وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: شعب الجبارين لا زال منذ عام 1948 ينتفض ويقاوم ويواجه الكيان المحتل وداعمية من اكبر قوى العالم، لا زال هذا الشعب متمسكا بأرضه وبقضيته وقد أعاد للقضية وهجها وبريقها بعد السابع من تشرين الاول الذي يعتبر مرحلة مفصلية وجودية في تاريخ الصراع الفلسطيني- "الاسرائيلي".
وحول هذا الموضوع أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع وزير الخارجية اللبناني السابق الدكتور "عدنان منصور" وجاء نص الحوار على النحو التالي:
إذا كانت نكبة 1948 تمثل حداً فاصلاً بين زمن وآخر بالمعنى الفلسطيني، فماذا يمكن القول عن 7 تشرين الأول 2023 ؟
لا شك اذا كانت القضية الفلسطينية بدأت مع النكبة في عام 1948 وما شكلته من تهديد وخطر على الوجود الفلسطيني والوجود العربي برمته، فإننا نستطيع القول بأن السابع من تشرين الاول 2023 يشكل مرحلة جديدة من تاريخ الصراع العربي-" الاسرائيلي" وايضا الفلسطيني- الاسرائيلي على اعتبار انه بعد النكبة وجدنا كيف ان العرب كانوا مستسلمين لما جرى عام 48 ولكن مع الايام وجدنا ان اليقظة والصحوة العربية بدأت تتصاعد شيئا فشيئا لحين اصبح هناك مقاومات على الساحتين العربية والفلسطينية من اجل انتزاع الحقوق الشرعية الشعب الفلسطيني.
7 تشرين الاول هو يوم احدى المحطات الكبرى في تاريخ الصراع، على اعتبار ان ما جرى في السابع من تشرين وما يجري في الوقت الحاضر من معارك ضارية مع العدو "الاسرائيلي" تثبت المقاومة انها فعلا على مستوى المسؤولية وانها بدأت تخلخل و تقطع جذور الشجرة الاسرائيلية، وهذا ما سيؤدي في نهاية الامر الى احقاق الحق واعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني او بالأحرى الشعب الفلسطيني سيسترد حقوقه عن طريق قوته عن طريق مقاومته عن طريق الدعم الدولي له بعد ان بدأ يتفهم ما يجري على الساحة .. اذن السابع من تشرين الاول من عام 2023 يختلف بالكامل عن عام 1948
عام1948 جر الهزيمة والنكبة وترحيل الفلسطينين، جر اغتصاب الارض وايضا تهجير الشعب الفلسطيني عن ارضه، ولكن 7 تشرين الاول هي محطة تاريخية فاصلة يثبت الشعب الفلسطيني انه جدير بإعادة الحق الى نصابه، وايضا يثبت للعالم كله ان قضيته لن تنتهي مع الزمن ولن تنتهي مطلقا مع التحولات السياسية، وانما 7تشرين هو حق طبيعي يثبت جدارته على الارض منها سينطلق الى تحرير فلسطين كل فلسطين.
عادت قضية فلسطين لتتربّع على العرش العالمي لِقضايا الأمم المُحِّقه، بعد 76 عاماً من البذل والعطاء، هل يعود الحق إلى نصابه ؟
بعد 76 عاما وجدنا ان القوى الكبرى منذ عام 1948 كانت تقف ولا تزال تدعم "اسرائيل" مثل الدول الأوروبية والولايات المتحده الاميركية وغيرها مثل استراليا وكندا هذه الدول لن تتوقف عن دعم "اسرائيل"، لكن ما جرى بعد 7 اكتوبر والجرائم التي ترتكبها "اسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني حرك الضمير والصحوة الانسانية العالمية ، حرك الضمير العالمي من جديد بعد ان اصبحت القضية في متناول الجميع، وما يجري على الارض بأن شعوب العالم بدأت تعرف حقيقة الجرائم الوحشية التي ترتكبها دولة الإرهاب.
اذن فلسطين اليوم القضية تختلف عن ما كانت عليه48 وعما كانت عليه منذ عشر سنوات ومنذ عشرين سنة، اليوم القضية تعود لتتوهج من جديد ، يعود نورها يسطع على مساحة العالم كله، ونحن وجدنا كيف ان المظاهرات التي اندلعت بالعالم في الدول التي أنشأت "اسرائيل" وجدنا كيف ان المظاهرات تطالب بالحق الفلسطيني وبدولة فلسطين، وجدنا كيف ان داخل الولايات المتحده في واشنطن وعلى باب البيت الابيض وجدنا كيف ان المظاهرات كانت تهتف لفلسطين وتهتف للحق الفلسطيني، اذن فلسطين اليوم ليس كما كانت عليه في عام 48 انه تاريخ جديد يسجله المقاومون في الداخل وايضا شعوب العالم الحرة تسجل الموقف الشريف الداعم للحق وللعدل ولمواجهة العنصرية ودولة الإرهاب.
