وأجرت وكالة مهر للأنباء مقابلة صحافية مع الكاتب والصحفي في جريدة النهار اللبنانية الاستاذ ابراهيم بيرم حيث قال اننا اليوم امام واقع مرير ألا وهو ان الدول العربية باستثناء سوريا وبعض الدول قد باعت فلسطين بما معناه انها سلمت ان هذا الوطن لم يعد للفلسطنيين بل اصبح وطنا لليهود وبالاضافة الى ذلك تبين في مراحل من الزمن ان بعض الانظمة العربية كان لها اتفاقيات في هذا الموضوع. اما ايران فهي حتى الان الوحيدة التي تحافظ على القضية الفلسطينية والقناعة هي ان لولا الايرانيون وحزب الله وبعض القوى الاسلامية ولولا سوريا لكانت ضاعت هذه القضية واندثرت منذ زمن.وأشار أن الذي اعاد الاعتبار الى هذه القضية هم الايرانيون والثورة الاسلامية في ايران منذ العام 1979 الى اليوم حيث أن ايران هي التي تحمل مشعل هذه القضية وكل العالم اليوم يحاربها لانها تحمي هذه القضية وتقف في وجه المخططات الغربية.
ويضيف بيرم ان الاتفاق الاخير بين ايران والدول الكبرى يعكس ذعر اللوبي الصهيوني الذي اصبح يفتش عن سبل للتخلي عن هذا الاتفاق وعرقلته لذلك نحن اليوم نخشى ان نعود لمرحلة العقوبات وكأنّ الدّول الغربية التي تقودها امريكا تريد التعثر لهذا الاتفاق الذي نحسبه نقطة قوة اضافية للجمهورية الاسلامية ولكننا نعرف ان ايران في كلتا الحالتين لن تتأثر لان الدولة التي صمدت 35 عام في وجه الحصارات تعرف كيف تواجه الارتداد الامريكي على هذا الاتفاق وهناك كل الثقة بهذا الشعب وقيادته وحكمته، ولا ننسى ان الاتفاق هو نتاج 35 سنة من الصمود في وجه الحصار وبالتالي فان رضوخ الغرب والاعتراف بايران دولة نووية هو ثمرة ستجني ايران حصادها ولو بعد حين.
وفي معرض سؤاله عن دخول العدوان السعودي على اليمن عامه الثالث واستمرار التكفيريين في سوريا للعام السابع على التوالي قال بيرم ان هناك صعوبة في الفصل بين ما يحصل في اليمن وما يحصل في سوريا فالكل مترابط وتحت عنوان واحد هو ان المشروع الوهابي اراد ان يتحول من مشروع متامر في الخلف الى مشروع مواجهة مباشرة والتغطي بغطاء التحالف العربي لشن حرب فكان النظام السعودي منذ ان انشأ يخوض معاركه بشكل غير مباشر عبر اخرين بينما اليوم يواجه وقد اضطر الى ذلك بعد اعتقاده الخاطىء انه اصبح سيد المنطقة فبعد انهيار مصر والقومية العربية اعتبر هذا النظام انها الفرصة للانقضاض على العالم العربي والعالم الاسلامي ونشر الفكر الوهابي فيه وقد جرب حظه في سوريا على مدى سبع سنوات وفي اليمن دخل عامه الثالث والنتائج عكسية فرغم كل ما يقال عن ضعف الفريق المقاوم في اليمن او في سوريا لا يوجد اي انجازات بل اصبح الفكر الوهابي والنظام السعودي في مواجهة العالم الاسلامي السني نفسه وقد بات واضحا ان هذا الفكر هو غير حضاري وغير انساني ولا مكان فيه للتعايش وهذه المملكة التي كانت تعتبر نفسها حامي للحرمين وانها راعية المسلمين اصبحت مصدرة للارهاب في كل انحاء العالم وحتى الغرب حليفها يشتكي ويخاف منها الان. ويضيف بيرم انه كان يجب ان يحدث ما يحدث لينفضح هذا النظام وينكشف على حقيقته لانه كان يغش بعض الناس اما الان الامور تكشفت واصبحت واضحة وجلية امام الراي العام فاليوم في القاهرة تعقد مؤتمرات ضد الفكر الوهابي وفي غروزني وحتى في بلاد الغرب واوروبا.
وختاما في الملف المحلي اللبناني قال بيرم انه منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية ونحن نشعر بالتفاهم بين الاقطاب وقد تبين ذلك اكثر من خلال الاتيان بسعد الحريري رئيسا للحكومة بعد ما اقصي 6 سنوات ودون ان ننسى ما تقدم به من تنازلات وبالتالي الامور اليوم افضل والبلاد توحدت كحكم وهناك تناغم بين السلطات وان كان هناك بعض المعكرين ويضيف بيرم ان الانفراج الرئاسي وتاسيس الحكومة بعد الفراغ حقق بعض النمو الاقتصادي لكن الوضع في المتازم في المنطقة سيبقى يؤثر على وضعنا الاقتصادي لاننا مرتبطين بالمنطقة فلا يكفي الاستقرار السياسي فقط بل نريد استقرار في المنطقة لنقول ان الاستقرار عاد الى لبنان اولها انتهاء الأزمة في سوريا./انتهی/
أجرى الحوار: حسين شعيتو
تعليقك