أفادت وكالة مهر للأنباء أنه تطرق إمام جمعة بغداد آية الله السيد ياسين الموسوي، في خطبة صلاة الجمعة إلى الأوضاع العالمية المضطربة التي تعصف بالمنطقة، مؤكداً أن الفوضى التي يشهدها العالم اليوم تثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل السلام والأمن. وأشار إلى أن هذه التساؤلات تتردد على ألسنة الجميع، من المواطنين إلى المسؤولين السياسيين، الذين يعيشون في قلب الأحداث ويتفاعلون معها.
أشار إلى أن هذه التساؤلات تتردد على ألسنة الجميع، من المواطنين إلى المسؤولين السياسيين، الذين يعيشون في قلب الأحداث ويتفاعلون معها.
وأكد السيد الموسوي أن السياسات التي تنتهجها الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة لا تؤدي إلا إلى مزيد من الحروب والدمار، رغم الادعاءات المتكررة بنشر السلام. وقال: "نحن نريد السلام، ولكن منذ وصول ترامب إلى السلطة، لم نشهد أي سلام، بل على العكس، زادت القسوة والعنف". ووصف طريقة تعامل ترامب بالوحشية، مشبهاً إياه بزعيم عصابة لا يردعه قانون أو دستور، ولا حتى القيم الإنسانية.
وتساءل السيد الموسوي عن مصير المنطقة في ظل هذه السياسات، خاصة مع التصعيد الأخير في اليمن وغزة، حيث تشهد الأخيرة حرب إبادة أدت إلى استشهاد مئات المدنيين في يوم واحد. وأضاف: "ترامب يؤيد نتنياهو في هذه العمليات، مما يزيد من جرائم الحرب في المنطقة".
كما تطرق إلى الوضع في سوريا، حيث يتم دعم عصابات إجرامية تتحكم في مقاليد الحكم، بعيداً عن أي نظام عدل أو دولة مؤسسات. وأشار إلى أن هذه العصابات تشبه في أساليبها تنظيم داعش، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.
وفيما يتعلق بالعراق، حذر السيد الموسوي من التدخلات الخارجية التي تهدد استقرار البلاد، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين يتصرفون بلا مسؤولية، بل ويصدرون تهديدات ضد شعبهم. قائلًا: "وزير الخاجية العراقي يتحدث بلسان التهديد للشعب، وهذا أمر غريب ومرفوض".
وأكد أن هناك مشروعاً إسرائيلياً أمريكياً يعمل على إعادة تقسيم المنطقة، كما حدث في السودان واليمن، حيث تم تقسيم الدول إلى كيانات أصغر. وأشار إلى أن العراق ليس بمنأى عن هذا المشروع، حيث يتم التخطيط لإنشاء كيان كردي مستقل، مما يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية.
ودعا السيد الموسوي إلى ضرورة توضيح ما يحدث في المنطقة، مؤكداً أن الأحداث الجارية لها تأثير كبير على الواقع العراقي. وقال: "نحن بحاجة إلى وقفة جادة لمواجهة هذه التحديات، وحماية مصالح شعبنا ووطننا".
وحذر من التحركات الأخيرة لقوات الجولاني في المنطقة، مؤكداً أن هذه القوات بدأت تتوغل في بعض المناطق العراقية. وأشار إلى أن الجيش العراقي تصدى لهذه التحرشات، وأعلن عن أسر 15 فرداً من هذه القوات.
وأكد السيد الموسوي أن هذه التحركات ليست بريئة، بل هي جزء من مهمة أكبر تهدف إلى إخضاع الشيعة في المنطقة لسيطرة شخصيات مثل الجولاني، الذي تدعمه أمريكا وإسرائيل بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك القتل والاحتلال والإرهاب. وتساءل: "ماذا ستفعل الحكومة العراقية في هذا المعترك؟ هل تعلم بهذا المشروع؟ في رأيي، إنها تعلم ولكنها تخوض معركة صعبة بين الإعلان عن هذا المشروع ومواجهة التبعات".
وأوضح أن هناك مشروعاً إسرائيلياً أمريكياً يهدف إلى تقليص القوة العسكرية الشيعية في العراق، سواء كانت منظمة كالجيش والشرطة والحشد الشعبي، أو غير منظمة. وقال: "هناك قرار أمريكي بعدم منح الشيعة في العراق قوة عسكرية قادرة على الدفاع عن أنفسهم، تماماً كما حدث مع السلطة الفلسطينية، حيث تم تقييد قوتها العسكرية لتصبح مجرد جهاز مساعد للقوات الإسرائيلية".
وتابع السيد الموسوي حديثه بالإشارة إلى أن العراق يواجه الآن نفس السيناريو، حيث يتم الضغط لتسريح أعداد كبيرة من القوات العسكرية وتحديد أعدادها وأسلحتها ومهامها. مضيفا: "هذا يشمل الحشد الشعبي أيضاً، حيث تحاول بعض الجهات إضعاف دوره من خلال قوانين تحد من فعاليته".
وأشار إلى وجود طرحين رئيسيين في الساحة السياسية العراقية: الأول هو الانضمام إلى المشروع الإسرائيلي الأمريكي والتطبيع مع إسرائيل، كما فعلت بعض الدول العربية مثل السعودية والإمارات. والثاني هو رفض هذا المشروع والتمسك بوحدة العراق ورفض التقسيم. قائلا: "نحن نرفض أن نكون جزءاً من هذا المشروع، سواء عبر التطبيع أو عبر التقسيم. العراق واحد، وشعبه واحد، ولن نرضى بأن نكون عبيداً لأمريكا أو إسرائيل".
وأكد السيد الموسوي أن الحل الحقيقي يكمن في وحدة الشعوب العربية والإسلامية، وليس في الحكومات التي لا تهتم إلا بكراسيها ومناصبها. قائلا: "نحن نؤمن بالشعب الواحد والدولة الواحدة، وندعو إلى تقوية الأجهزة الأمنية والعسكرية لحماية العراق وشعبه".
وفي ختام خطبته، بين السيد الموسوي: "أقولها بصراحة: لن ننتخب أي شخص يدعم المشروع الإسرائيلي الأمريكي في الانتخابات القادمة. الشعب العراقي شريف ومقاوم، ولن يقبل بأن يكون عبداً لأمريكا أو إسرائيل".
/انتهى/
تعليقك