التقى صباح اليوم الثلاثاء آلاف الأشخاص من خمس محافظات في البلاد مع قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله السيد علي الخامنئي، في ذكرى عيد الغدير وعشية الانتخابات الرئاسية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه التقى صباح اليوم آلاف الأشخاص من خمس محافظات في البلاد مع قائد الثورة الاسلامية بمناسبة ذكرى عيد الغدير الأغر وعشية الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة.

وقال سماحة آية الله الخامنئي، خلال خطاب له القى في هذا اللقاء: "أهنئ كافة الشعب الإيراني ومسلمي العالم بعيد الغدير... الغدير هو يوم إعلان خلافة أمير المؤمنين(ع) بعد النبي صل الله عليه وآله وسلم. هذا العيد ملك لجميع المسلمين بمعناه الصحيح والمتميز".

وأضاف سماحته: "ينبغي على العالم الإسلامي كله أن يحتفل بعيد الغدير، لأن اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة 10 هجرية كان يوم اليأس للكفار...لماذا يأس الكافرون؟ ذلك بسبب استمرار الحكم السياسي للإسلام، مما يسبب اليأس للكفار."، معربا عن شكره وامتنانه للناس لإقامة احتفالات شعبية كبيرة بهذا العيد.

وأشار الى اهمية موضوع الإمامة بين الأمة وقال: "إن الله تعالى رفع النبي إبراهيم(ع) إلى مقام الإمامة بعد نجاحه في اختبارات صعبة للغاية في آخر حياته. وهذه الإمامة استمرت للنبي الأكرم (ص) بأمر من الله"، مبينا: "استمرار هذه الإمامة يجب أن يصاحبه السيادة السياسية".

وأضاف: "عندما تحكم الإمامة على المجتمع تتخذ حياة المجتمع الشكل الإسلامي"، مبينا: "خلال حياتهم البالغة 250 عامًا، كانت جهود أئمة المعصومين عليهم السلام من أجل ترسيخ حكم الإسلام، وتوسيع الحياة الإسلامية، وإن حاكم المجتمع الإسلامي يشعر بمعاناة الناس جميعا، والناس يتبعونه"، مؤكدا انه لا ينبغي استخدام الغدير كذريعة للخصومة بين الشيعة والسنة.

وتابع: "الغدير هو مصدر الوحدة، وانه عيد لجميع المسلمين...حديث الغدير متواتر بين الشيعة والسنة، ويمكن للجميع الاستفادة من نهج البلاغة"، مضيفا: "رغم محاولة الاعداء وبعض الاصدقاء، لإخفاء فضائله، فقد ملأ أمير المؤمنين العالم كله".

كما لفت الى اهمية وضرورة اليقظة امام العدو وقال: "ان أمير المؤمنين يقول"وَ اللهِ لَا اَکونُ کَالضَّبُعِ تَنامُ عَلىٰ طولِ اللَدم"، اي إنني لست شخصًا ينام عل تهويدة العدو، بينما هناك كثير من الاشخاص يطمئن فكرهم بابتسامة من العدو أنه لا يوجد خطر...وقال أمير المؤمنين (ع) إذا نمت فلا يتبين أن العدو سينام أيضا ولكنه مستيقظ".

وأكد قائد الثورة الاسلامية: "أن أمير المؤمنين (ع) هو مثال الإمامة العليا، والإمامة هي المسؤولة عن بيان طريقة الحياة الإسلامية في المجتمع، وعلينا أن نتعلم طريقة الحياة هذه. وبالطبع ساعدتنا الثورة الاسلامية في ذلك؛ رحم الله الإمام الخميني(رضي الله عنه) ورواد هذه الثورة. رحمة الله على الشعب الإيراني... لكننا ما زلنا في الخطوات الأولى".

واشار الى اقتراب يوم اربعينية استسهاد الرئيس الراحل الشهيد ابراهيم رئيسي و وزير الخارجية الشهيد حسين اميرعبداللهيان و رفاقهما في حادثة تحطم مروحيتهم وقال: "نقترب الى يوم اربعينية شهداء الخدمة، وبطبيعة الحال، تظل ذكرى هؤلاء الأحباء حاضرة في ذاكرة الأمة الإيرانية".

كما لفت الى اجراء الانتخابات الرئاسية في يوم الجمعة المقبلة، ٢٨ يونيو، مضيفا: "الانتخابات مهمة جدا. بعد ثلاثة أيام سيواجه الشعب الإيراني اختبارا كبيرا ونحن على اعتاب اجراء الانتخابات الرئاسية وبالتزامن مع هذه الأعياد والاحتفالات نشهد الحماس والشوق الانتخابي بين الناس".

