في خطبة الجمعة التي ألقاها آية السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد، تم استعراض أبرز الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي، والتي وصفت بأنها "أحداث جسام تحتاج إلى وقفة تأمل وتحليل". 

أفادت وكالة مهر للأنباء أنه أشار السيد الموسوي في حديثه إلى التشييع الضخم لقائد المقاومة الإسلامية في لبنان، الشهيد السيد حسن نصر الله، ووصفه بـ"شهيد الأمة".

وأوضح أن التشييع الذي شهدته بيروت لقائد المقاومة السيد حسن نصر الله كان حدثاً مهماً يعكس مكانة الرجل ودوره في قيادة المحور المقاوم ضد إسرائيل.

وأكد أن السيد نصر الله قاد حركة مقاومة واسعة النطاق شملت فلسطين، لبنان، سوريا، العراق، اليمن، بل وامتدت إلى مناطق أخرى. وأضاف أن هذه المقاومة استطاعت أن تفرض واقعاً جديداً في المنطقة، رغم التفاوت الكبير في العدة والعتاد بين المقاومة والقوات الإسرائيلية والأمريكية.

وقال آية الله الموسوي: "المعركة ليست معركة سلاح أو عتاد، بل هي معركة إرادة وإيمان. الشهيد نصر الله كان يدرك أن لا تكافؤ بيننا وبين أمريكا وإسرائيل في السلاح أو التكنولوجيا، لكنه أثبت أن الإرادة والعقيدة يمكن أن تحقق النصر".

وأكد الأستاذ البارز في حوزة النجف الأشرف أنه على الرغم من استشهاد السيد نصر الله، أن المعركة ضد إسرائيل لم تنتهِ، وأن الأمة ما زالت قادرة على مواجهة التحديات. وأشار إلى أن التشييع الضخم الذي شهدته عدة مدن عربية، بما في ذلك النجف والبصرة في العراق، وكذلك إيران واليمن والبحرين، كان رسالة واضحة بأن روح المقاومة ما زالت حية.

وأضاف سماحته : "الأمة التي أنجبت قائداً مثل السيد نصر الله ما زالت أمة ولادة، قادرة على صنع المستحيل. التشييع الضخم في لبنان والمدن العربية الأخرى يؤكد أننا أمة مقاومة، وأننا لن نتنازل عن حقوقنا".

وتطرق إماج جمعة بغداد أيضاً إلى قضية التطبيع مع إسرائيل، معتبراً أنها تشكل تحدياً كبيراً للأمة العربية. وأشار إلى وجود أقلية تدعو إلى التطبيع بحجة تحقيق الاستقرار الاقتصادي، بينما ترفض الأغلبية هذه الخطوة، معتبرة أنها تعني الاستسلام للمشروع الإسرائيلي.
وقال: "هناك من يريد التطبيع مع إسرائيل بحجة تحقيق الانفراج الاقتصادي، لكننا نؤكد أن التطبيع لن يحقق السلام، بل سيعزز من هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة. والأمة العربية والإسلامية لن تقبلا بالاستسلام".

وأشار سماحته إلى موقف حكومة الجولاني في سوريا واعلان الإستسلام أمام الكيان الصهيوني، قائلا: هل الكيان الصهيوني اقتنع بخطابات الجولاني التطبيعية؟ طبعا لا الكيان الصهيوني قام بقصف جميع القدرات العسكرية السورية واحتل مناطق واسعة من سوريا بينما الجولاني منشغل باغتيال قادة وضباط الجيش السوري.

وخاطب من يطالبون بالتطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، قائلا: انظروا إلى الجولاني وسوريا وما فعله الكيان بمقدرات البلد واحتلاله لثلاث محافظات سوريا وهذا قد يكون لكم عبرة.

كما أشار أستاذ البارز في الحوزة النجف إلى التدخل الأمريكي السافر في العراق، موضحا قبل أيام قامت قوات أمريكية بالدخول إلى مطار النجف بدون تنسيق مع القوات الأمنية العراقية وهذا يعني احتلال حقيقي للعراق.

وأكد على أن الحكومة العراقية يجب أن تحتمي بشعبها وترفض هذا الاحتلال فعندما يقوم المسؤولون برفض تدخلات أمريكا سيكون الشعب داعما لها. الجمهورية الإسلامية قاومت الهيمنة الأمريكية ولذلك الشعب الإيراني التف حولها وأصبح حاميا لها.

اختتم آية الله الموسوي خطبته بالتأكيد على أن الأمتين العربية والإسلامية ما زالتا قويتان وقادرتان على مواجهة التحديات.

/انتهى/