وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه أدلى عراقجي بهذا التصريح خلال زيارته الجارية إلى الجزائر في لقاء مع النخب ومديري وسائل الإعلام فيها، وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد الحرب، لكنها تعرف كيف تدافع عن نفسها جيدا إذا لزم الأمر، وأضاف: "على الأقل فإن الأميركيين يعرفون جيدا إلى أي مدى يمكن للقوة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تتوسع".
وتابع: "في الأسابيع الأخيرة، مارست الحكومة الأميركية ضغوطاً على البرنامج النووي السلمي الإيراني للتفاوض. إن اتهام إيران بالسعي للحصول على الأسلحة النووية هو اتهام لا أساس له من الصحة. ونحن على ثقة بأن برنامجنا النووي سلمي ومستعدون لمعالجة أي مخاوف وقلق في هذا الصدد من خلال الدبلوماسية.
وأكد وزير الخارجية: أن المفاوضات يجب أن تتم من موقع متكافئ وعادل ومشرف، وليس تحت الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية. ما دام هناك أقصى قدر من الضغط والتهديد، فلن تكون هناك ظروف لمفاوضات عادلة ولن نجري مفاوضات مباشرة. لكن الطريق إلى الدبلوماسية لم يُغلق بعد، وقد أعلنا أننا قادرون على التفاوض بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة.
وأكد عراقجي أن الولايات المتحدة قبلت أخيرا بالمفاوضات غير المباشرة وأن هذه المفاوضات ستبدأ الأسبوع المقبل، مضيفا: "نشك في نوايا أميركا ولسنا متأكدين من أن لديهم الإرادة للتفاوض بشكل عادل وجدي ولكننا سنحاول. إذا كانت رغبتهم هي منع إيران من التحرك نحو الحصول على الأسلحة النووية، فيمكن أخذ هذه الرغبة بعين الاعتبار، ولكن إذا كانت لديهم أهداف أخرى ، فقد لا يحققون هدفهم.
وفي جزء آخر من حديثه، قال وزير الخارجية، في إشارة إلى أنه يزور الجزائر بدعوة من نظيره: "لقد عقدت لقاءً طويلاً ومفيداً مع نظيري وأيضاً مع الرئيس الجزائري".
وأضاف عراقجي: "العلاقات الإيرانية الجزائرية عريقة وعميقة الجذور، وقائمة على الصداقة والأخوة والاحترام المتبادل. بعد استقلال الجزائر، كانت لنا علاقات جيدة وبناءة مع الجزائر في مراحل تاريخية مختلفة، وإيران والجزائر لديهما رؤى متقاربة ووجهات نظر مشتركة تجاه التطورات الإقليمية، وخاصة قضية فلسطين".
وأكد وزير الخارجية الايراني أن مخاوفنا بشأن غزة والشعب الفلسطيني وجرائم الكيان الصهيوني مشتركة، وقال: "لطالما عارضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية فكرة الدولتين، ولا ترى أنها ستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية. واليوم، أثبتت إسرائيل أنها تجاوزت حتى هذه الفكرة، وتسعى إلى تدمير فلسطين. الحقيقة هي أن هناك مؤامرة خبيثة في المنطقة لتطبيق ترتيبات جديدة، وخاصة فيما يتعلق بفلسطين. يسعى الكيان الصهيوني إلى طرد السكان من غزة والضفة الغربية، والقضاء على وجود فلسطين وشعبها، واحتلال الأراضي الفلسطينية بشكل كامل".
وتابع: "إن العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا واحتلال اراض من هذين البلدين وخاصة سوريا والاعتداءات على بنيتها التحتية مستمرة. في الوقت نفسه، يتواصل الهجوم المشترك للقوات الأمريكية والصهيونية على الشعب اليمني، ورغم الموقف المشترك الذي يدين هذه الأعمال، إلا أن دول المنطقة لا تتخذ إجراءات عملية لمنع خطط كيان الاحتلال وأعماله الشريرة".
وأكد عراقجي أن إيران لا تزال تعتقد أن القوة الوحيدة القادرة على الصمود في وجه العدوان الصهيوني هي مبدأ المقاومة الذي يوجد لدى الكثير من شعوب المنطقة، وقال: "لا شك أن المقاومة تكبدت خسائر في الأشهر القليلة الماضية واستشهد العديد من قادتها، لكن هذا لا يعني أن المقاومة فقدت وجودها ومفهومها، وتجربتنا تظهر أنه كلما واجهت المقاومة مثل هذه الضربات فإنها تواصل مسيرتها بثبات أكبر من ذي قبل".
وأكد أن المقاومة هي مثال ومدرسة وهدف مقدس، وقال: "هذه الأمور لا يمكن القضاء عليها بالقنابل والقتل، ولا يمكن القضاء عليها من حيث المبدأ. وقد أثبتت التجربة ذلك. وهذه ليست المرة الأولى التي يفقد فيها حزب الله زعيمه. قبل وبعد استشهاد الشهيد الموسوي، حزب الله ليس لم يضعف فحسب، بل تقدم بقوة ايضا".
وتابع عراقجي: "منذ أكثر من 80 عاما يحاول الكيان الصهيوني تدمير القضية الفلسطينية من خلال قصف وقتل الشعب الفلسطيني والنساء والأطفال وتدمير المنازل، لكنه لم ينجح. وستواصل الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمها للمقاومة لأنها تقبل قضيتها وتؤمن بها.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الهدف المشترك هو الذي يربط بين فصائل المقاومة المختلفة في لبنان وفلسطين واليمن، ولا شيء غير ذلك، وقال: "الغرب يسعى للقول بان فصائل المقاومة تعمل كقوى نيابة عن إيران، وهذا يدل على أنهم لا يعرفون إيران أو المقاومة، ربما يعرفونها جيداً، لكنهم يحاولون إذلالها والتقليل من شأنها، لكنهم مخطئون".
وتابع: "مجموعات المقاومة مستقلة في مختلف القطاعات وتسعى لتحقيق أهدافها ومثلها العليا، وإيران تدعمها في طريق هذه المثل العليا. بالنسبة للجمهورية الإسلامية، لا يوجد فرق بين الطبيعة الشيعية والسنية لهذه الجماعات وقربها من أسس الجمهورية الإسلامية، وطالما استمرت في أهدافها فإن إيران ستواصل دعمها لها.
وفي إشارة إلى رغبة الكيان الصهيوني في توسيع الحرب إلى المنطقة بأكملها، قال وزير الخارجية: "لقد أجرت إيران مشاورات واسعة النطاق مع دول المنطقة خلال الأشهر الماضية، وأعتقد أن هذا الفهم الصحيح موجود بين دول المنطقة للوقوف في وجه عدوانية إسرائيل، وآمل أن يستمر".
/انتهى/