هناك من يعتقد ان السابع من اكتوبر وما تلاه الى الان شكل لحظة تاريخية فاصلة في مسار القضية الفلسطينية، بصرف النظر عن معطيات الخبر اليومي والكلفة البشرية والمادية للصراع!! هل تعتقدون ذلك؟ وهل ترون ان قضية فلسطين استعادت مكانتها الحقيقية باعتبارها قضية احتلال وارض وحق العودة والمقدسات؟
"بكل تأكيد القضية الفلسطينية استعادت مكانتها الحقيقية على اعتبار ان ما جرى في عام 48 هو احتلال لأرض وتهجير شعب، واقامة دولة على هذه الارض، يعني لقد أعطيت الارض لمن لا يستحق وشرد صاحب الارض من ارضه، هذه الامور كانت بالنسبة للعالم مبهمة على اعتبار انه كان ينظر للقضية من ناحية سياسية وهذه الناحية السياسية في خدمة دول الغرب وفي خدمة الولايات المتحده الاميركية ، اذ ان الاعلام العالمي والسياسة العالمية والأوروبية والأمريكية بالتحديد ظلت الداعمة الاكبر ل"اسرائيل"، لكن اليوم امام المتغيرات وامام الثورة التكنولوجية في العالم لم يعد المواطن الأوروبي او الاميركي ينتظر ما يقوله له رئيس البلاد، او ما يقوله زعيمه الحزبي او ما يقوله الصحافة والإعلام لان هذه الاجهزة كلها كانت تحت تأثيرات اللوبيات اليهودية، وكان المواطن الأوروبي يتشرب الافكار ويتشرب المواقف، ويعرف ما يجري من وسائل الاعلام وتصريحات ومواقف المسؤولين الذين كانوا يدعمون بالمطلق "اسرائيل" ويعتبرون المقاومين وكأنهم "إرهابيين" وشوهت بسمعتهم على مدى عقود ، ولكن اليوم يعرف العالم بعد ان استعادت القضية الفلسطينية مكانتها الحقيقية بدأ يعرف العالم بأن هناك احتلال وبأن هناك اغتصاب لأرض، وبأن هناك تطهير لشعب وبأنه لا زال هناك مصادرة اراضي من قبل الاسرائيليين والضغط على السكان الاصليين وطردهم من اراضيهم ، اذن مرحلة جديدة وعالم يتغير لصالح القضية الفلسطينية، لم يعد المواطن الأوروبي او الاميركي ينتظر ما سيقول له رئيسه، او ما ستقوله له وسائل الاعلام ، وجدنا كيف ان المظاهرات اندلعت في جامعات أوروبا وفي جامعات أميركا وفي جامعات العالم كله، هذا يعني ان هيمنة الاعلام على العقل الأوروبي والأمريكي بدأ يتراجع، والهيمنة على تفكير المواطن الأوروبي فيما يتعلق بدعمه للقضية الفلسطينية ايضا هذا الدعم بدأ يتقدم الى الامام لما فيه صالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية."
*بالمقياس التاريخي لهذا الصراع على ارض فلسطين هناك من وصف حرب 48 بالنكبة وحرب 67 بالنكسة وحرب 73 بحرب التحريك التي اجهضها سلام كامب ديفيد.. فما الذي حصل بعد ذلك؟ وماذا تمثل المواجهة الاخيرة الدائرة اليوم على ارض غزة ؟*
"اذا كان هناك من شبه الصراع على ارض فلسطين ومن وصف هذا الصراع وصف حرب 48 بالنكبة وحرب 67 بالنكسة وحرب 73 بحرب التحرير التي اجهضتها إتفاقية كامب دايفيد، لكن ما يحصل اليوم يختلف كليا عن عام 48و67و73 ، اتصور هذه المرحلة هي مرحلة المقاومة في فلسطين وفي المنطقة العربية، وهي مرحلة اقتلاع جذور الكيان الصهيوني وايضا قطع جذور هذا الكيان، لذلك نحن امام مرحلة من التغيير مرحلة كبيرة لان قطع الجذور الاسرائيلية من الداخل سيقضي على هذه الدولة وسيرغمها على القبول بحق الشعب الفلسطيني ، "إسرائيل" اليوم ليست ك"اسرائيل" 48 وما بعد 48 على اعتبار ان هناك الخلافات السياسية المستحكمة، فقدان ثقة الإسرائيليين بحكومتهم بمستقبلهم وايضا ثقتهم بوجودهم على ارض فلسطين، سنشهد متغييرات كثيرة بعد توقف الحرب، وسنرى ان "اسرائيل" ستتراجع مع الوقت وايضا ستتلاشى من الداخل طالما هناك شعب لن يتخلى عن ارضه ، لن يتخلى عن قضيته، وطالما هناك فلسطيني واحد لا يمكن لهذه القضية ان تموت ان تنتهي، لان الشعب الفلسطيني اثبت للعالم كله انه جدير بالحياة ، جدير ان يستحق ارضه ."