انتصر حزب الله في حرب تموز عام 2006 على الجيش الصهيوني واحبط المؤامرة العسكرية التي دبرت ضد المقاومة وحقق انتصارا تاريخيا عجزت عن تحقيقه كل الجيوش العربية طيلة ستين عاما.

واليوم ينتصر مرة اخرى في الداخل على المؤامرات السياسية التي تحاك ضد الشعب اللبناني على يد عملاء في الداخل.
والانتصار التاريخي الذي حققه حزب الله خلال 33 يوما لم يرق للانظمة العربية التي تعاني من عقدة الهزيمة في داخلها وبالتالي اتجهت هذه الانظمة نحو تدبير مخططات سياسية دنيئة نيابة عن اميركا واسرائيل لعزل حزب الله عن محيطه العربي والاسلامي.
وبعد عام 2006 وبالتحديد بعد انتصارها الباهر على العدو الصهيوني عانت المقاومة الاسلامية في لبنان من مضايقات على يد الحكومة اللبنانية المدعومة من اميركا والغرب وبعض الانظمة الشمولية العربية وعملاء في الاحزاب السياسية داخل لبنان ولكنها التزمت الصمت ازاء هذه المضايقات لاسباب تتعلق بوحدة لبنان وسيادته.
لم يكن خافيا على احد ان المقاومة الاسلامية ومن خلال انتصارها التاريخي على الكيان الصهيوني اعادت المجد والاباء الى الامة العربية التي لم تشهد انتصارا كهذا منذ 6 عقود من تأسيس الكيان الصهيوني على الاراضي الفلسطينية.
فمثلا الجيش الصهيوني انتصر خلال اقل من 6 ايام على كل الجيوش العربية واحتل مساحة تبلغ 8 اضعاف مساحة لبنان اي حوالي 80 الف كيلومتر مربع من الاراضي العربية حيث كان الجنود الصهاينة يطاردون جنرالات العرب في الكثبان الرملية والوديان سواء في العريش وسيناء وشرم الشيخ او في الضفة والقطاع.
وكان هؤلاء الجنرالات قد هربوا في حرب حزيران عام 1967 من امام الجنود الصهاينة وهم متنكرين بزي النساء ورعاة الاغنام دون اطلاق اي رصاصة او ابداء اي مقاومة تذكر.
وبعد هذه الهزيمة النكراء الذي دفعت الامة الاسلامية والعربية ثمنا باهظا بسببها وفقدت ارضها وعرضها قام ابطال حزب الله بمواجهة الجيش الصهيوني وهزموه واعادوا المجد الى هاتين الامتين.
ولكن الانظمة العربية المتخاذلة المهزومة من الداخل وبدلا من ان ترحب بهذا الانتصار، حاولت التقليل من اهميته وتواطأت مع العدو المهزوم لاغتيال خيرة قادة حزب الله ومنهم البطل الشهيد عماد مغنية الذي اغتيل على يد الموساد وال سي آي اي بالتعاون مع بعض اجهزة الاستخبارات العربية.
لماذا هذا الحقد ضد المقاومة الاسلامية؟ الجواب واضح : لأن حزب الله يقاتل العدو الاسرائيلي ويقف في وجه المد الصهيوني المتنامي في المنطقة بقوة وصلابة ويحبط المؤامرات الاميركية التي تحاول ان تسيطر على المنطقة من خلال احتلال بعض الدول الاسلامية والعربية في المنطقة وتطبق اجندة معينة الغاية منها نهب ثروات الشعوب.
وتصريحات أهارون زئيفي رئيس جهاز الاستخبارات الصهيونية والذي اعترف بان "حزب الله اضاع جهودا دولية وعربية مخابراتية إستمرت ثلاث سنوات في ليلة واحدة، كل عملاء المخابرات في بيروت خرجوا منها الآن, خسر الغرب الكثير بمباغتة السيد حسن نصرالله لحلفائهم" هي خير دليل على مدى حجم المؤامرات ضد الشعب اللبناني.
والدليل الآخر هو ان حزب الله ينتمي الى مذهب معين وعلى هذا الاساس فان بعض الانظمة العربية لا تنظر الى ما تحققه المقاومة الاسلامية من انتصارات على العدو بل تنظر الى حزب الله من منظور طائفي بحت.
وهنالك دول عربية تدعم الاحزاب السياسية العميلة في لبنان وتستخدم اجهزتها الاعلامية الضخمة لبث شتى الدعايات ضد المقاومة وتدفع الاموال الطائلة لإضعاف المقاومة و نزع سلاحها خدمة للكيان الصهيوني واميركا.
ورغم هذه المحاولات والعراقيل التي تضعها هذه الدول العربية واميركا واسرائيل وفريق النفاق ( 14 مارس) فان حزب الله بوعي قيادته الحكيمة وحنكة امينه العام استطاع ان يحبط هذه المؤامرات مما دفع الفريق المنافق الى الاستنجاد بالمطربات اللبنانيات لانقاذه من هذه الورطة.
واليوم فان الساحة السياسية في لبنان تشهد معركة حاسمة بين الحق والباطل ولابد للحق ان ينتصر لان حزب الله لم يبحث عن مكانة سياسية او مناصب دنيوية بل يريد الا تذهب دماء شهداء حرب تموز الخالدة سدى، وعلى كل من تواطأ مع العدو ضد الشعب اللبناني ان يترك الساحة ويذهب الى اسياده كما ذهب من قبل امثال العميل الهارب انطوان لحد وغيره.
        حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء