وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فرنسا احتفالا بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، حضره السفراء الأجانب المقيمون في باريس والدبلوماسيون وممثلو الدول الأجنبية والمنظمات الدولية الحاضرة في البلاد والمسؤولون المحليون وممثلو وسائل الإعلام وأعضاء الجالية الإيرانية المقيمة هناك إلى جانب حضور عدد كبير من الشخصيات السياسية، حضر الحفل عدد كبير من المثقفين والمفكرين والأكاديميين والناشطين الاقتصاديين، فضلاً عن رؤساء البعثات والمؤسسات التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في فرنسا.
في مراسم الاحتفال بالذكرى السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية المجيدة للشعب الإيراني، وبعد عزف النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ألقى محمد أمين نجاد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فرنسا، في إشارة إلى انتصار الثورة الإسلامية قبل 46 عامًا، عددًا من التصريحات حول الخصائص الفريدة لهذه الثورة مثل الحكم الشعبي ودعم المظلومين.
وأكد أن الشعب الإيراني دفع ثمناً باهظاً من أجل حريته واستقلاله منذ يوم انتصار الثورة الإسلامية حتى اليوم، وأضاف: "رغم التكاليف المادية والبشرية الباهظة لم يحدث أي ضعف في إرادة الشعب الإيراني".
وفي إشارته إلى إنجازات إيران خلال الأعوام الـ46 الماضية على الساحتين المحلية والدولية، قال : "على الصعيد السياسي، استطاعت ثورة الشعب الإيراني في عام 1979 تحرير البلاد من حالة التبعية والتأثر بالقوى الأجنبية وجعلت إيران طرفاً مستقلاً ورافعة للسلام والاستقرار في منطقة تمر بأزمات كبيرة".
وأضاف: في القطاع الاقتصادي والصناعي، أصبحت إيران التي كانت من كبار مستوردي حتى المنتجات الأولية قبل الثورة، قوة صناعية وزراعية قادرة على تلبية جميع احتياجاتها عملياً رغم 45 عاماً من العقوبات غير العادلة وغير الإنسانية، حتى في مجال التقنيات الخاصة (مثل المجالين الفضائي والنووي). وفي مجال الصحة والعافية، فإن إيران التي اعتمدت في الماضي على وجود الأطباء الأجانب لتلبية احتياجاتها، استجابت الآن لهذه الحاجة ليس فقط من خلال تدريب الأطباء المتخصصين وإنشاء نظام تغطية صحية، بل أصبحت أيضًا وجهة للعلاج الطبي والسياحة الصحية، وخاصة في مجالات طب العيون وعلاج السرطان وأمراض القلب.
وبحسب سفير بلادنا في فرنسا، فإن التقدم المحرز في مجال التعليم أيضا مثير للإعجاب للغاية، لدرجة أن معدل الأمية، وخاصة بين النساء في الفئة العمرية ما بين 15 و24 عاما، انخفض من 58 في المائة في العام الذي سبق الثورة إلى 1 في المائة. وهذا على الرغم من أن عدد سكان إيران ارتفع من 36 مليون نسمة في عام 1979 إلى 90 مليون نسمة.
وفي جزء آخر من حديثه بشأن البرنامج النووي الإيراني، قال أيضاً: "إن البرنامج النووي الإيراني سلمي تماماً، وفقاً لالتزامات إيران الدولية". إن الإنجازات العلمية في المجال النووي هي ثمرة جهود علماء بلادنا الشباب الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا الهدف. إن استخدام هذه المعرفة في مختلف المجالات مثل الصحة والصناعة والزراعة هو حق غير قابل للتصرف للشعب الإيراني.
وفي جزء آخر من كلمته، تطرق سفير بلادنا في فرنسا إلى الأحداث المريرة في قطاع غزة وأضاف: "لقد أعربت إيران دائما عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ونحن نعتقد أن هذا الشعب المعذب له الحق في العيش بسلام وأمن، وهذا شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط".
وأضاف بشأن سياسة بلادنا التعددية: "خلال السنوات الأخيرة، عززت إيران حضورها في المنظمات الدولية، وفي الوقت نفسه، قامت بتطوير علاقاتها مع مختلف دول العالم بشكل متوازن. وفي هذا الصدد، انضمت إيران في عام 2024 إلى مجموعة دول بريكس، التي تضم 40% من سكان العالم و26% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وتعد هذه العضوية خطوة استراتيجية في تنويع الشركاء الاقتصاديين وتعزيز دور إيران في التجارة الدولية. علاوة على ذلك، فإن انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2023 هو علامة أخرى على ارادة إيران على تعميق علاقاتها مع الدول الآسيوية والأوراسية.
واختتم أمين نجاد بالقول: "هذا اليوم ليس مجرد إحياء ذكرى حدث مهم في الماضي، بل هو أيضا إظهار للإمكانات العظيمة للأمة الإيرانية في التعايش بسلام وهدوء مع شعوب ودول العالم الأخرى".
والجدير بالذكر أن خلال هذه المراسم، تم عرض صور فيديو من التاريخ والحضارة الإيرانية القديمة، فضلاً عن إنجازات إيران في مختلف المجالات، بما في ذلك التقدم العلمي والتكنولوجي، والسياسة الخارجية، والتعاون الدولي في مختلف المجالات، على الهواء مباشرة للحاضرين، إلى جانب الموسيقى الإيراني التقليدي.
/انتهى/