واكد قائد الثورة على اهمية الانتخابات ومشاركة الشعب فيه وقال: "انه وقت حساس، وعلينا أن نسأل الله التوفيق حتى نتمكن من القيام بعملنا حسب واجبنا، وهو رهن موضوعين، أولاً، من المهم تحقيق أقصى قدر من المشاركة، وثانياً، الاختيار الصحيح في الانتخابات. أهم أثر للمشاركة العالية هو تعزيز موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد بذل الأعداء كل ما في وسعهم ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما زالوا يخططون بانتظام. من الأمور التي تجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية تنتصر على أعدائها هي الانتخابات".

ومضى يقول سماحته: "في كل انتخابات كانت المشاركة فيها منخفضة، استغلها أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعندما تكون المشاركة عالية فيفشل العدو في هدفه ولا يفرح بها. اهمية المشاركة ليست في المدن الكبرى فقط، بل في كل القرى والمدن، يجب أن يشارك الناس في الانتخابات حتى يتم تكريم الجمهورية الإسلامية في العالم".

وأشار قائد الثورة الى مواصفات المرشح الاصلح وقال: "من هو الاصلح؟ هو الذي اولا يعتقد من صميم قلبه بمبادئ الثورة الاسلامية ويؤمن بهذه الطريقة. رئيسنا الراحل كان يؤمن بالمعنى الحقيقي للكلمة الى هذه المبادئ. ثانيا، يجب أن يكون كفؤا ولا يعرف ليل نهار خدمة للشعب ولديه القدرة على العمل، وان يستخدم عناصر وزملاء جيدة"، مضيفا: "إن القدرة والحماس للعمل معًا مع الإيمان الراسخ بمبادئ الثورة يمنحان التأهل للمرشح الاصلح. فإذا وجدت هذه المواصفات في مرشح ما فإنه يستطيع أن يستخدم كل إمكانيات البلاد".

قال قائد الثورة: "بعض السياسيين في بلادنا يعتقدون أن عليهم الاعتماد على القوى الأخرى. أو أن كل طرق تقدم البلاد تمر عبر أمريكا، فهؤلاء الذين يضعون أعينهم على خارج البلاد لا يرون القدرات التي نتمع بها، ومن الطبيعي أنهم لا يخططون لتقدم البلاد"، مؤكدا: "قد أظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى اليوم انه من دون الاعتماد على الأجانب وحتى مع خلق تحديات كثيرة من قبل الأجانب، يمكن المضي قدمًا. وفي المستقبل أيضا، لن يسمح الشعب الإيراني بأن يتم تقرير مصيره من قبل الآخرين".

وصرح آية الله الخامنئي: "يظن البعض أن هذه الكلمات تعني بناء السياج وحصر البلاد... منذ البداية، كنت أؤمن بالتواصل والترابط مع العالم كله، باستثناء واحد أو اثنين... كان في يوم من الايام يحكم التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، قطعنا علاقتنا مع هذا البلد، وعندما اختفى هذا التمييز العنصري، استئنفنا علاقتنا معها".

وقال: "يجب إزالة ما يسبب انقطاع العلاقة، وإلا فإننا نؤمن بالتواصل مع العالم أجمع، والحمد لله لدينا التواصل. وفي الحكوماتنا التي التزمت بمبادئ الثورة، تعززت علاقاتنا الدولية، وهذا لا يعني قطع العلاقة، بل يعني الشجاعة والاستقلال الوطني. يجب على أي شخص مهتم بإيران قوية أن يشارك في هذه الانتخابات".

وشددد قائد الثورة الاسلامية في ختام حديثه خطابا لمرشحي الانتخابات الرئاسية: "عاهدوا الله تبارك وتعالي بانه إذا فزتم في الانتخابات لن تختاروا في الحكومة أشخاصاً يعارضون مبادئ الثورة الاسلامية. من لديه تعارض مع الثورة والامام الخميني والنظام الاسلامي، فلن يكون زميلًا جيدًا لك".

وختم سماحة القائد بقوله: "الشخص الذي يشتاق الى أميركا والذي يتصور أنه لا يمكن التحرك دون فضل أميركا، فإنه لن يتمكن من التصرف بشكل جيد. فالشخص الذي يتجاهل استراتيجية الدين والشريعة لن يكون شريكاً جيداً لك. اختر شخصاً مؤمناً بالدين والشريعة ومؤمناً تماماً بمبادئ الثورة الاسلامية.. فإذا قطعتم هذا العهد مع الله، ستصبح أعمالكم الانتخابية أعمالاً صالحة، وستؤجرون عليها أمام الله".

/انتهى/