أكد النائب السابق في البرلمان اللبناني د.نزيه منصور، أن خطاب السيد نصر الله يؤكد على استمرار الجهاد مع محور المقاومة ووحدة الساحات حتى اجتثاث الغدة السرطانية وإنهاء الهيمنة الأميركية التي تبتز المنطقة من خلال الكيان الصهيوني، مضيفا:"قد تتحول استراتيجية جبهات الإسناد لجبهات مفتوحة مششتركة".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: في وقت المقاومة الإسلامية في لبنان ومحورها تدخل اليوم مرحلة جديدة كماً ونوعاً، استمر الاعتداء الصهيوني على جنوب لبنان وطال ايضا الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت، وعن هذه الضربة يقول سماحة السيد حسن نصر الله: "لا نقاش في هذا الموضوع ولاجدل وبيننا وبينكم الليالي والأيام والميدان، ردّنا محسوم على الاعتداء على الضاحية واستشهاد السيد محسن والمدنيين".

حول آخر التطورات بعد الاعتداء الصهيوني على الضاحية الجنوبية، وعن أبرز ما جاء في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله الأخير، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور نزيه منصور، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

ما كان المقصود في كلام سماحة الأمين العام بالاحتفال التأبيني للشهيد الكبير السيد فؤاد شكر عندما قال:" انتظروا الثأر الكبير من الشرفاء" هل هذا يعني سيكون هناك رد موحد جماعي على فترات من العواصم التي طالها العدوان الصهيوني ؟

اول مرة سماحته يتحدث في وقت التشييع، عادة يحدد يوم خاص للتكريم وتقبل العزاء والتبريكات وهذه سابقة لها دلالتها وابعادها خاصة انها تزامنت مع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ابو العبد اسماعيل هنية، ولم يفته العدوان على الحديدة واليمن والعراق وسوريا ولبنان وهذا بحد ذاته يفيد اننا أمام قائد استثنائي على مستوى الامة في زماننا الحاضر ، وبالتالي لابد أن يعبر عن مكنونات البيئة التي تمتد على مساحة العالم من المؤيدين والداعمين لهذا المسار الذي أعاد لفلسطين وهجها واهميتها حيث كان محور المقاومة ووحدة الساحات بقيادة الجمهورية الاسلامية الإيرانية وولاية الولي الفقيه الامام السيد خامنئي دام ظله وعليه كان التعبير بكلمة ثأر الشرفاء من العدو الارهابي، فهو تحدث باسم المحور من دون لبس ولا تأويل ويقوم كل منا بواجب الثأر، وتأديب الإرهاب الذي لا يفهم سوى لغة القوة ولم يعد الأمر مجرد إشغال واسناد لغزة، وأما فيما يتعلق بالزمان والمكان والأهداف يبقى من أسرار قيادة المحور ولكن الثأر آت آت.. وها هو العدو يعيش في حالة استنفار عسكريا ومدنيا واخلى مواقع استراتيجية، والمستوطنين في حالة من الخوف والقلق والرعب اذا ان كلمة سماحته بدأت تعطي أكلها قبل الثأر، وهذا يذكرنا بخطابه الأسبق ان يبقى العدو واقفا على اجر ونصف اما الان هو يقف على رؤوس اصابعه.

قسّم سماحة السيد العدوان الذي حصل على الضاحية لعدة أقسام. اولا انه في الضاحية، ثانيا سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، ثالثا ان المكان المستهدف غير عسكري وتم اغتيال قائد كبير، فهل سيكون الرد مقسم تبعا لكل تصنيف ام انه سيكون موحدا؟

