اكد الداعية الاسلامي الكبير الشيخ ماهر حمود ان الثورة الاسلامية في ايران احيت روح المقاومة في الامة الاسلامية، معتبرا ان مواقف ايران الاستراتيجية بعيدة كل البعد عن الطائفية والمذهبية الضيقة.

وقال امام مسجد القدس في مدينة صيدا بجنوب لبنان الشيخ ماهر حمود في تصريح لقناة العالم الاخبارية : ان الاختلافات المذهبية موجودة منذ بدء التاريخ الاسلامي ولا يمكن انكارها، وتشتد وتخف وفق المعطيات والتطورات والتحولات التاريخية والسياسية، لكن الثورة الاسلامية في ايران تحقق انجازات اسلامية كبيرة منذ 30 عاما، بعيدا عن الاختلافات المذهبية، مشيرا الى ان الشعارات الكبرى التي رفعتها ايران منذ بزوغ فجر ثورتها اعطت فكرة عن نظام اسلامي مستقل عن الشرق او الغرب، في وقت كان على الانسان ان يكون مع احد المعسكرين الشرقي او الغربي.
واضاف حمود : ان ايران حوربت طوال سنوات ثمان، وتعرضت لحصار متنوع الابعاد ومضايقات كثيرة، لكنها تمكنت من تحقيق انجازات مثل ايجاد روح المقاومة في لبنان، بالاضافة الى تغيير التحالفات الاستراتيجية في المنطقة.
واعتبر ان المتتبع للاقاويل والمنشورات ضد الثورة الاسلامية في ايران من قبل كُتّاب الفتنة في بعض الدول العربية والاسلامية، يجدها تصل الى دول عربية متضررة وخائفة من ثورة شعوبها ضدها او جهات ربطت نفسها بالاجندة الاميركية، مشيرا الى ان ما حصل في لبنان من ازمة سياسية واحداث منذ سنتين، هو من تدبير الامير السعودي بندر بن سلطان الذي يمسك بالقرار السعودي خدمة للمشروع الاميركي حيث يتمتع بندر بعلاقات وثيقة مع الدوائر الاميركية المختلفة، حسب قوله.
واكد حمود ان من يثير القضايا الخلافية وعلى رأسها الطائفية والمذهبية هي اميركا ومعها اسرائيل، مشيرا الى وجود ادلة كثيرة ودامغة حول ذلك، معتبرا ان بعض الاخطاء المتبادلة ايضا تزيد الطين بلة، حسب تعبيره.
وحذر هذا الداعية الاسلامي الكبير من وجود مخططات تعتمد اساليب غير اخلاقية مثل تشويه المذاهب عبر نشر الاكاذيب ، مشيدا بموقف حزب الله العقلاني من القضية المذهبية في لبنان، معتبرا ان انجازات المقاومة اللبنانية مبعث فخر لكل المسلمين في العالم.
وانتقد الشيخ ماهر حمود المحاولات المقصودة او الجهالة لابراز ايران كعدو للعرب او أتباع اهل السنة، وقال ان تجربة المسلمين الطويلة مع الثورة الاسلامية في ايران والمقاومة في لبنان اثبتت بكل وضوح انه ليس هناك من اجندة طائفية وراء مشروعهما في المنطقة، معتبرا ان تأثر البعض من ابناء السنة بالمقاومة اللبنانية او بايران امر طبيعي، معتبرا تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي الاخيرة ضد ايران والتشيع كانت بمثابة خطأ وزلة لسان صدرت من عالم اسلامي على حد قوله.
كما حذر حمود من التحجر الفكري والتكفير من قبل بعض طوائف المسلمين بحق الطوائف الاخرى، مشددا على ان الامة الاسلامية تحتاج الى ثورة على صعيد دعم المقاومة والجهاد والتواصل معهما على الارض، من اجل مواجهة كيان الاحتلال الاسرائيلي ومشاريع الولايات المتحدة، ومؤكدا فشل كل مخططات الاعداء في تشويه المقاومة الاسلامية عبر الفتن والخلافات الداخلية وبث روح الفرقة بين المسلمين.
واعتبر ان تصريحات الشيخ القرضاوي تأتي خطأ في التوقيت والاسلوب، حيث تفضح المؤامرات الاجنبية نفسها، داعيا الى مشروع يقرب بشكل حقيقي بين ابناء الامة الاسلامية بشكل واع وموضوعي، مشيرا الى ان الكثير من العلماء من دعاة التقريب بين المسلمين يحارَبون من قبل المتشددين.
وخلص الشيخ حمود الى ان مسؤولية كبيرة تقع اليوم على عاتق علماء الدين المسلمين في سبيل توطيد اواصر الوحدة بين ابناء الامة، داعيا الى الاتفاق على ميثاق او دستور للوحدة الاسلامية عبر وضع بنوده باجماع ممثلي كافة الطوائف الاسلامية، عبر الاتفاق على النقاط المشتركة، من اجل تجاوز الخلافات بين المسلمين./انتهى/