اكّد ياسر الموسوي نجل سيد شهداء المقاومة الاسلامية ان السيد عباس الموسوي لو كان موجوداً اليوم حتماً كان يطلب من مجاهدي المقاومة الاسلامية أن يتوجهوا إلى سوريا ليواجهوا الارهاب معتبرا ان السيد حسن نصر الله يحمل نفس الرؤية التي حملها الشهيد عباس الموسوي.

أكد ياسر الموسوي في حديث لوكالة مهر حول علاقة والده الشهيد عباس الموسوي مع الشهيد محمد باقر الصدر ان علاقتهما كانت مميزة حيث كان السيد عباس ينظر الى هذه العلاقة باعتبارها علاقة أبوية وكانت شخصية الشهيد الصدر العلمية وشخصيته الايمانية المتواضعة والملئية بالزهد تركت انطباعاً كبيراً في شخصية السيد عباس.

واضاف: "حتى بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر انا اذكر جيدا في منزلنا في مدينة بعلبك كان السيد عباس يقيم كل عام مجلس عزاء والمناسبة للشهيد محمد باقر الصدر وكان يأتي جمعا من علماء الدين وجمعا من معارف السيد الاخوة في "الأمل" و"حزب الله" وكانوا يحضرون هذه المناسبة وكان السيد يعبر في هذه المناسبة وبعد انتهاء مجلس العزاء عن حجم هذه العلاقة وقوة هذه العلاقة بينه وبين الشهيد الصدر وكان يسرد للاخوة الكثير من القصص التي كانت تحدث في ذلك الوقت ايام مكوث السيد في النجف الاشرف".

ورداً على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول تأثير تعاليم الشهيد الصدر على السيد عباس الموسوي في تأسيس حزب الله قال نجل الشهيد الموسوي ان الشهيد الصدر استشهد في مرحلة مبكرة يعني قبل تأسيس حزب الله وله الفضل فيما يتعلق بالحوزة العلمية التي أسسها الشهيد عباس الموسوي لافتا الى ان هناك حوزة اسسها الشهيد سيد عباس تحت اسم حوزة الامام المنتظر عليه السلام وهذه الحوزة هي عبارة عن  البديل عما فقدوه في النجف الاشرف.

وتابع ان الامين العام الشهيد لحركة حزب الله السيد عباس كان متواجداً في النجف الاشرف حينئذ وكان يتلقى العلوم الدينية مع جمع من اصحابه ومع عدد من طلاب العلوم الدينية وعندما عاد الى لبنان اراد أن يكون هناك بديل عما فقدوه في النجف الاشرف .

واوضح انه عندما بدأت فكرة تأسيس الحوزة تلوح في الافق ارسل الشهيد عباس الموسوي رسالة الى الشهيد الصدر قائلا: "نحن نريد تأسيس حوزة علمية ونريد رأيكم بهذا الموضوع" مؤكدا ان الشهيد الصدر فرح جدا بهذا الاقتراح.

 وكشف ياسر الموسوي ان هناك رسائل موجودة لديه حاليا تؤكد هذا الموضوع الجديد حيث أرسل الصدر رسالة الى عباس الموسوي خاطبه فيها قائلا: "انا سعدت وفرحت كثيرا عندما سمعت وتلقيت رسالة منكم تريدون تأسيس هذه الحوزة". مشددا على ان الشهيد الصدر كان متحمساً لهذا الموضوع وحتى دعمه الشهيد الموسوي ايضا في مرحلة من المراحل.

 اما فيما يتعلق بحركة حزب الله، بيّن نجل الشهيد الموسوي انه نشأت فكرة حزب الله بعد عام 80 بينما استشهد الشهيد الصدر في مراحل ماقبل عام 80 مشيراً الى بعض الرسائل الموجودة وقال: يقول الشهيد الصدر في بعض الرسائل التي كان يرسلها الى الشهيد السيدعباس "ولدنا العزيز الفاضل السيد عباس الموسوي السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... فقد تلقيت رسالتكم التي تعبر عن عواطف ولد بار وواعد ومتاعب انسان عامل وآمال الواعي الثابت ... انني منذ مدة اسمع عن المدرسة التي كان لكم شرف اقامتها مع اعتزازي وتقديري ابتهل الى الله سبحانه وتعالى ان يسدد هذه الحوزة الفتية المؤمنة ويرعى نموها العلمي والروحي والتوعوي ويجسد فيها احد النماذج الصالحة لهذا المشروع المبارك."

