كتب الاعلامي الاردني هشام الهبيشان مقالا لوكالة مهر للأنباء تناول فيه الخطة الامريكية لتقسيم سوريا مشيرا الى تقاطع مصالح روسيا وسوريا في ضرب الارهاب التكفيري.

تزامناً مع الوقت الذي يحقق به الجيش السوري مدعوماً بسلاح الجو الروسي ،انجازات كبرى بالميدان بحربه الشاملة على التنظيمات الإرهابية العابرة للقارات أصبحنا اليوم نسمع كثيراً جملة " تقسيم سوريا" التي يردّدها الكثير من المحللين على شاشات ومنابر الإعلام على تعدّد مرجعياتها وتوجهاتها، ويأتي كل ذلك في الوقت الذي يستكمل فيه الجيش السوري حسم المرحلة قبل الاخيرة من تطهير محيط مدينتي حلب وادلب تمهيداً لإنطلاق المرحلة الأخيرة لتحرير محافظة ادلب بشكل كامل وتطهير اجزاء واسعة من محافظة حلب ، فاليوم يجري وبكلّ هدوء ومن دون أي ضجيج إعلامي التحضير لمعارك تحرير جسر الشغور في ريف إدلب الغربي وخان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ومناطق أخرى في محافظة إدلب، التي ما زال الجيش السوري يحافظ على تواجد وإنْ كان محدوداً في داخلها، وخصوصاً في ريف إدلب الشمالي وريف إدلب الجنوبي.

وعلى محور موازي يتزامن التحضير لمعركة محافظة ادلب الكبرى مع التحضير لنقل زخم عمليات الجيش العسكرية من ريف حلب الجنوبي الغربي بعد الانتهاء من حسم معركته إلى محيط  ريف حلب الشمالي الشرقي والشمالي والغربي لحسم جملة معارك في عمق هذه الارياف لتأمين عبور أمن لتطويق احياء مدينة حلب الشرقية والمساهمة بتطهير اجزاء واسعة من محافظة حلب تمهيداً لاطباق السيطرة الكاملة على ريف حلب الشمالي الذي يعتبر الخزان والمعبر الرئيسي للسلاح والمسلحين من الحدود التركية الجنوبية إلى شمال سوريا ، ويتزامن كل هذا الحراك العسكري بالشمال السوري ،مع استعدادات لإطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير بعض المناطق الاستراتيجية في الجنوب السوري، والتي بدأت بتحرير مناطق متعددة بمحيط مدينة درعا وريفا القنيطرة الشمالي الغربي والجنوبي الغربي .

ويتزامن التحضير لمجموع هذه المعارك الكبرى مع المعارك الكبرى التي يخوضها الجيش السوري وبحرفية عالية دفاعاً عن مناطق سيطرته بمدينتي الحسكة ودير الزور شمال شرق وشرق سوريا، والتي أسقط من خلال دفاعه المستميت عنهما في وجه المجاميع الإرهابية الإرهابية الغازية للمدينتين، مخططاً تآمرياً كان معداً لتشكيل واقع عرقي تقسيمي جديد للشمال الشرقي لسوريا، لكنّ صمود الجيش وتكامل هذا الصمود بدعم أهالي المدينتين، أسقط مرحلياً هذا المخطط ،فصمود حامية مطار دير الزور العسكري وصمود وحدات الجيش العسكرية بمدينة الحسكة أمام غزوات متعددة استهدفت اماكن سيطرة الجيش السوري ،يؤكد أن سوريا من شمالها لشرقها ومن غربها لجنوبها مازالت وستبقى واحدة موحدة بتصديها وهزيمتها للمجاميع الارهابية العابرة للقارات وداعميها .

كما يستكمل الجيش السوري اليوم مخططاً محكماً وضعه لتحرير مناطقا ستراتيجية في مناطق شرق وجنوب شرق وشمال ريفا محافظة حمص، ونجح من خلاله في تحرير مرافق اقتصادية ونفطية هامة في عموم هذه المناطق في ريف حمص الشرقي، أما في ريف اللاذقية الشمالي فهناك عمليات نوعية وخاطفة وضربات محكمة يوجهها إلى التنظيمات المسلحة المتواجدة في بعض بؤر إرهابية مبعثرة في الريف الشمالي، وهذا الأمر ينطبق كذلك على  تطهير مناطق سيطرة المسلحين بريفا حماه الشمالي والشمالي الغربي والغربي والشمالي الشرقي.

اليوم وبعيداً من تطورات الميدان، فإنّ ما يهمنا من كل هذا هو واقع سوريا المعاش في هذه المرحلة، وبعيداً من حروب الإعلام وكلام المتآمرين وشركاء الحرب على سوريا، ومع مرور أربعة أعوام ونصف العام على حرب أميركا وحلفائها على سوريا يتضح في أحيان كثيرة أنّ الأحداث والمواقف المتلاحقة للمتابع لأحداث الحرب "المفروضة" على الدولة السورية، بأنّ الدولة السورية استطاعت منذ مطلع النصف الثاني من هذا العام وبدعم من حلفائها أن تبني مسارآ جديدآ للحسم واسقاط كل مخططات اعدائها التقسيمية التدميرية لسورية .

أما بالنسبة للتدخل الروسي في سوريا لدعم  الدولة السورية بحربها على الإرهاب ،فنحن نعلم جيداً أن للروس مصالح كما للامريكان ،ولكن الفرق هنا أن لأمريكا مصالح في تدمير سوريا الدولة ،أما الروس فلهم مصالح مع سوريا الدولة ويسعون اليوم لدعمها والوقوف معها "،ولكن أن يأتي البعض اليوم ليتحدث ان التدخل الروسي مع سوريا الدولة هو تأمين لجغرافيا معينة تسعى روسيا لتأمين مصالحها فيها ...تمهيداً لتقسيم سوريا ...فهذا الأمر خاطئ جداً ...وليس من العقلانية والصواب الحديث فيه ...فالروس جاءوا لسوريا لأستعجال الحلول السياسية ولحسم معركة سوريا العسكرية مع قوى العدوان ولهم مصالحهم القومية والدولية بذلك ...وعلى المحور الآخر من يقرأ دروس التاريخ وتاريخ سوريا تحديداً سيتيقن بشكل كامل أن سوريا لن تقبل القسمة لا على أثنين ولا على ثلاثة فسوريا ستبقى سوريا الواحدة الموحدة القابلة للتمدد لجمع شمل وشتات العرب بهمة وعزيمة أبنائها المخلصين وعلىرأسهم بواسل ومجاهدي الجيش العربي السوري."

ختاماً، إنّ صمود سوريا اليوم عسكرياً، ودعم حلفائها لها ، وتوسّع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأولى لإسقاط أهداف ورهانات الشركاء في الهجمة الأخيرة على سورية، وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام قوى العدوان على سورية ، ومهما طالت معركتهم وحربهم على سورية، إلا الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية، والمطلوب منهم اليوم هو الاستعداد والتحضير لتحمّل كلّ تداعيات هذه الهزيمة وتأثيرات هذا الفشل عليهم مستقبلاً./انتهى/

سمات