخرس الألسن التي سبق وراهن على عدم الرد.
يتساءل مراقبون من مختلف المشارب حول اثر الرد الايراني الحاسم على سلوك حكومة الكيان الصهيونى المؤقت.. وما اذا كان سيذهب بعيدا في الرد على الرد الايراني… ما الذي تتوقعونه في هذا المجال، وهل يمكن ان تنجر المنطقة الى حرب اقليمية واسعة؟
تفاجأ العدو ومن خلفة من حلف الناتو وعلى رأسهم واشنطن التي صاحت وعربدت وتحدت وانها لن تترك الكيان وحده وحشد الاساطيل والمدمرات ... وإذ ببايدن رئيس الإدارة الأميركية يطلب من ربيبته عدم الرد وان واشنطن ستلجأ الى العمل الدبلوماسي المجلس، وهي التي عطلت المجلس، من خلال حق النقض، ضاربة القانون الدولي بعرض الحائط وهذا يشير إلى ان الامور تتجه نحو البحث عن مخرج لحفظ ماء وجه واشنطن وتل أبيب، وفي حال ارتكاب اي حماقة تحفر قبرها بيدها.
الاستراتيجية الايرانية المتبعة منذ بداية العدوان الصهيوني كانت تشدد على منع توسع الحرب لعدم ابعاد الضوء عن غزة وجرائم الحرب التي يقترفها العدو فيها.. فهل اخذت القيادة الايرانية ذلك بعين الاعتبار وهي تخطط لمعاقبة وتأديب قادة الكيان ؟ وهل فعلا كانت الضربة دقيقة ومحسوبة لكي لا تخرج نتنياهو من ازمته ومأزقه في غزة؟
منذ السابع من اوكتوبر الذي تبعه عدوان إرهابي لم يسبق له مثيل في تاريخ الحروب والصراعات من ارتكاب مجازر بحق البشر والحجر من دون أي رادع بل مزيد من الدعم العسكري والسياسي وحصار الشعب الفلسطيني وحرمانه من الحد الأدنى من مقومات العيش، سعت الجمهورية الاسلامية وبذلت جهودا جبارة لوقف العدو لكن واشنطن حالت دون ذلك ولم يكن موقف إيران ناتج عن ضعف، إنما من أجل الحؤول دون تحقيق العدو مكاسب، وغض النظر عن هزيمته في السابع من أكتوبر التي سقط فيها بالضربة القاضي نفسيا وامنيا وعسكريا، وبالتالي إخراج المقاومة بكامل قواها وانجازاتها وان المعركة الكبرى لا يحدد العدو فيها ساعة صفر.
وعليه ان قوة الردع الإيراني والضربة في عمق الكيان اعترف فيها العدو قبل الصديق بدقتها واصابت الأهداف وفقا لما هو معد لها حيث أصابت في الصميم وهي خطوة على طريق تحرير فلسطين وعاصمتها القدس، و١٣ نيسان وما بعده ليس كما قبله.
/انتهى/