قال الخبير السياسي اللبناني امين حطيط ان استراتيجية الغرب تهدف الى هدم الدول العربية واقامة دول طائفية متناحرة حتى تمكن اسرائيل من ان تصبح قوة عظمى وحيدة في الاقليم لا ينازعها احد.

واضاف العميد امين حطيط في تصريح لوكالة مهر للانباء حول غارة المقاتلات الاماراتية على مطار ليبيا: ان بعد الاطاحة بنظام الاخوان المسلمين في مصر تشكل حلف اقليمي من السعودية ومصر والامارات وبعض دول الخليج الفارسي الاخرى ، حلف يتوجه في بعض من اهتماماته للتصدي لاي فصيل يحاول اعادة احياء نظام الاخوان المسلمين المنهار او من يدور في فلكهم في اي دولة عربية .
واضاف انه بما ان الصراع يحتدم في ليبيا بين الاسلاميين الذين تحتضنهم قطر وفيهم الاخوان المسلمين وبين جماعة العميد حفتر المناهض لحكم الاخوان فقد وجد المحور المذكور الى جانب حفتر بشكل تلقائي ، و في الاونة الاخيرة تمكنت الجماعات المناهضة لحفتر ان توقع بقواته خسائر جسيمة في مطار طرابلس الغرب ما فتح الطريق امامها لانتصارات اخرى و ترجيح موقفها في ليبيا خلافا لما يبتغيه محور السعودية الامارات ، فاقدمت الاخيرة على توجيه ضربة جوية بتسهيلات مصرية وتحريض سعودي من اجل احتواء تراجع حفتر واعطائه فرصة التقاط الانفاس ليستعيد ما خسره في الميدان.
و تابع حطيط حول مسلسل تدخلات بعض دول الخليج الفارسي في شؤون الدول العربية الاخرى قائلا ان هذا العمل العسكري الجوي يعتبر اول عمل اماراتي واضح ومكشوف في مجريات الاحداث في الدول العربية ، و يأتي ليشكل حلقة من حلقات التدخل الخليج الفارسي في شؤون الدول العربية الاخرى التي تلتهمها نيران الصراع الداخلي ، لا بل يعتبر متقدما من حيث دلالاته و مفاعيله  على التدخل السعودي في البحرين في اطار درع الجزيرة وعلى التدخل القطري ضد معمر القذافي قبل سقوطه.
واضاف ان دول الخليج الفارسي عازمة كما يبدو على الانخراط عسكريا وبشكل كلي في احداث البلدان العربية بعد انخراطها المالي والاعلامي والسياسي ما ينذر بامر هام  سيرتد عليها في يوم قد لا يكون بعيدا حيث ستجد نفسها وقد دخلت في اتون النار التي ساهمت باضرامها وتأجيجها في دول اخرى .
وقال العميد المتقاعد اللبناني في معرض رده على سؤال حول مصداقية دول الخليج الفارسي في مكافحة الارهاب ان هذه الدول تعيش حالة من الانفصام في الشخصية والمواقف حيال الارهاب والمنظمات الارهابية؛ فمن جهة نراها تستثمر في الارهاب وتحتضن وترعى وتدعم المنظمات الارهابية بالفكر والمال ومن جهة اخرى نسمعها تتبارى مع آخرين للدعوة لمكافحة الارهاب.
كما شدد الخبير السياسي اللبناني ان الكل يعلم ان التنظيم الارهابي الام المسمى "قاعدة الجهاد"  نشأ بفكر وهابي تكفيري وترعرع باموال ىول عربية عامة و الحال ذاته تكرر مع من ولد من رحم القاعدة خاصة "داعش" و"النصرة" ، و حتى الامس القريب كانت دول الخليج الفارسي تجاهر في دعمها لهذه التنظيمات وتدعو الى تسليحها لقتال النظام السوري او للقتل في العراق .
لكن مع استشعار الخطر الذي قد تشكله هذه التنظيمات على السعودية وغيرها بدأت دول الخليج الفارسي بالتظاهر بسياسة مزدوجة تدعم فيها الارهاب طالما هو يعمل في خارجها ومحاربته اذا هددها بالدخول اليها .
      وقال الدكتور حطيط ردا على سؤال حول بعض الاشاعات حول ارتباط النظام السوري مع "داعش" انه من يتابع سياسة دول الخليج الفارسي واعلامها يجد انها مبنية على النفاق والتزوير واخفاء الحقائق ، وهنا نجد تطبيقا لهذا الامر ففي حين نجد ان القاعدة وبناتها "داعش" و "النصرة" هي منتجات اميركية بفكر وهابي واموال عربية نسمع اصواتا تنسب هذه التنظيمات للنظام السوري المتضرر الاول من جرائمهما.
وقال العميد حطيط ان بعض اجهزة الاعلام العربية تقوم بذلك من اجل التبرؤ من شنيع افعالها الارهابية والصاق هذه الشناعات بسورية و لكن هذه الاكاذيب افتضحت اليوم بشكل كامل و لم يعد احد يعيرها اهتماما او يتوقف عندها لانها لا تستحق النفاش اصلا بعد ان برزت الحقيقة ساطعة .
وحول مستقبل التحركات الارهابية في المنطقة من العراق الى لبنان ومرورا بسوريا قال المحلل السياسي اللبناني ان وظيفة التنظيمات الارهابية محددة من قبل اميركا تحت سقفين؛ السقف الاعلى هو هدم الدول العربية الوطنية والقومية واقامة دويلات طائفية متناحرة حتى تمكن اسرائيل من البروز كقوة عظمى وحيدة في الاقليم لا ينازعها احد ، وهذا الامر يستوجب الامعان من قبل الدول العربية حتى لا يبقى احد في المنطقة قادر على الوقوف بوجه هذا المشروع .
اما السقف الادنى فانه لا يملك بعد سياسي ويهدف الى التدمير و شل المجتمعات ونشر العداء بينها بما يدفعها للقتال الدائم في حدود دولها التي تتحول الى دول فاشلة ليس لاسرائيل محل في اهتماماتها.
وحتى الان يبدو ان بلوغ السقف الاعلى دونه عقبات كثيرة تحول دول الوصول اليه لذلك نرى السقف الادنى هو مبتغى ارهاب هذه التنظيمات /انتهي.