١٩‏/٠٥‏/٢٠٢٤، ٩:١٤ ص

متحدث بلدية غزة لـ"مهر":

الاحتلال دمر 85% من مصادر المياه في غزة وانه يستهدف الأسواق وحتى المتنقلة منها بشكل دائم

 الاحتلال دمر 85% من مصادر المياه في غزة وانه يستهدف الأسواق وحتى المتنقلة منها بشكل دائم

تطرق المتحدث باسم بلدية قطاع غزة، حسني مهنا إلى الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعي المتدهورة لأهالي قطاع غزة خلال 7 أشهر من الحرب الضروس التي يشنها الكيان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي- آذر مهدوان: تعد الإبادة الجماعية في غزة خلال الأشهر السبعة الماضية أسواء صفحة في جرائم الصهاينة خلال تاريخهم المزيف الذي يمتد لـ8 عقود. يواجه الأهالي في غزة خلال فترة الحرب الصهيونية نقصا شديدا في المواد الغذائية والأدوية إضافة إلى الهجمات المستمرة التي تستهدفهم صباح مساء. أدت هذه الحرب الصهيونية الشنيعة إلى خلق أوضاع كارثية في القطاع.

وبهذا الخصوص، أجرى القسم التركي في وكالة مهر للأنباء مقابلة تفصيلية مع المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا تطرق فيها إلى آخر أوضاع القطاع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية.

ازمة حقيقية في غزة

ولفت المهندس حسني مهنا إلى أزمة مياه حقيقية وحادة يعيشها المواطنون في قطاع غزة نظرا لشح المياه وعدم وصولها إلى منازل المواطنين في كثير من المناطق، وقال إن هذه الأوضاع جعلت المواطن يضطر للبحث بعناء عن مصادر للمياه والحصول على كميات بسيطة من الماء، مضيفا أن متوسط كمية المياه التي يحصل عليها المواطن في مدينة غزة لا تتجاوز 5 لترات في حين أن الكمية اللازمة للاستهلاك اليومي وفق المؤسسات الدوية والأممية تتجاوز 120 لتر يوميا.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ حربه على القطاع، يستهدف المدنيين عبر قطع إمدادات المياه وقام باستهداف آبار المياه في المدينة ومحطات تحلية المياه وبالتالي أدى الأمر إلى نشوب أزمة مياه حقيقية، مضيفا أن الاحتلال الصهيوني دمر 85% من مصادر المياه الموجودة في مدينة غزة.

ولفت أيضا إلى وجود أزمة في الوصول إلى الماء وإيصاله بسبب استهداف الاحتلال للخطوط الناقلة وشبكات المياه الموجودة في المدينة وبالتالي تسرب المياه بالشوارع والطرق في حال ضخ المياه في الشبكات وعدم وجود ضغط لإيصال هذه المياه إلى منازل المواطنين.

وقال إن هذه الأوضاع جعلت المواطن يضطر للتنقل والسير عبر الأقدام لمسافات طويلة ليتمكن من تعبئة غالونات المياه بكميات محدودة جدا وبالتالي تضطر البلدية إلى ما يمكن تشغيله من الآبار التي لا تزال تعمل في غزة ولو لساعات محدودة.

حجم الدمار للبنى التحتية في غزة

كما تطرق المتحدث باسم بلدية غزة إلى إحصاءات بشأن حجم تدمير المنازل والمدارس والمستشفيات في هذه الحرب غير المتكافئة التي يشنها الصهاينة على غزة، وأشار إلى أن مدينة غزة تعتبر أكبر مدينة في قطاع غزة وهي العاصمة الإدارية للقطاع إن صح التعبير، فيها جميع المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومعاهد وأيضا المؤسسات الحكومية والمقار الرئيسية للشركات والمؤسسات الدولية، مؤكدا أن هذا الأمر أعطى لغزة طابعا خاصا بين محافظات ومدن القطاع وهو الأمر الذي دفع الاحتلال إلى تدمير المدينة بشكل كامل تقريبا ومسح ودمر أحياء بشكل كامل.

وأكد أن حجم الدمار كبير جدا نتيجة الاستهداف العنيف والقصف المكثف الذي شنه الاحتلال على العديد من الأبراج السكنية والمباني التي تأوي المئات من السكان، حيث شردهم ونزح سكان المدينة تجاه الجنوب.

وقال إن العملية العسكرية في غزة منذ 7 أكتوبر لا تزال قائمة، مشيرا إلى انسحاب الاحتلال من حي الزيتون في مدينة غزة وقال إن هذا الحي هو أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان.

وأشار مهنا إلى تدمير الاحتلال إلى العديد من المساجد في المدينة والجامعات والمؤسسات التعليمية واستهداف كل المرافق الخدمية في المدينة في محاولة لمنع وصول المساعدات الإنسانية من مياه وصرف صحي، وقال إن الاحتلال وإضافة إلى ذلك، قام بتدمير البنية التحتية بشكل كبير جدا، مضيفا أن شبكة الطرقات في مدينة غزة تحولت من شبكة طرقات معبدة ومجهزة بالبنية التحتية الكاملة من مياه وصرف صحي إلى شبكة طرقات مدمرة بشكل كامل وقد أصبحت الشوارع تراتبية تخلو من خطوط المياه والصرف الصحي القادرة على استيعاب الخدمات اللازمة للسكان الذي يبلغ تعدادهم 650 ألف مواطن واليوم يوجد نحو 350 مواطن في غزة.