تميز خطاب سماحتة في شرح وتفسير اغتيال الشهيد القائد السيد فؤاد شكر المعروف بالحاج محسن ببعده الجغرافي والإنساني والاجتماعي والمدني، واغتيال قائد عسكري بحجم الشهيد هو خارج كل الاعراف والقوانين الدولية حيث تجاوز العدو الخطوط الحمر التي وضعتها المقاومة والمحصورة بقواعد الاشتباكات منذ عشرة أشهر، وبمدى جغرافي محدد ببضعة كيلومترات على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية والتي التزمت بها المقاومة طيلة هذه الفترة، وسبق للأمين العام ان وضع معايير للصراع، مدينة مقابل مدينة ، وعاصمة مقابل عاصمة، ومنشأة حيوية مقابل منشأة حيوية على قاعدة العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم. فكلام السيد واضح وضوح الشمس، الجريمة الإرهابية متعددة الأوجه وبالتالي لا بد أن يأتي الرد أشد وأقوى وأوسع والايام القادم سوف تثبت مصداقية المقاومة وقائدها.

شمل بخطابه سماحة السيد وبشكل كبير الولايات المتحدة وبأن الرد سيطال العدو الصهيوني ومن كان وراءهُ وقد ركز اعلام العدو وفهم فكرة واحدة ترددت لديه بأنه قد دخلنا في مرحلة قتال جديدة كيف تقرأون هذا الامر؟

امر بديهي ان يشمل خطاب سماحته الولايات المتحدة الأميركية التي هي صاحبة القرار الاول والاخير وهي الداعم لهذا الكيان الذي هو قاعدة عسكرية إرهابية اميركية بامتياز ، وخير شاهد ما نطق واقر به الرئيس الأميركي بايدن عندما سارع الى الكيان عقب السابع من اوكتوبر بالقول :(لو لم تكن موجودة اسرائيل علينا ان نخلق اسرائيل) ولا يمكن لنتن ياهو واي من قادة الكيان منذ سبعة عقود ونيف حتى الآن ان يجرؤ اي منهم على العدوان وما كلمة نتن ياهو في الكونغرس الأميركي والتصفيق وقوفا ومباشرة بعد عودته الا ايذانا بارتكاب هذه الجرائم في لبنان وايران وسوريا والعراق بأسلحة اميركية ودعم سياسي فاضح من قبل الإدارة الأميركية وحزبيها الحمار والفيل، وقد تعمد سماحته ان يتوجه الى الفاعل المعنوي والمحرض والمتدخل الأميركي ان اي تدخل مباشر لن يمر مرور الكرام فنحن جاهزون للقيام بما يقتضي الواجب تجاه شعبنا ووطننا وسيادتنا واستقلالنا، والمعركة لم تعد محصورة مع الكيان المؤقت فالاميركي شريك فاعل لذا اقتضى التحذير وقد اعذر من أنذر.

بماذا يختلف هذه المرة خطاب سماحته عن غيره من المرات وهل نحن امام حرب وجودية شاملة ؟

لا يمكن الفصل والتجزئة في خطابات السيد المتعلقة بالصراع مع العدو، فهي سلسلة مترابطة ولكل منها ظروفها وموضوعيتها لها بعدها الاستراتيجي، ألا وهو وجود الكيان ام عدمه، وهذا الأمر قد حدده قائد الثورة الإيرانية السيد القائد الإمام الخميني قدس الله سره رضوان الله عليه مع الايام الأولى للثورة، وجسده بقطع العلاقات مع العدو وطرد السفير وتسليم السفارة الى رئيس منظمة التحرير انذاك وتبنيه فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر ولا حياة لهذا الكيان ولذا كان العدوان من صدام بدعم دولي على الثورة.
وعليه خطاب سماحته يؤكد على استمرار الجهاد مع محور المقاومة ووحدة الساحات وكل احرار العالم حتى اجتثاث هذه الغدة السرطانية وإنهاء الهيمنة الأميركية التي تبتز المنطقة من خلال هذا الكيان الذي يعيش أزمات متعددة وعلى رأسها أزمة الوجود وها هي تباشير ذلك ترسمها الهجرة المعاكسة.

/انتهى/