واضاف الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط في تصريح لوكالة مهر للانباء ردا على سؤال حول اسباب إقالة وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل من منصبه قال ان هيغل أقيل من منصبه لسببين أحدهما عسكري يتعلق بالتباين في المواقف المتعلقة بكيفية مواجهة المجموعات الارهابية في العراق وسورية، والثاني سياسي يتعلق بنتائج الانتخابات النصفية الأميركية وتراجع الديمقراطيين فيها وامتلاك الجمهوريين الأقلية في الكونغرس وهيغل هو جمهوري في إدارة أوباما الديمقراطي فوجد أوباما المصلحة في التخلص منه في السنتين الأخيرتين من فترة رئاسته.
واضاف حطيط: أما على الصعيد العسكري فان هيغل طرح منذ البداية اما العمل بشكل حاسم وفقا لمقتضيات المنطق العسكري ضد داعش لاحتوائه واجتثاثه أو الامتناع عن لتدخل العسكري المباشر والاكتفاء بتقديم الدعم غير المثير لمسؤولية أميركا وتحمل نتائج الفشل إن وقع بينما يرى البيت الأبيض أن الأفضل توجيه لسعات نارية لداعش فقط وتبين لاحقا أن استراتيجية البيت الأبيض كانت فاشلة عسكريا، رغم ان الرئيس اوباما يدعي أنه حقق أهدافه السياسية ما جعل وجود هيغل في موقعه وهو رافض له امر غير ملائم.
وحول السياسات الأمريكية في المنطقةولاسيما في سوريا ولبنان قال العميد المتقاعد امين حطيط: اعتقد أن أميركا بدأت تعتمد وإن بشكل غير معلن أو غير ظاهر سياسة الانكفاء التدريجي من المنطقة مع ترتيب الأوضاع فيها بشكل لا يتسبب بما يسمى العصف الاستراتيجي المرتد الذي يؤدي إلى اقتلاع ما تبقى لها من مصالح.
وتابع: لذلك اعتقد إن أميركا تريد الآن تثبيت مواقع أساسية تؤمن لها حفظ تلك المصالح خاصة في لبنان الذي تعتبره أميركا اليوم المكان المثالي الوحيد لإدارة تلك المصالح في المنطقة ولهذا فهي تجهد لمنع اشتعاله بنار فتنة لا تسيطر عليها كما أنها تعمل لمنع سيطرة إيران وعودة سورية اليه بشكل قوي.
واستطرد هذا الاستاذ الجامعي الى موضوع سوريا وقال: أما في سورية يبدو أن أميركا سلمت بالعجز بالإطاحة بالرئيس الأسد لذلك تسعى الآن لتوفير حصة لها في الحكومة السورية المقبلة تضمن لها القدر الممكن من مصالحها وتمنع عودة سورية إلى مركز قوة استراتيجي أساسي في محور المقاومة.
وفي معرض رده على سؤال حول ما يدعي التحالف الدولي بضرب داعش في العراق و سوريا قال حطيط: اعتقد ان داعش أدى الجزء الأكبر من الوظيفة الأميركية في المنطقة وبدأت مرحلة التراجع، واعتقد أن السقف الأعلى الذي بلغه داعش كان يوم بدأ هجومه على عين العرب/كوباني في سورية ومع فشلها هناك بات يتراجع وينحسر ولا اعتقد أن داعش يملك اليوم الفرص لتحقيق الإنجازات الكبرى مثل احتلال الموصل أو السيطرة على مناطق بل جل ما يمكن أن يفعله هو إحداث خرق هنا أو هناك لا يغير في طبيعة المشهد الميداني العام.
وتابع العميد المتقاعد اللبناني ان النصرة وهي باتت على خلاف عقائدي واستراتيجي مع داعش فهي تعتمد الوهابية التقليدية بينما داعش يعتمد الوهابية الجديدة، وداعش يعلن نيته بالسيطرة على ست دول عربية بينما النصرة تحصر عملها في سورية، هذا الخلاف أضرم النار بين الفريقين وهما في حالة مواجهة مستمرة حتى يطهر أحدهما الآخر من أي منطقة يتشاركان الوجود فيها. أما النتيجة فلن تكون لمصلحة أي منهما لان الحل سيكون في الميدان بعودة قوى الدولة لرسمية للامساك بالوضع.
وأكد حطيط: نرى أن ضربات التحالف أدت في الفترة الأولى إلى توفير دعم لداعش عن طريق إثارة التعاطف معها ما مكنها من رفع عديدها من 35 الفا فبل الضربات إلى 85 الفا بعدها، أما في المرحلة الثانية فقد ساهمت في رسم الخطوط الحمر لمجال عمل داعش دون أن تؤدي إلى إضعافها.
وتعليقا على زيارة الوفد اللبناني الى مسكو لإجراء مباحثات حول تسليح الجيش و موضوع الهبة الايرانية قال امين حطيط ان لبنان بحاجة إلى سلاح وذخيرة لمواجهة التهديدات الكبرى التي تتهدده، والغرب بما يملك من نفوذ وسيطرة في لبنان يرفض أن يتحول لبنان إلى أي سوق سلاح اخر لان الإمساك بملف تسليح الجيش اللبناني يعتبر أداة من وسائل السيطرة على القرار اللبناني.
واوضح الخبير العسكري اللبناني ان الغرب قد يسمح للبنان بالاستفادة بشكل محدود وجزئي من السوق الروسي ومن هبة السلاح الروسية شرط ألا يتعدى ذلك سقفا يحدده الغرب بقيادة أميركا ولهذا لا أعلق أهمية كبرى على زيارة الوفد العسكري اللبناني إلى موسكو لان الحصاد لن يكون إلا بما يسمح به الغرب.
وتابع : ما نقوله عن السلاح الروسي نقوله عن الهبة الصينية كما نقوله عن الهبة الإيرانية التي يتذرع الغرب بأسباب وذرائع واهية لمنع لبنان من الاستفادة منها من قبيل القول بالعقوبات الدولية على تصدير السلاح الإيراني لذلك لا أرى فرصا جدية لتنفيذ هذه الهبة لكن أرى أن إيران أحسنت وقامت بعمل موفق في تقديم العرض لأنها أحرجت الآخرين بشكل مؤثر.
بخصوص العمليات الارهابية في لبنان و توقعات حول قدرة لبنان في احتواء الازمة الحالية قال حطيط: إن الإرهابيين يريدون ابتزاز لبنان وتأمين مصالح مستدامة لهم من خلال الإمساك بملف المخطوفين العسكريين، وبالتالي مهما تنازل لبنان في القضية وتراجع أمامهم فلا أرى حلا سياسيا تفاوضيا قريبا لهذا الملف.
واضاف: لكن لبنان يملك أوراق قوة ميدانية وعسكرية وقضائية يمكنه استعمالها بما يقود إلى أنهاء هذه القضية بالقدر الأقل من الخسائر والمعضلة هنا أن الحكومة اللبنانية مشتتة ولا تملك قرارا موحدا حول الموضوع لذلك أخشى أن يبقى الملف يراوح مكانه من غير حل وأن يستمر عرضة للابتزاز والتهويل والتلاعب بمشاعر ذوي المخطوفين./انتهي/
اجرى الحوار- محمد مظهري
تاريخ النشر: ٢ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٥:٥٢
قال الخبير العسكري اللبناني الدكتور امين حطيط أن السقف الأعلى الذي بلغة داعش كان يوم ما بدأ هجومه على عين العرب/كوباني في سورية ومع فشله هناك بات يتراجع وينحسر.