واشار الكاتب في المقال الى معلومات موثقة تقول إنّ الدولة السوريا تتعرّض لحرب استنزاف كبرى، وتشير إلى أنّ هناك ما بين 31 و34 ألف إرهابي عابر للقارات يقاتلون في شكل كيانات مستقلة مثل "داعش" و"النصرة"، أو في صفوف ما يُسمّى "قوات المعارضة السوريا"، وتفيد المعلومات عينها، بأنّ هناك حوالي 60 ألف مسلح سوري يقاتلون الجيش العربي السوري، وهؤلاء عبارة عن أدوات في أيدي أجهزة استخبارات الدول الشريكة في المؤامرة على سوريا، وأنّ هناك حوالي 20 جهاز استخبارات غربياً وعربياً وإقليمياً يعمل اليوم داخل أراضي سوريا.
واضاف الهبيشان في مقاله إنّ أدوات الحرب المذكورة كادت، خلال فترة ما، أن تنجح بإسقاط سوريا في الفوضى العارمة، لافتاً الى أنّ كمّاً هائلاً من المسلحين العابرين للقارات والمدجّجين بالسلاح قد أدخلوا إلى سوريا طيلة عمر هذه الحرب على سوريا، وبعضهم ينتظر دوره للدخول إلى معسكرات تركيا والسعودية، مبيناً أنّ الهدف من التوريد المستمرّ للإرهاب هو ضرب منظومة صمود سوريا وعقيدة جيشها واستنزاف قدراته اللوجستية والبشرية، لأنّ تفكيك الدولة وجيشها الوطني هو الشرط الأساس لاستكمال تفكيك مجتمعها.
وتابع: لولا يقظة الدولة السوريا منذ اللحظة الأولى لانطلاقة الحرب عليها لكانت سقطت سوريا كلّ سوريا لكنها أدركت مبكراً حجم الحرب الشرسة ضدّها، وتنبّهت لخطورة ما هو آتٍ، ورغم حجم الدمار الهائل الذي أصابها بعد أربعة أعوام ونصف العام من التدمير الممنهج والخراب والقتل والتهجير، تمكنت من الصمود.
ورأى الاعلامي الاردني انّ المعركة في سوريا لم تكن فقط معركة مع مجموعات إرهابية عابرة للقارات، بقدر ما كانت ولا تزال معركة مع نظام عالمي جديد يُرسم للمنطقة، وينسج خيوط مؤامرته في سوريا ليعلن عن قيامه بقيادة قوى الإمبريالية العالمية والماسونية اليهودية الصهيونية، معتبرا ان هذه المعركة تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكلّ ما يجري في سوريا، وهي الأهداف المرسومة التي تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود، إلا أنّ الجيش العربي السوري صمد وكسر بصموده كلّ الرهانات الغربية والإقليمية والعربية.
واوضح ان الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة وهائلة في الميدان أذهلت العالم وغيّرت سياسات ورسمت معادلات جديدة، لا يستطيع أحد القفز فوقها، والأهمّ من ذلك كله هو تلاحم الشعب والجيش والقيادة السياسية في معركة ضارية قادتها وموّلتها ورعتها تسعون دولة في العالم، لكنّ إرادة الشعب السوري المتمسّك بأرضه والمؤمن بقضيته والمتفهّم حقيقة وطبيعة المؤامرة، أبعاداً وخلفيات، أفشل خطط الأعداء وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام.
وارتأى الكاتب ان سوريا وجدت نفسها في خضمّ حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة ومركبة للغاية أسقطت فيها كلّ المعايير الإنسانية، عشرات الآلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة التي دمّروا بها مدناً وقرى سوريا بأكملها، فقتلوا أهلها وضربوا مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية، حرب قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو – أميركية، وليس لها أي علاقة بكلّ الشعارات المخادعة التي تتستر بها.
واشار الى تجهيز تفاصيل المؤامرة في سوريا على مراحل وحلقات، وبمشاركة دول عربية وإقليمية، معتقدا بان سوريا المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أثبتت أنها قادرة على الصمود، فصمدت رغم كلّ التحديات الداخلية والخارجية، وها هي اليوم تقف شامخة على أهبّة الانتصار.
وجاء في ختام المقال إنه بعد مرور السنوات الأربع والنصف المريرة على الدولة السورية وما جلبته إليها من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، صمدت هذه الدولة العتيدة وبدأت تتعافى من هذه الجراح، لتبدأ، من جديد، مرحلة النهوض الأقوى، وسيبنى على نهوضها هذا الكثير من المتغيّرات، التي لن يكون أولها، ولا آخرها، تعرية وسقوط العديد من الأنظمة الوظيفية الطارئة على هذه المنطقة./انتهى/
تعليقك