٢٢‏/٠٨‏/٢٠١٦، ٩:٤٣ ص

عميد كلية المذاهب الاسلامية في مقابلة مع وكالة مهر للانباء

لايمكن التعامل مع السلفية كمذهب ولكن في السياسة يبقى الاحتمال قائما

لايمكن التعامل مع السلفية كمذهب ولكن في السياسة يبقى الاحتمال قائما

اكد عميد كلية المذاهب الاسلامية في جامعة الاديان والمذاهب الدكتور مهدي فرمانيان امكانية التعامل مع بعض التيارات السلفية في المجال السياسي معتبرا ان احتمال التقريب ضعيف جدا بالنظر الى الفضاء الموجود في العالم الاسلامي وقضايا سوريا واليمن والبحرين لافتا الى انه لايمكن التعامل مع السلفية كمذهب ولكن مع اللسلفية السياسية يبقى الاحتمال قائما.

وحول تعريف السلفية اشار الدكتور مهدي فرمانيان في مقابلة مع وكالة مهر للانباء الى ان كلمة "سلف" عند اهل السنة مقدسة ككلمة "اهل البيت" عند الشيعة ويقصد في تلك الكلمة الصحابة والتابعين وتم استخدامها كثيرا في تاريخ اهل السنة قائلا: ان الكثير من السلفيين لايناقشون حول القضايا العقائدية بشكل جدي والسلفية اليوم تتجه نحو الامور الظاهرية كثيرا او عندما لايعرفون معنى امر ما يفوضون ذلك الى الله فعلى سبيل المثال يقولون" اننا نقبل مبدأ (الرَّحْمَنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَی) ولكننا نفوض معناه لله".

واضاف: وعندما ظهر ابن تيمية الذي نهض لقمع الاشاعرة ومناصرة اصحاب الحديث، قال: "ان اقوال اصحاب الحديث ليست اقوالهم بل هي اقوال "السلف" ويجب علينا انا نعود الى السلف ونفهم السلف عن فهم الخلف"، اي الفهم الظاهري افضل من فهم الخلف"الاشاعرة".

ولفت الدكتور فرمانيان الى ان ابن تيمة لو اكتفى عند ذلك الحد لربما لما واجه العالم الاسلامي الكثير من العقبات مضيفا: في نهاية المطاف تم اضافة فرقة اخرى بإسم السلفية الى العالم الاسلامي حيث قام ابن تيمية بتغيير اقسام الشرك والتوحيد ومفهوم العبادة وادى الى اعتبار اعمال الكثير من الملسمين برأي ابن تيمية" شركا" وكان يقول دائما" هذا شرك وهكذا كان يسميه اهل السلف" في الوقت الذي لم يذكره السلف هكذا.

واوضح رئيس كلية المذاهب الاسلامية في مقابلة مع وكالة مهر للانباء ان اسوء ماقام به ابن تيمية هو انه كان يقول "هذا ليس كلامي بل كلام السلف" بينما لم يتفوه بذلك احد في القرون السابقة وتم طرحه الان من قبل ابن تيمية بإسم السلف مشيرا الى ان ابن تيمية اعتبر اتباع احد المذاهب الاربعة حراما اي لاينبغي اتباع مذهب ابو حنيفة والشافعي والمالكي وابن حنبل بل يجب على اي شخص ان يقرأ الكتاب والسنة بنفسه وان يجتهد ويعمل من تلقاء نفسه ولكن ما كان يطرحه ابن تيمية لم يرج في ذلك الزمان كثيرا بل بدأ ينتشر في القرنين الاخيرين كثيرا، الى ان جاء بعض الاشخاص في القرن الثاني عشر واعادوا طرح فكرة السلف وانتشرت كثيرا مع ظهور الوهابية والسعودية ودعم آل سعود ومن ثم النفط والدعم الاميريكي لهذه الفكرة.

وبيّن مهدي فرمانيان ان لسلفية، عدة تيارات، ومنها الوهابية وعلى مايبدو لايمكن ان يكون لنا اي تعامل وتقرب من هذه الوهابية لان هؤلاء لايريدون التقرب من احد فهؤلاء يرفضون علنا التقرب من الشيعة لان الشيعة من خلال كلمة "تقريب" تحظى باهتمام بالغ وسط اهل السنة لذلك اعلن علماء الوهابية ان مهمتهم هي الوقوف امام التقريب.

واضاف: والآخر هو سياسة آل سعود حيث تحاول التقريب تارة والعمل عكس التقريب تارة اخرى فعلى سبيل المثال كان الملك عبدالله يتمتع بافكار معتدلة كثيرة ولكن الملك سلمان متشدد للغاية والدليل على ذلك ان الاثنين من اُمين من عائلتين مختلفتين، فالملك سلمان عاش في اسرة متشددة واخوه الملك فهد كان مثله متشددا ولكن الملك عبدالله عاش في جو اكثر اعتدالا ولم نستطع الاستفادة من هذا الاعتدال.

وتابع: في المحصلة من الممكن التعامل في الجو السياسي ولكن امكان التقريب ضعيف جدا من خلال الفضاء الموجود في العالم الاسلامي وقضايا سوريا واليمن والبحرين والاتفاق النووي اي لايمكن التعامل مع السلفية كمذهب ولكن مع السلفية السياسية يبقى الاحتمال قائما./انتهى/

رمز الخبر 1864735

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha