لقد مرت مئتان وسبعون يوما على بدء العملية العسكرية والجرائم الفظيعة التي ارتكبها الصهاينة ضد قطاع غزة، وهي مأساة فظيعة خلقت سجلات غير إنسانية وغير مسبوقة في التاريخ المعاصر.

قال ناصر كنعاني في تصريح مع وكالة مهر للأنباء أنه في هذه الحرب غير المتكافئة، تعرضت المستشفيات والمراكز الطبية للقصف المتكرر، وتم اعتقال وتعذيب الطاقم الطبي على يد قوات الجيش الإرهابية. وفي هذه الهجمات والاعتداءات الوحشية، تم استهداف أكثر من 150 مستشفى ومركزا طبيا، وخروج 31 مستشفى عن دائرة تقديم الخدمات للمرضى، واعتقال 300 من الكوادر الطبية، واستشهد أكثر من 500 شخص من العاملين في القطاع الطبي على يد القوات الصهيونية المعتدية.

وأضاف: واختطفت القوات العسكرية المحتلة المرضى في مستشفيات غزة حيث يمكن رؤية ذروة هذه الوحشية في الهجوم على المستشفى الشافعي في غزة، حيث تم بعد انسحاب الصهاينة انتشال جثث المرضى والجرحى من تحت الأنقاض والحفر.

استمر كنعاني تم حتى الآن اكتشاف 7 مقابر جماعية في منطقة مستشفى الشفا، وتم استخراج جثث أكثر من 500 شهيد استشهدوا بطريقة وحشية وأيديهم وأعينهم مغلقة.

هذا وتم استهداف الأطفال الصغار والرضع وأمهاتهم بشكل مباشر من قبل قناصة الجيش الصهيوني الغازي. في المتوسط، يموت 5 أطفال كل ساعة، ويفقد 17000 طفل أحد والديهم ويعيشون مع واحد فقط من والديهم أو الأوصياء عليهم. وأدى عدوان الصهاينة إلى اختفاء ما يقرب من 10 آلاف مواطن مدني وأعزل، وتهجير أكثر من مليون ونصف المليون إنسان من غزة.

قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية لقد تجاوز عدد الأطفال الذين قتلتهم آلة الحرب الصهيونية في قطاع غزة خلال الأشهر التسعة الماضية عدد ضحايا الحروب التي شهدها العالم خلال السنوات الأربع الماضية، وقد وصل إلى رقم لا يصدق وهو 15200 طفل. ومن إجمالي الأطفال الذين استشهدوا في الهجمات الوحشية للنظام الصهيوني على قطاع غزة، أكثر من 14000 طفل تتراوح أعمارهم بين 4 و13 سنة، و180 طفلاً في سن الثالثة، وأكثر من 450 طفلاً دون سن الثالثة، و140 منهم دون سن الثالثة. عمر سنة واحدة.

بين كنعاني في هذه الهجمات الوحشية، لم يتم قصف المنازل والمناطق السكنية والمخيمات فحسب، بل أيضًا خيام اللاجئين، بشكل مكثف، وفي المجمل، أكثر من الحرب العالمية الثانية، بخمسة وسبعين ألف طن من القنابل، بما في ذلك قنابل الفسفور الأبيض، سقطت على الشعب الأعزل. وفي هذه التفجيرات العمياء واللاإنسانية، استشهدت أكثر من 10 آلاف امرأة فلسطينية مدنية بريئة وذلك وفق كافة القواعد والأنظمة القانونية التي تحكم المعارك العسكرية.

أشار الى إلى أن المدارس والجامعات والمراكز التعليمية والكنائس والمكتبات والمتاحف والمساجد لم تكن بعيدا عن الاستهداف وتم غزوها وقصفها. وخلال هجمات الكيان الصهيوني المعتدي، تم الاعتداء على 311 مدرسة وجامعة، واستشهد على إثرها أكثر من 8600 طالب وحوالي 500 من أعضاء هيئة التدريس والمعلمين. تم تدمير أكثر من 300 مسجد و200 مكان تاريخي و3 كنائس بشكل كامل والحصار الشامل الي فرضه الكيان المحتل، منع الماء والغذاء والدواء عن المسلمين والصائمين في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، والجوع والعطش والمجاعة الوهمية ومنع إيصال الدواء إلى القطاع واستخدم المرضى كسلاح حرب من قبل المعتدين الصهاينة.

وقد أدى استمرار هذا العمل اللاإنساني إلى استشهاد أكثر من 31 طفلا فلسطينيا بسبب الجوع. كما أن أكثر من 10 آلاف مريض بالسرطان على وشك الموت، ومئات الآلاف من الأشخاص مصابون بالأمراض المعدية، وأكثر من 60 ألف امرأة حامل معرضة لخطر فقدان حياتها أو أطفالها. تم الاعتداء على قوافل المواد الغذائية وكذلك المطبخ الدولي المتنقل، كما تم الاعتداء على بعض الموظفين من مواطني الدول الأوروبية الذين انضموا إلى هذه القافلة طوعاً لمساعدة الشعب الفلسطيني.