وأضاف: تعيش مدينة غزة أوضاعا بيئية وصحية ومعيشية صعبة للغاية نتيجة لاستمرار حرب الصهاينة لأكثر من 221 يوم. إن هذه الحرب التي شنها الاحتلال على القطاع دمرت كل جوانب الحياة في قطاع غزة عامة ومدينة غزة خاصة. قام الاحتلال باستهداف البنية التحتية بشكل موسع ومباشر ودمر المباني السكنية والمرافق الخدماتية في المدينة وأيضا استهدف الإنسان والحيوان والشجر والحجر.

وأكد أن الاحتلال الصهيوني قطع إمدادات المياه والوقود والغاز والكهرباء وكل ما يمكن أن يشكل مقومات الحياة الأساسية للفلسطينيين.

لا توجد طبقات عليا ومتوسطة.. الجميع في غزة أصبح فقيرا

واكد هذا المسؤول البلدي في غزة أن الصهاينة سمحوا بإدخال المساعدات بكميات محدودة جدا لا تفي بالقرض ولا تكفي باحتياجات السكان في قطاع غزة وخاصة مدينة غزة، مضيفا أن مدينة غزة تعاني من حصار مطبق شديد جدا لا يمكن للمساعدات الوصول إلى المدينة وإلى شمال القطاع وإنما كانت تصل عبر معبر رفح البري مع جمهورية مصر العربية إلى جنوب قطاع غزة وخان يونس ولم تكن هذه الكميات من المساعدات تصل إلى غزة والشمال وبعد فترة طويلة من العدوان قام الاحتلال بإدخال بعض الشاحنات عقب الضغوطات الدولية عليهم بسبب الكوارث الإنسانية والأزمات البيئية والإنسانية التي تعرض لها السكان في مدينة غزة.

وأكد أن أزمة العطش والجوع في المدينة قلتا بشكل طفيف جدا وحدث تحسن في الوضع بعض الشيء ولكن هذا التحسن طفيف وقد يعود السكان إلى الأزمات المذكورة مجددا بسبب الحصار الصهيوني وعدم إدخال المساعدات اللازمة.

وشدد أن الأوضاع الاقتصادية المتردية في القطاع قد تفاقم أزمتي الجوع والعطش، لافتا إلى أن السكان يعيشون منذ 7 من أكتوبر أزمة حقيقية بسبب استمرار العدوان ويعانون في توفير الاحتياجات الأساسية. جميع سكان القطاع يمرون بأزمة اقتصادية لأن جميع مكونات الشعب اندمجت في بعضها البعض وأصبح الجميع من طبقة الفقراء ولم تعد هناك طبقات علياء ومتوسطة. كلهم يحتشدون على المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تصل القطاع.

ولفت إلى أن أسعار المواد الغذائية والبضائع ترتفع بشكل كبير جدا في القطاع ولم يتمتع المواطنون في غزة بدخل يومي بسبب الحرب الطاحنة التي تشنها إسرائيل ضدهم وتوقف القطاع الخاص والشركات عن العمل.

أوضاع أسواق غزة

وبشأن الأسواق في غزة وأوضاعها، قال مهنا في مقابلته مع مهر إن أسواق المدينة شبه مدمرة تقريبا والاحتلال دمر معظم أسواق المدينة سواء سوق الشجاعية المركزي وثم تدمير سوق الزاوية في ميدان فلسطين وسط المدينة وسوق الشيخ رضوان في الصواريخ، كما قام بتدمير وتجريف سوق الشاطئ المركزي إضافة إلى تدمير سوق اليرموك الشعبي الجديد الذي افتتحته البلدية قبل أيام من الحرب.

وأكد أن الاحتلال من خلال استهداف الأسواق الشعبية، يحاول دفع السكان على مغادرة المدينة والقضاء على جميع أشكال الحياة في المدينة ولكن السكان قاموا بافتتاح الأسواق في شوارع المدينة للتأكيد على تمسكهم بأرضهم وعدم مغادرة المدينة وبمثابة تحدي للاحتلال ولتعزيز صمود المواطنين حتى يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة رغم الأوضاع الصعبة.

وقال إن الاحتلال الصهيوني يلاحق الباعة والمواطنين بشكل كبير جدا ويستهدف الأسواق وحتى المتنقلة منها بشكل دائم ويرسل طائرات مسيرة لاستهداف الأسواق والباعة ضمن حربه الضروس على سكان قطاع غزة.

أزمة اقتصادية عميقة في غزة

كما أعلن هذا المسؤول المدني الفلسطيني عن وجود حركة في بعض الأسواق، مردفا أن هذه الحركة بسيطة جدا نظرا لارتفاع أسعار المواد وعدم قدرة الأسر على التبضع والشراء لأساسيات الحياة وذلك بسبب فترة الحرب الطويلة، وقال إن المواطن يعيش أزمة اقتصادية عميقة تتطلب تدخلا دوليا على الساحة الدولية والعربية والإسلامية.

كما اكد ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حربه المدمرة على السكان والأهالي في قطاع غزة.

وفيما يتعلق بأوضاع التضخم في غزة، قال مهنا إن هناك تضخم كبير جدا في الأسعار والسلع الأساسية نتيجة لقلة البضائع ولعدم قدرة المواطن على شراء حاجياته في غياب دخل حقيقي لدى المواطنين.

ولفت إلى وجود صعوبة للمواطنين للحصول على سيولة نقدية بسبب عدم اكتمال دورة المال في قطاع غزة، وقال إن البنوك تعمل في القطاع ولكن لا توجد دورة حقيقية للمال، والأموال تتركز الآن لدى فقط الباعة البسطاء الموجودين في مختلف المناطق ولا تتركز لدى التجار.

انتهى/

رمز الخبر 1944482

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha