تعتقد وسائل الإعلام والشخصيات في الكيان الصهيوني أن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية حماس يمثل هزيمة كبيرة لهذا الكيان. 

وكالة مهر للأنباء-قسم الشؤون الدولية: منذ يومين أعلن وزير الخارجية القطري خلال مؤتمر صحفي عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة. وقد لقي خبر اتفاق وقف إطلاق النار ترحيبًا من العديد من الدول الإقليمية والدولية.

ومع ذلك، فإن ما جذب انتباه وسائل الإعلام أكثر من أي شيء آخر بعد إعلان خبر التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار هو الاعتراف الصريح من وسائل الإعلام والشخصيات في الكيان الصهيوني بهزيمة هذا الكيان في قطاع غزة.

حماس لا تزال صامدة ولديها استراتيجية منظمة

في هذا السياق، أعلن "عوزي رافي"، الباحث البارز في مركز دراسات الشرق الأوسط "ديان"، أن الكيان المحتل دخل في منحدر خطير بتوقيعه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف رافي أن العودة إلى الحرب بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، التي استمرت 6 أسابيع، ستكون صعبة للغاية، حيث تمتلك حماس استراتيجية منظمة لوقف الحرب ولا تزال واقفة على قدميها.

وتابع هذا الباحث الصهيوني قائلاً: "يجب على أولئك الذين يحاولون تهدئة أنفسهم بالأرض المحروقة وعدد القتلى أن يعيدوا النظر، فحماس هي حركة مقاومة، ومع استمرارها في الوقوف على قدميها، يمكنها إعادة بناء نفسها في المستقبل حتى لو احتاجت إلى وقت طويل."

إسرائيل تنسحب من محور فيلادلفيا وهذا يثير القلق

تستمر الانتقادات في الأوساط الإسرائيلية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتقبل الكيان الصهيوني لشروط ومتطلبات المقاومة بعد أكثر من 15 شهرًا من الحرب.

وأكد "باراك سيري"، الصحفي الصهيوني، قائلاً: "لقد قلنا دائمًا إن هذا الاتفاق سيكون مختلفًا تمامًا عن الاتفاقات السابقة، ورغم جميع العمليات، ستنتهي الحرب وسننسحب من قطاع غزة ومحور فيلادلفيا. هناك شعور بالقلق بشأن ما سيحدث في المستقبل."

في هذا السياق، كتب "ألون مزراحي"، كاتب ومحلل صهيوني، في مقال له: "لقد أصبحت حماس أسطورة ثقافية للأجيال القادمة." كما اعتبر "يوسي ميلمان"، خبير الشؤون الأمنية في الكيان الصهيوني، أن اتفاق وقف إطلاق النار يمثل هزيمة لهذا الكيان، مشيرًا إلى أن إسرائيل دائمًا ما تستسلم في النهاية وتحرر الأسرى الفلسطينيين.

"حماس" لم تختفِ

في هذا السياق، اعترف "رون كوفمان"، الصحفي الصهيوني، بقدرة حماس ونجاحها في البقاء، مشيرًا إلى فشل الكيان الصهيوني في القضاء على هذه الجماعة المقاومة، حيث قال: "هل حماس قد اختفت؟ بالتأكيد لا. يمكننا فقط أن نقول إن حماس لم تختفِ."

وفي هذا الإطار، يعتبر تقرير شبكة 14 الإسرائيلية، التي ترتبط بشكل وثيق مع الأحزاب اليمينية وحزب نتنياهو، مثيرًا للاهتمام. حيث جاء في جزء من التقرير: "في اللحظات الأخيرة قبل حكم ترامب، الذي لا نعرف إن كان معنا أو ضدنا، استسلمنا. هذه استسلام، مهما كان الاسم الذي تريدون أن تطلقوه عليها."

وأضافت شبكة 14 التلفزيونية في تقريرها: "إنها وقف للحرب، وليس تدمير حماس، ولا عودة جميع الأسرى، والأسوأ من ذلك، هو الثمن الذي دفعناه. هذا هو الثمن الذي تم دفعه من أجل تسوية جزئية لنا."

حماس انتصرت على إسرائيل

كتب "يوآو زيتون"، الصحفي العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، في مقال له مشيرًا إلى هزيمة الكيان الصهيوني في معركته مع حركة المقاومة الإسلامية حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية، قائلاً: "لن يتم نزع سلاح حماس، لأنها تمتلك أنفاقًا تُستخدم لإنتاج الأسلحة، وجذب وتدريب العناصر."

من جهة أخرى، قدم "موشي فيغلين" رواية مختلفة عن الاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، واصفًا إياه بأنه "استسلام مخزٍ" لإسرائيل. وفي هذا السياق، قال: "إنه اتفاق استسلامي مخزٍ لإسرائيل، ويجب على سكان المستوطنات أن يتخذوا إجراءات."

كما أشار "يوسي يهوشه"، المحلل العسكري في الكيان الصهيوني، إلى خطر خفي في اتفاق تبادل الأسرى، معلنًا: "إذا ألغت حماس هذا الاتفاق، فلن يكون لدى إسرائيل أي أدوات ضغط، وإذا أرادت العودة إلى الحرب، فستواجه ظروفًا صعبة للغاية." وأشار هذا المحلل الصهيوني أيضًا إلى الوضع الأمني المتفجر في الضفة الغربية، مؤكدًا أن الأوضاع في هذه المنطقة خطيرة للغاية وعلى حافة الانفجار.

ليس فقط إسرائيل، حماس هزمت الغرب أيضًا

كتب "ألون مزراحي"، المحلل الصهيوني الذي تم الإشارة إليه سابقًا، في مقال آخر في أحد وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني: "حماس، لم تنتصر فقط على إسرائيل، بل انتصرت أيضًا على الغرب بأسره؛ حيث تمكنت حماس من احتجاز أسرى إسرائيليين وظلت صامدة في مواجهتها مع تل أبيب."

كما اتهم "بن كاسبيت"، الصحفي الصهيوني، نتنياهو ورفاقه بالكذب وخداع الرأي العام بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، معلنًا: "إسرائيل تنسحب من محور فيلادلفيا، وهذا بحد ذاته دليل على هزيمتها."

/انتهى/