وأشار حطيط في المقال الى أهمية المناورات العسكرية الروسية في المتوسط الى جانب قرار 2249 الذي اتخذه مجلس الأمن بالإجماع لاعلام الحرب على داعش باعتباره تهدادا خطيرا للأمن والسلم العالميين موضحا أن سوريا أول من وضع الأصبع على الجرح وأكدت أن الإرهاب وحش أن تمكن فانه يفترس حتى صانعيه، وليس للإرهاب صديق أو حليف تكون صداقاته أو التحالف معه حائلا دون ارتكابه الجرائم بحق من تحالف معه أو مده بالمساعدة.
وأضاف أن الغرب رفض الاستجابة للمنطق السوري لأنه صنع الإرهاب واستثمره لبلوغ أهداف سياسية، ولكن اليوم ومع الدماء التي سالت والأنفس التي زهقت على يد الإرهاب في فرنسا وجد الغرب نفسه أمام واقع جديد يمنعه من الاستمرار بخداع العالم ويحد من متابعته الاستثمار بالإرهاب بما يجنبه مخاطره وفي هذا السياق جاء القرار 2249 ضد داعش والحض أو الترخيص لكل دول العالم بمحاربتها وبشتى الوسائل والتدابير .
ورأى ان القرار الذي اعتمد بناء لمشروع فرنسي، غير كاف لشن حرب حقيقة على الإرهاب خاصة وأن فيه من العبارات المطاطة الملتبسة ما يجعل الدول والكيانات قادرة على التملص من موجباته من جهة، كما يجعل البعض الآخر يفسره بشكل يطيح بسيادات الدول وحقها على أراضيها وبشكل غير مبرر من جهة أخرى.
واعتبر العميد المتقاعد اللبناني ان الحرب على الإرهاب تستوجب عملا دوليا متناسقا ومتكاملا، على أن تنطلق من فكرة الفصل بين مخاطر الإرهاب وواقعه وبين العمل السياسي والأهداف المعول عليها منه. فلا يمكن مكافحة الإرهاب بشروط سياسية أو أهداف تتصل بشؤون الحكم والسلطة في هذا البلد أو ذاك.
وكشف عن ادعاء البعض للحرب على الإرهاب إعلاميا في الوقت الذي تكون فيه تصرفاتهم كلها تشير إلى احتضانهم للإرهاب والتلاعب بتسميات فصائله ومد الإرهابيين بالمال والسلاح من اجل الإطاحة بحكومة هنا أو رئيس هناك.
وبين ان للسياسة أدواتها ووسائلها التي لا تأتلف مع العنف الإرهابي، وللإرهاب مخاطره التي لا تتناسق مع العمل السياسي معتبراً ان الفصل بين السلوك الإرهابي والعمل السياسي امر مفتاحي لبدء الحرب على الإرهاب، وهو امر لا يبدو أن قرارا به قد اتخذ رغم القرار 2249 مع استمرار تصرفات السعودية وتركيا ودول غربية أخرى حيال سوريا بالشكل البشع المرفوض في أي نظام قانوني.
ورأى أن الغرب لم يصل في العمق إلى مستوى القول بانه عازم على محاربة الإرهاب بشكل جدي، خاصة وأنه قادر على تجفيف مصادر الإرهاب وينابيع قوته بأقل من أسبوع، ولكنه لا يفعل معتقدا بأن الغرب يملك مفاتيح التمويل والتجهيز والتحشيد والحركة والاتصال التي يحتاجها الإرهابيون ولا يحرك ساكنا بجدية وفعالية حيالها، واضاف: صحيح أن فرنسا بعد اللسعة التي لدغت بها تحركت بشكل متمايز عن السلوك الغربي الآخر لكن الحركة الفرنسية لم تصل بعد إلى مستوى الحرب الفاعلة والمؤثرة ضد الإرهاب العالمي.
ولفت الى ان محور المقاومة يحتضن الموقف السوري في حربه الجدية على الإرهاب، متوقعاً أن يؤثر الموقف الروسي الذي يسير بخط تصاعدي بشكل عميق على بنية الإرهاب العالمي ويحد من مخاطره.
واعتبر انه في هذا السياق تأتي المناورات الروسية في المتوسط عملا أرادت منه روسيا أن تؤكد على أهداف ورسائل ذات طبيعة عسكرية وسياسية واستراتيجية تتصل بشكل أو بآخر بالحرب على الإرهاب أولا، وبالمسار العام للعلاقات الدولية في ظل إعادة التموضع والاصطفافات الدولية التي فرضها إخفاق العدوان على سوريا المعتمد للإرهاب وسيلة له، مع ما استتبع ذلك من سير نحو نظام عالمي جديد.
وأشار الخبير الاستراتيجي اللبناني الى ان المناورات الروسية التي نفذت في منطقة بحرية تمتد من منتصف الشاطئ اللبناني إلى شمال الشاطئ السوري وصولا إلى شواطئ قبرص وتركيا دون أن تخرق المياه الإقليمية لأي من الدول المذكورة، ما تثبت أن موسكو ماضية في الحرب على الإرهاب دون هوادة ومستعدة لزج أي قوى نارية في مواجهته، بالتكامل والتنسيق مع حلفائها في محور المقاومة للقيام بالعمل البري، وفي هذا السياق تأتي زيارة الرئيس بوتي إلى إيران لتزخيم هذا التنسيق والتكامل.
وشدد حطيط على أن روسيا لم تعد تنظر إلى المتوسط كما يشاء الأطلسي اعتباره بانه بحيرة أطلسية، فمع انهيار مشروع الأحادية القطبية انهار الاستئثار هنا أيضا./انتهى/
تعليقك