 اما بالنسبة لفكرة المدرس الكبير الذي طلبه الموسوي من الصدر يقول الشهيد الصدر سوف ادرسها على ضوء ظروف الاخرين. 

و اشار ياسر الموسوي الى ان هذه الرسائل لم تنتشر في مكان لكن ستنشر فيما بعد ان شاء لله وان هناك بعض الرسائل موجودة ولكن بعضها تلفت في حرب تموز، لأن المبنى دمر بأكمله وتلفت الكثير من الوكالات من الامام الخميني وموسى الصدر.

واضاف ان "حرب تموز كانت نكسة كبيرة لنا فالكثير من الأمور ذهبت في هذه الحرب بالرغم من محاولة إخراج بعض الوثائق والمستندات من المنزل لكننا لم نتصور إن الحرب ستكون بهذه القساوة ولكن الحمد الله النتائج كانت ممتازة فالصمود الذي شهدته تلك لحرب لامثيل له ويعود غلى الامام رضوان الله تعالى عليه وبركات السيد القائد وبركات السيد حسن وكل من عمل على أن تصمد هذه المقاومة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي".

و لفت الى ان الجميع عمل في ذلك الوقت على أن تصمد المقاومة وعلى أن تسجل هزيمة جديدة في طريق الصراع العربي – الاسرائيلي أو الصراع الاسلامي – الاسرائيلي لأنهم يريدون أن يمحو الاسلام الأصيل فى المنطقة كما يريدون اسلاماً على طريقة السعودية ولايريدون اسلاماً محمدياً اصيلاً.

وكشف ان الاعداء يريدون الاسلام اليهودي، ويريدون القضاء على كل شيء يعطي صورة مشرقة ومحترمة ومحبة للاسلام ، وان  كلّ شيء يشعر الآخرين أي بقية الأديان الأخرى بأن هذا السلام اسلام راقٍ واسلام الرحمة يريدون أن ينزعوه من الاسلام ويضعوا نموذجاً سيئاً وسلبياً كالّذي نراه اليوم في سوريا والعراق واليمن.

وحول رأيه بأن "لو كان الشهيد عباس حيّاً ماذا كان يفعل فى الظروف الحالية؟" قال الموسوي ان والده الشهيد كان يُعرف بأنّه يعمل الليل والنهار على ألّايكون هناك فتنة اسلامية – اسلامية وكان يريد أن يكون الشعب اللبناني بكلّ طوائفه لدّاً لاسرائيل وكان مبدأ السيد عباس أن يبدّل كلّ الناس في مواجهة العدو الاسرائيلي.

واضاف ان الشهيد كان يسعى الى توحيد صفوف الأحزاب اللبنانية من أجل الصراع مع العدو الاسرائيلي. كما واشار الى  محاولات لايجاد فتنة سنية شيعية في السابق حيث بذلت أمريكا واسرائيل جهودهما في هذا الطريق ولكن كان السيد وبحمد الله من خلال علاقاته ومن خلال وعيه الكبير ومن خلال عمله الدؤوب في الليل والنهار وتواصله مع كلّ الأطراف من الشمال إلى أقصى الجنوب حذر الجميع من هذه الفتنة مؤكدا أن اسرائيل وكلّ من يقف خلفها يعمل على ايجاد شرخ داخل الاسلام وبين الشيعة والسنة.

 واردف ان هناك كان مخططّاً للسيد في ذلك الوقت على أن يكون الاخوة السنة شركاء فعليين فى العمليات الّتي تنفّذ ضد العدو الاسرائيلي وهذا الأمر حصل حيث طلب من بعض الاخوة الّذين ينتمون إلى قوات الفجر في صيدا وهم من السنة أن يكونوا شركاء فعليين مع المقاومة لتنفيذ العمليات ضد العدو الاسرائيلي وهذا ما حصل.

