يحتفل اللبنانيون في الـ 25 من ايار من كل عام بعيد المقاومة والتحرير ، حيث يستحضر الاحرار مشهد اندحار الصهاينة من أرض الجنوب بفعل ضربات المقاومة وعزيمة المجاهدين .
15 عاماً على التحرير والمقاومة حاضرة في كل ساح من ساحات الجهاد والشرف ، والعين والزناد دوماً وابداً على الاسرائيلي الذي يتربّص شراً بلبنان ومقاومته الشريفة التي أستطاعت ان تقدم أروع انموذج حضاري وإنساني وإسلامي وجهادي أثناء التحرير وبعده .
وجدير بالذكر التوقف مليا عند خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى عيد المقاومة والتحرير حيث وجّه جملة رسائل للصديق والعدو:
أولا : تقدّم سماحة السيد نصرالله بالشكر والامتنان للاصدقاء والشركاء الحقيقيين في التحرير وهما الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية اللتان وقفتا بصدق وإخلاص دعما لحركة المقاومة بوجه العدو الصهيوني المتغطرس ، وفي ذلك إشارة أن من يريد من الدول التي تعاني من الظلم والقهر والاحتلال طلب المساعدة عليها ان تتوجه إلى الامة الصادقة والقيادة الحكيمة .
ثانياً : الثبات والرسوخ في الموقف : منذ اللحظة الاولى للتحرير في 25 ايار عام 2000 وقف سماحة السيد نصرالله يومها وأهدى النصر للامة العربية والاسلامية ، للمؤيد والمعارض لمنطق المقاومة ، واليوم عاد سماحة السيد نصرالله في خطابه الاخير ليؤكد أن نصر التحرير هو انتصار لكل حر وشريف في العالمين العربية والاسلامي دون أن يحتكر سماحته النصر لحزب الله أو حلفائه فقط .
ثالثاً : المقاومة أقوى وأكثر حضوراً : النقطة الاهم في خطاب السيد نصرالله هو تأكيده ان المقاومة حاضرة في كل ساحة تتطلبها ساحات الجهاد سواء بوجه الارهابيين المتطرفين أو بوجه العدو الصهيوني معتبراً أن كلا العدوين هما عملة واحدة ، مركزاً أن العين لن تغفل عن العدو الصهيوني الذي يحاول بشتى الطرق إلهاء المقاومة بحربها مع الارهابيين ، وهذا ما جعل الكيان الصهيوني يعيش القلق والخوف كما في العام 2000 .
رابعاً : الوعد بالنصر الحاسم : لا شك أن لكلام السيد نصرالله وقع خاص ومصداقية عالية عند الصديق والعدو ، وقد وعد سماحته أن المعركة بوجه الارهابيين سنتهي بالنصر الحاسم للمقاومة وحلفائها ، وان هذا النصر سيكون المسمار الاخير في نعش الكيان الصهيوني ، وهذا ما دفع الصحافة العبرية في اليوم التالي الى تحليل خطاب سماحة السيد ودعوة الاسرائيليين إلى اخذ كلام السيد على محمل الجدية وكثير من المسؤولية .
إن المقاومة أستطاعت ان تثبت بعد مرور 15 عاماً على دحر العدو الصهيوني أنها قادرة على هزيمة العدو التكفيري وبالتالي حماية الحدود اللبنانية والدفاع عن شرعية النظام السوري ، وعلى تثبيت أهمية عدم الاعتماد على ما يسمى باليمقراطية الاميركو صهيونية " .
لقد حملت مناسبة التحرير هذا العام " نبض المقاومة " في تأكيد ان المقاومة أصبحت اكثر قوة وخبرة تخطيطا وعتاداً وعديداً ، وأنها استطاعت ان تقلب المعادلة في الصراع مع الكيان الغاصب لاسيما في الرد على عملية القنيطرة ، فالمعركة القادمة لن تكون على الحدود اللبنانية بل في عمق الكيان الغاصب للارض الفلسيطينية .
*بقلم: فادي بودية