وخلال هذه الإجراءات، قُتل عشرات الأشخاص المنتمين إلى تنظيمات شعبية. إضافة إلى ذلك، قام مستوطنو المناطق المحتلة بدعم من الجيش الصهيوني المعتدي، وأمام أنظار المؤسسات الدولية، بإضرام النار ونهب الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية التي كانت متجهة من معبر رفح باتجاه غزة.

وبعد إلقاء القبض عليهم، تم تجريد الرجال المدنيين المسنين من ملابسهم أمام عائلاتهم من أجل إذلالهم والانتقام من المقاتلين الموجودين في ساحة المعركة غير المتكافئة في غزة.

ومن خلال تجاهل كافة القواعد والأنظمة الدولية وبهدف منع نشر الأخبار المتعلقة بالجرائم المرتكبة في قطاع غزة، يتم استهداف الصحفيين كأهداف عسكرية واعتقل حتى الآن أكثر من مائة وخمسين منهم استشهدوا نتيجة الهجمات المباشرة والموجهة من قبل الصهاينة. وعلى الرغم من كل هذه الجرائم التي لا توصف والتي لا تعد ولا تحصى، فإن للحرب غير المتكافئة والدموية في غزة وجهًا آخر، مما أدى في الواقع إلى تعميق بؤس النظام الصهيوني وفشله وجعل هيمنته الزائفة أكثر وضوحًا.

استمر ان جيش النظام الصهيوني المعتدي، الذي يعيش في وهم "الانتصار على كافة الجبهات"، لم يتمكن بعد مضي مائتين وسبعين يوما من القصف وارتكاب كافة أنواع جرائم الحرب والتدمير غير المسبوق للبنية التحتية والأماكن العامة والخاصة في البلاد أن ينجو نفسه من تيار المقاومة الذي يعيش تحت الحصار والعقوبات، و لم يستطع أن يحقق أي التفوق العسكري والسياسي.

أضاف كنعاني في مركز الولايات المتحدة الأمريكية البلاد كأكبر داعم وشريك لجرائم النظام الصهيوني، يهتف الناس احتجاجاً على جرائم الصهاينة ورجال الدولة الأمريكيين. وشهدت أكثر من 50 جامعة في أمريكا وبعض الدول الأوروبية المهمة احتجاجات طلابية قوية واعتصامات لأعضاء هيئة التدريس ضد الأعمال الوحشية للصهاينة. والآن أصبح اسم فلسطين وغزة أكثر تكرارا بين الطلاب والأكاديميين الأمريكيين، فضلا عن أسماء جميع السياسيين والأسماء السياسية لتلك البلدان.

لقد أثيرت مسألة محاكمة النظام الصهيوني وقادته المجرمين بشكل غير مسبوق في السلطات والمحاكم الدولية بسبب الجرائم المنظمة التي يرتكبها هذا النظام ضد الإنسانية.

قال وقد بلغ الاعتراف الرسمي بالحكومة الفلسطينية من قبل العديد من الدول، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية، ذروته، وأعادت بعض الحكومات النظر في علاقاتها مع هذا النظام القاتل للأطفال بشكل مستقل أو تحت ضغط الرأي العام ونخبه السياسية. لقد تم اختبار "الكرامة الإنسانية" في العالم وفي المجتمع البشري بأكمله، وظهرت "حقوق الإنسان" الممزقة والمثيرة للشفقة لمؤيديها الزائفين بأكثر الطرق المشينة الممكنة.

صرح كنعاني إن مائتين وسبعين يوما من الحرب الجبانة، إلى جانب أبشع وأبغض التصرفات اللاإنسانية التي يرتكبها الصهاينة تجاه النساء والأطفال والمسنين والمرضى في غزة، هي مؤشر دائم للحكم على مستوى شرف المطالبين بحقوق الإنسان. لقد أزاحت الحرب غير المتكافئة في غزة النقاب الزائف عن الوجه الزائف للمطالبين بحقوق الإنسان في الغرب، وكشفت عن أيديهم القذرة والملطخة بالدماء أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف ولا شك أن نهاية هذه الحقبة السوداء المليئة بالجريمة ستكون الانحطاط والانهيار الكامل للنظام الذي أسس منذ بداية تشكيله وحتى الآن هويته المزيفة وغير الشرعية على أساس الاغتصاب والإرهاب والقتل الجماعي، واللجوء إلى كافة أنواع العنف ومحاولة ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الأبرياء والعزل، لقد أثبت أصحاب أرض فلسطين الحقيقيون.

إن العد التنازلي للانهيار الكامل للنظام الصهيوني يتسارع، وتحققه من أولويات زمننا الراهن.

ناصر كنعاني

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الايرانية

انتهى