حذر قائد حركة أنصار الله اليمنيةـ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الكيان الصهيوني من استمرار التعديات وانتهاك الالتزامات، مؤكدًا أنه لا يمكن مواجهة أمريكا والكيان الصهيوني إلا من خلال مواقف ثابتة و صحيحة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلاً عن المسيرة، تناول قائد حركة أنصار الله في خطاب بمناسبة بدء شهر رمضان المبارك التطورات الإقليمية والدولية، خاصة قضية فلسطين.

لا تزال الأعمال غير مكتملة ويجب أن نكون مستعدين

قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب بحضور مسؤولين سياسيين ودينيين يمنيين في صنعاء، بعد تهنئته بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى تطورات غزة وفلسطين: لقد منحنا الله موقعًا كبيرًا في إطار المرحلة الأولى من دعم غزة، لكن الأعمال لا تزال غير مكتملة ويجب أن نكون مستعدين. يجب أن نكون يقظين ومستعدين لأي مستوى من التطورات في الضفة الغربية التي تتطلب تحركًا شاملًا، أو في غزة، أو لبنان، أو أي ساحة أخرى.

كل تهديد وخطر للشعب الفلسطيني هو تهديد للأمة بأسرها

وأضاف: إن الشعب الفلسطيني الآن في الضفة الغربية يواجه اعتداءات واسعة وهجمات مستمرة، والعدو يسعى إلى تهجيرهم. كل تهديد وخطر للشعب الفلسطيني هو تهديد لبقية الأمة. نحن نتحرك من منظور شامل في إطار مسؤولياتنا الكبيرة كأمة.

وأكد السيد الحوثي: يجب أن نكون مستعدين لمواجهة أي اعتداء على بلدنا. يجب أن نكون مستعدين في كل يوم وزمان ومرحلة تتطلب التدخل لدعم الشعب الفلسطيني أو لبنان أو أي أمة من الأمة، وأن نكون جاهزين للتحرك بفعالية وقوة. يجب أن نسعى دائمًا لتطوير قدراتنا وأن نكون مستعدين في جميع أركان القوة. نحن نواجه مستوى واسعًا من الاستكبار والاستبداد والاعتداءات والجرائم والوقاحة من أمريكا وإسرائيل.

لو نفذ ترامب تهديده ضد غزة، كنا مستعدين للتدخل العسكري

وأشار قائد حركة أنصار الله إلى أنه: لو بدأ ترامب الحرب يوم السبت الذي كان من المقرر فيه الإفراج عن الأسرى الصهاينة، كنا مستعدين للتدخل العسكري. ولكن عندما لم تفرج المقاومة في التاريخ الذي حدده ترامب عن جميع الأسرى الإسرائيليين، اتضح له أن الموضوع لا يسير كما يريد، وأنه ليس له الحق في فرض ما يشاء. كان ترامب يريد مصادرة الاتفاق بالكامل. تحدث ترامب بعبارات وقحة جدًا عن تهجير شعب غزة واحتلاله. لا يوجد رادع للأمريكيين والإسرائيليين إلا من خلال مواقف صحيحة وتحمل المسؤولية في مواجهتهم.

وقال: تتحدث أمريكا وإسرائيل عن المناطق العازلة، ويريدون الأماكن الاستراتيجية والثروات. إنهم يريدون بوضوح أن تكون أمتنا ساحة لهم، وألا يعترض أحد على أي اعتداءاتهم.

الكيان الصهيوني يعتمد على أمريكا في الهروب من تنفيذ الالتزامات

وأشار السيد الحوثي إلى أن العدو الإسرائيلي يواصل اعتداءاته وانتهاكاته للهدنة من خلال القتل عبر الغارات الجوية أو إطلاق النار والهجوم على شعوب لبنان وسوريا وغزة. يعتقد العدو الإسرائيلي أن شعوب لبنان ومقاتلي حزب الله وكذلك شعوب سوريا وغزة والمصريين وغيرهم لن يعترضوا على أي شيء، ولن يقوموا بأي إجراء لمواجهة ما يقوم به. العدو الإسرائيلي يوسع ويحتل المزيد من المناطق في ثلاث محافظات جنوبية في سوريا. العدو لم يتراجع بالكامل من جنوب لبنان، وهذا يشكل احتلالًا وتهديدًا لشعب لبنان وانتهاكًا لسيادته. يعتمد العدو الإسرائيلي في هروبه من الالتزام بالاتفاقات على الموقف والدعم الأمريكي.

نراقب أوضاع غزة باستمرار

كما قال: إن عدم تراجع العدو الإسرائيلي عن محور رفح يشكل تهديدًا جديًا للشعب الفلسطيني وتهديدًا لمصر، ولشعبها وحكومتها وجيشها، وانتهاكًا واضحًا وصريحًا للاتفاقات السابقة بين العدو الإسرائيلي ومصر، التي تتم بتشجيع من أمريكا. لم ينفذ العدو جزءًا كبيرًا من الالتزامات المتعلقة بالبعد الإنساني، ويتملص من الالتزامات الأخرى بما في ذلك التراجع عن محور رفح. نحن نراقب باستمرار الوضع في غزة ونتابع مدى تملص العدو الإسرائيلي من التزامه الكامل بالاتفاق.

نقول للمجاهدين في فلسطين ولبنان: أنتم لستم وحدكم

وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي: نحن، كشعب يمني، بفضل الله تعالى، نتحرك في إطار دعم إخواننا المجاهدين في فلسطين ولبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي في واحدة من أهم مراحل معركة "طوفان الأقصى". نحن نؤكد على موقفنا الثابت في دعم ومساندة حزب الله وشعب لبنان، في الوقت الذي تستمر فيه اعتداءات الكيان المحتل وعدم انسحابه من أراضي هذا البلد. نحذر الكيان المحتل من استمرار اعتداءاته، ونقول لإخواننا المجاهدين في فلسطين ولبنان: أنتم لستم وحدكم، والله معنا، ونحن معكم.

تحذير للكيان الصهيوني وداعميه لتصحيح توجهاتهم

وفي ختام كلمته، قال: ننصح الصهاينة ومن يدور في فلكهم بتصحيح رؤيتهم الخاطئة، لأن تشييع الشهداء التاريخيين مثل السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفى الدين يعبر عن ثبات الشعب اللبناني على موقف المقاومة ودعمه للمجاهدين. إن حجم التضحيات الكبيرة والإيثار من قبل القادة والمجاهدين في فلسطين ولبنان يعزز من ثبات وعزم وإرادة المؤمنين، ويزيد من استعدادهم للتضحية وثقتهم بالله تعالى.

/انتهى/