و اكد نجل الشهيد ان عباس الموسوي كان يريد ان يزجّ بهذه الأمة في المواجهة مع العدو الاسرائيلي وليكون الكلّ شريكاً في هذه المعركة دون استثناء وكان يؤكّد أنّه عندما نكون جميعنا يداً واحدةً في مواجهة هذا العدو لن يتسنّ لهذا العدوّ أن يزرع فتنة فيما بيننا وكان السيد الشهيد حريصاً جدّاً على هذا الأمر.

ولفت الى ان اليوم نحن نعيش في هذه الظروف وحصل ما حصل حيث جاءت مجموعات تكفيرية إلى المنطقة بالتوجهات السياسية المعروفة وتسعي ليلاً ونهاراً لضرب المسلمين في لبنان واليمن والعراق وفي أنحاء العالم والشيعة ليس هدفها الوحيد وانّما المسلمون السنّة أيضاً هدف هذه المجموعات  معتبرا كل من يخالفها رأيا هدف لها وحتى المسيحيين وأصحاب الأديان الأخرى محل هدف هذه المجموعات التكفيرية  لأن الوظيفة الأساسية لهذه المجموعات هو أن تقدّم صورة مشوهة للاسلام.

 ورأى ان العدو الصهيوني من أهم مكونات المعسكر الذي يدعم هذه المجموعات المتطرفة ويقوم برعايتها  معتبرا عندما تمّ احتلال فلسطين باعانة من الأوروبيين وبناءً على وعد بلفور المشؤوم ووُعد اليهود بدولة اسرائيل الكبرى زُرعت اسرائيل فى المنطقة لتقسيم العالم الاسلامي ومنذ ذلك الوقت بريطانيا وكل من يقف خلف بريطانيا كانوا يفكرون كيف يقسمون العالم الاسلامي وخططو لتقاسم الثروات واضعاف الشعوب عبر اختراق الامة الاسلامية،.

وقال ان مشروع اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات لن يتحقق وهذا ما وصل اليه "رابين" حيث اقتنع بأن اقامة دولة اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات غير ممكن "فلنحاول أن نهيمن بطريقة أخرى وهي الطريقة الاقتصادية عبر حفالئنا بما فيها بريطانيا وأمريكا وكل حلفائنا وحتي بعض الدول العربية " مضيفا عندما شعروا بالافلاس وان هذا المشروع لن يتحقق اصلاً جاءت هذه الخطة الجديدة الّتي نراها اليوم بطريقة بشعة جدّاً.

واكد ان اليوم اسرائيل هو المستفيد الأول من الحركات التكفيرية والدعم الأساسي لها كما قد فتحت أبواب فلسطين المحتلة لتمرير المساعدات وتمرير الحالات المرضية التابعة لهؤلاء المجرمين لدعمهم ومساندتهم حيث أصبحت هذه المجموعات الارهابية تتكلم بشكل وقح جدّاً وتقول "نحن نفضل اسرائيل على الكثير من الدول العربية وحتى على سوريا الّتي تنتمون إليها أعضاء هذه الفصائل التكفيرية".

 واعتبر الموسوي أن الموضوع ليس موضوع الشيعة والسنة وهو أكبر منه، الهدف هو ايجاد الفتنة بين المسلمين تحت هذا العنوان، والسيد عباس لو كان موجودا اليوم وفي هذه المرحلة سوف تكون رؤيته سواء في مواجهة التكفير أو ما سواه نفس ما يجري اليوم وبشكل ملخص الرؤية الّتي يحملها سماحة  السيد حسن نصرالله وهي نفس رؤية السيد عباس، وهي رؤية واحدة لا تتغيّر.

 وشدد على ان السيد عباس لو كان موجوداً اليوم حتماً كان يطلب من مجاهدي المقاومة الاسلامية أن يتوجهوا إلى سوريا ليواجهوا هذه الحركة الفاسدة، هذه الحركة الطارئة على الحالة الاسلامية ولو كان السيد عباس موجوداً كان قد تبدّل في مسئلة واحدة فبحكم علاقاته القوية مع الفئات السنية من الشمال إلى أقصى الجنوب ربّما بعض الأشخاص الّذين يتبنّون مشروع داعش اليوم ربّما كانوا اليوم مع المقاومة الاسلامية، يعني ربّما كانت علاقات السيد عباس نأب ببعض هذه الشخصيات السنية عن الصراع القائم بسوريا./انتهى/

اجرى الحوار: محمد مهدي رحيمي

 

سمات