تاريخ النشر: ٢٩ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٥:٣٩

كتب جعفر سليم عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين مقالا لوكالة مهر للأنباء اشار فيه الى جرائم الوهابية واصحاب الفكر التكفيري قائلا: القتل واستباحة الحرمات هو افراز طبيعي للتعصب الوهابي المقيت ولن ينتهي الا مع انتهائهم.

يحار المرء من اين يبدأ الكتابه عن الجرائم الوهابيه واصحاب هذا الفكر التفكيري الاسود ؟ ففي كل مرة يحمل الجلاد الضحية مسؤولية جرمه، وكأن الضحايا زهقت ارواحهم نتيجة عملية انتحار جماعية مارسوها بملء ارادتهم، وهم من خمسة عشر دولة ، واختاروا توقيتا واحدا في يوم واحد لرسم مشهد النهاية المأساوية لحياتهم، وهم يلبسون اللون الابيض كلون قلوبهم البيضاء.

في العام 2006 م عندما شن العدو الصهيوني عدوانه الكبير على لبنان وشعبه، خرج علينا ولاة الامر الوهابي وقالوا "ان هناك جماعة من اللبنانيين تغامر بمصير لبنان ويجب محاسبتهم" . وفي العام 2008 م شن العدو الصهيوني عدوانا ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ، وخرج انصاف الرجال واصحاب شعار الذل والهوان ليقولوا" هناك جماعة فلسطينية تقامر بمصير الفلسطينيين ". ولم ينقصهم في الحالتين سوى ادانة اعتداء الجماعتين على اسيادهم الصهاينة.

في اليمن تنقل وسائل اعلام العالم نقلا عن المؤسسات الانسانية المحلية منها والدولية، حجم الكوارث التي يسببها القصف السعودي المستمر منذ ستة اشهر على المدنيين اليمنيين، ومع ذلك تجد وسائل اعلامهم تمعن في التزوير وقلب الحقائق، وتدعي ان الضحايا سقطوا بفعل اقتتال داخلي، ويدسون السم في العسل في اخبارهم عن سوريا والعراق والبحرين . هذا الفكر الوهابي العدواني الاجرامي له شبيه واحد وهو الفكر الصهيوني، ففي العام 1924 م اجتاح الوهابيون الحجاز فسفكوا فيها الدماء البريئة وهدموا المقامات الشريفة وارتكبوا من الفظاعة اقصاها ،وقتل في الطائف وحدها ما يقارب الفي مسلم بينهم العلماء والصلحاء والنساء والاطفال، وفي حادثة اخرى قتل الوهابيون اتباع المذاهب (الحنفي –المالكي –الشافعي ) داخل الحرم المكي لا لسبب سوى لانهم يقيمون حلقات العلم والتدريس وصلاة الجماعة منفردين.

ليس غريبا على هكذا فكر تكفيري يحكم اليوم في بلاد الحرمين الشريفين ، ان يضيف الى سجل اجرامه جرائم جديدة من خلال اباحة دماء المسلمين في اطهر بقاع الارض، لا بل التحريض على القتل في بلاد العالم، والشواهد كثيرة ومنها بشكل فردي ومنها الجماعي . هناك شاب سعودي يدعى علي النمر كتب قبل اشهر على صفحته في وسائل التواصل الاجتماعي انه يريد الاصلاح والتغيير في بلاده ، ومن وقتها لا يزال في السجن منتظرا تنفيذ حكم الاعدام الصادر بحقه .

جماعيا، لا ننسى ما حصل في العام 1979 م عندما اعتصم جهيمان العتيبي ومعه عدد من الاشخاص داخل الحرم المكي ، فما كان من النظام الوهابي سوى الاستعانة بقوات فرنسية من النخبة لاقتحام الحرم وقتل العتيبي ومن معه . اخيرا وليس اخرا، أما آن لهذا الحقد الوهابي على اتباع المذاهب الاسلامية من سنة وشيعة ان ينهي تسلطه على اطهر بقاع الارض، لحماية ما تبقى من تراث اسلامي بعد هدم بيت الرسول الاكرم (ص) وقبور الصحابة . ان القتل واستباحة الحرمات هو افراز طبيعي للتعصب الوهابي المقيت ولن ينتهي الا مع انتهائهم . رحم الله الضحايا الشهداء الذين سيبعثون يوما كما عرجوا بلباسهم الابيض لمواجهة قاتلهم الاسود القلب والعقل .

*جعفر سليم عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين