أشار آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد، إلى الأحداث التي شهدتها المناطق السورية ذات الأغلبية الشيعية والعلوية خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن الهجمات الإجرامية التي نفذتها عصابات الجولاني استهدفت المدنيين الأبرياء، وخاصة في المناطق الشيعية والعلوية، دون أن تكون هناك مواجهات عسكرية.

أفادت وكالة مهر للأنباء أنه أكد السيد الموسوي أن هذه الهجمات لم تشمل مناطق أخرى مثل مناطق الأكراد أو السويداء ودرعا، مما يثير تساؤلات حول دوافع هذه العمليات، قائلا: إن سبب عدم مهاجمة تلك المناطق هي عدم قدرة عصابات الجولاني على ذلك، مشيرا إلى أن العلويين كانوا في الأصل من الشيعة الاثني عشرية، ولكن بسبب الحروب التي شهدتها المنطقة، خاصة في عهد العثمانيين، ابتعدوا عن مراكز العلم والتعليم، وعاشوا في مناطق جبلية وعرة لحماية أنفسهم وحصل انحراف في عقيدتهم الدينية.

وتطرق السيد الموسوي إلى الدور الذي لعبته القوى الدولية، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، في تدمير سوريا وإضعافها، مؤكدًا أن النظام السوري السابق، برغم اختلاف الآراء حوله، كان يمثل قوة قادرة على مواجهة التمدد الإسرائيلي. وأشار إلى أن تدمير الجيش السوري وإضعاف الدولة السورية جاء نتيجة مخططات خارجية تهدف إلى تفكيك سوريا وإضعافها.

وأكد أن الشعب السوري، سواء كان عربيًا أم كرديًا، يرفض الخضوع لعصابات مسلحة مثل هيئة تحرير الشام، وأن القوات المحلية في تلك المناطق قادرة على الدفاع عن نفسها، موضحا أن ما يحدث في سوريا هو جزء من مخططات خارجية تهدف إلى تفتيت البلاد وإضعافها، داعيًا إلى تصحيح الأوضاع وحماية المدنيين الأبرياء.

وبين آية الله السيد ياسين الموسوي أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد أوقف جميع التمويلات المخصصة للقوات الرديفة في سوريا التي أسسها الشهيد الحاج قاسم سليماني، مما تسبب في انقطاع الإمدادات عنها بشكل كامل بينما كان التمويل يعتمد بشكل أساسي على الدعم المقدم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكان ذلك بسبب خضوع بشار إلى الإرادة الأمريكية.

وأشار الموسوي إلى أن هذه القوات الرديفة، التي يبلغ عددها أكثر من 120 ألف مقاتل، كانت تتلقى الدعم اللوجستي والمالي من إيران، بما في ذلك الطعام والسلاح، عبر طائرات إيرانية. وأضاف أن هذه القوات، التي تتكون بالكامل من السوريين، لعبت دورًا كبيرًا في تحرير العديد من المناطق من سيطرة التنظيمات الإرهابية مثل داعش.

وأشار إلى أن النظام السوري، بعد أن استجاب للضغوط، أصبح في وضع ضعيف، حيث لم يعد قادرًا على الدفاع عن نفسه وعن بلده، موضحا أن بشار الأسد قبل بوعود الدول العربية التي باعت فلسطين فباعته بين ليلة وضحاها فجاءت عصابة الجولاني وسيطرت على الحكم وهرب هو إلى روسيا وترك أهله دون دفاع او سلاح.

وقال السيد الموسوي: أصبحت سوريا اليوم خالية من أي سلاح يواجه التمدد الإسرائيلي حيث قام الكيان بتدمير جميع القدرات العسكرية السورية بعد سقوط بشار الأسد واليوم أصبح الكيان يطالب بتسليم سلاح حزب الله ليكون لبنان لقمة سائغة وأرضًا يحتلها بدون مواجهة تُذكر.

وختم آية الله الموسوي حديثه بالتأكيد على أهمية الحفاظ على السلاح كوسيلة للدفاع عن الكرامة والسيادة، مشيرًا إلى أن القوة الوحيدة التي يمكن أن تحمي الشعوب هي قوة السلاح. ودعا إلى عدم انصياع العراق للضغوط الدولية التي تهدف إلى نزع سلاح الحشد الشعبي الذي أصبح قوة قادرة على الدفاع عن أمن البلد وإفشال مؤامرات الأعداء، مؤكدًا أن أي تسليم للسلاح سيكون بداية لسقوط الكرامة وتعرض الشعوب للسبي والقتل.

/انتهى/