وكالة مهر للأنباء-الهة اخرتي: قلیلون هم الفنانون خاصة الممثلون الذین وصلوا في زمن قصیر الی النجاح الکبیر وبقوا في القمة منذ أول وصولهم و"محمد شمص" هو واحد من هولاء القلّة، فهو أحد الممثلين الذين يمارسون أنشطتهم المهنيّة الى جانب حرصه على تعزيز فكر المقاومة، محمد شمص شخصية معروفة وشعبية في إيران ولبنان، وخاصة لأهل المقاومة.
وبمناسبة ذكرى انتصار حرب تموز 2006 أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا صحفيا مع الممثّل اللبناني "محمد شمص"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
س: بالبدایة أرجوك قدم نفسك للجمهور الایراني. متی و أین ولدت؟ کیف کنت تقضي طفولتك والمراهقة ومرحلة الشباب المبکر؟
محمد علي جعفر شمص، ولدت في الضاحية الجنوبية في بيروت في ١٥/٣/١٩٩٢ ميلادي، ودرست في مدرسة الغدير الرسمية، وانضممت إلى جمعية كشافة الامام المهدي (عج)، وعندما كنت في الصف الثالث الإبتدائي انضممت الى فرقة الأشبال حينها قال لي والدي حفظه الله: "اذا نجحت بدرجةٍ عاليةٍ، سأدخلك الى صفوف الكشافة"، ما زلت اتذكر كيف اخذنا انا واخي، وكنت قائد الكشافة لفرقة الاشبال.
فكانت مراهقتي ومرحلة شبابي في هذه الجمعية التي ما زلت احبها وما زلت احتفظ بكل مقتنياتها من لباس وفولارات واوسمة لانني احن لها كثيراً.
س: کیف کانت علاقة عائلتك بالمقاومة؟
لا أعلم إن كان والدي يقبل أن أتكلم عنه بهذه المسألة ولكنّني ولدت في منزل يتكوّن من أم وأب يحبون الله ورسوله، وابي يقول ان عمله في المراحل التأسيسية للعمل المقاوم في لبنان هي لرب العالمين، أي لله وليست للتفاخر، فأتوقّف عند هذا الحد عن العائلة.
ولكنّني تربّيت في بيئة تؤمن ان المقاومة حق، ومطلب، وعند دخولي في جمعية كشافة الامام المهدي عشقت هذا الفكر اكثر واكثر.
وكان قائدي في الكشاف الشهيد الصديق "حسن عبدالله" (كرار) لروحه السلام ، كان يضع لنا شريط فيديو اسمه "معدن الدماء" عن شهداء المقاومة، وكان يضع لنا افلام ايرانية عن حرب الدفاع المقدس.
فمنذ الصغر كان التعلّق والحب لهذه المقاومة وتكريس اقوال الامام روح الله وسماحة القائد قولاً وفعلاً عن الاستكبار بأكمله كانت تربو معنا، وكنّا ننتظر ان تأتي عاشوراء لنذهب الى مجلس العزاء المركزي ولو لمرة ليتسنى لنا رؤية حبيب قلوبنا سماحة السيد "حسن نصرالله" حفظه الله وهو يلقي خطبة على المنبر.
س: من فضلك اخبرنا عن انشطتك في مختلفة مراحل حياتك، متى ولماذا أصبحت مهتمًا بالفن؟
منذ الصغر عشقت السهرات الكشّافة التي كنا نحييها في المخيمات، فكنا نجلس حول النار وكنت انفذ انا واصدقائي مقاطع كوميديا تمثيلية حتى في احتفالات ولادات الائمة او عاشوراء، وكنت في المنزل اضع وسادة واضع عليها ملعقة كبيرة كأنها منبر اقلّد شخصيات معينة، حتى في احد المرات انضممت الى الفرقة الموسيقية المركزية للكشاف وعزفت على آلة "الكليرون" ومن بعدها ال "french hron cor".
وكنت في فرقتي استلم مهام الأمين الاعلامي، وكان الشهيد "حسن عبدالله" يعلّمني التصوير، وكيف اصور الفيديو، فهو من شجّعني في هذه الاختصاصات.
فدائماً أي احتفال يقام يعطينا كاميرة نيغاتيف وكنا نصور كأمناء اعلاميين للفرقة حتى في مسيرة العاشر كذلك.
لذلك الكشاف كان باباً لكي اتعلّق بالفن واحبه كثيراً، فهناك طعم راقي جدا ورائع للعمل التطوعي لم اشعر بشعور اجمل منه للصراحة من قبل
ومن بعدها قطعت مراحل عديدة وعملت مع شركة تابعة لشركة "اوج" الايرانية وهي "لبيك" حيث عملت مع فريق رائع للوثائقيات كمونتير وفيزيوناج في وثائقي سيد الشهداء، ومونتير ومعدّ في وثائقي "اللؤلؤ الاحمر"، وعملت في المسرح العاشورائي مع المخرجة المخلصة جدا الحاجة "هدايا سنان" في المناطق اللبنانية وهذا وسام الهي كبير وفّقنا الله به ان نحيي عاشوراء لسنوات عديدة مسرحياً في مناطق عديدة والكثير من العروض، ومسرح اطفال وبرامج اطفال مثل "كبسة زر"، كنت اقدم شخصية شاعر صغير، ولم يكن لدي ذقن بعد على شاشة المنار، ومسرحيات سياسية في مسرح رسالات تخصّ الانتخابات والاوضاع العامة في البلد، والمنطقة، وبرامج كوميدية عديدة مع الكاتبين "حسين" و"نبيل عبدالساتر"، ومسلسلات وفيلم سينما انتاج لبناني لشركة "الايغل فيلم".
اعتذر انني خلطت المراحل، وليست بالترتيب، ولكن في الحديث شئ يذكرك بشئ آخر، ولكن الفن هو غذاء للروح بالنسبة لي وان سالتني لماذا الفن "اقول لك ان الله وضع موهبة داخل كل انسان باختصاص معين وسيسأله عنها في الاخرة كيف نمّيتها ولمن ادّيتها"، لهذا كان توجّهي نحو ما زرعه بي "الله" الفنان الاول والمبدع الاول الاحد الصمد سبحانه وتعالى.
س: لماذا اخترت التمثيل؟
هناك عبارة أحبها للكاتب الانكليزي المسرحي والشاعر والروائي "اوسكار وايلد" (أحب التمثيل فهو أكثر حقيقة من الحياة!)، ما اجملها من عبارة.
الهروب من الواقع في بعض الشخصيات يثبت لك ان الخيار الصواب هنا، وانّ من الاجمل ان تضع احلامك بدائرة تنفيذك لمشهد معين، وتعتبر نفسك انك حققته، ولو امام كاميرا او جمهور مسرح، فهذا يعني انك جدير بان تكون انساناً بكل معنى الكلمة، واعتبره الفنّ الاكثر ايصالاً لمفهوم الرسالة الانسانية ان كان درامياً او مسرحياً.
س: من أين بدأت وكيف أصبحت ممثلاً محترفًا؟
كما في السابق قلت انني بدأ من الكشاف، وكانت جمعية المعارف تطلب ٣ اطفال ينفذون برنامج اسمه "صلاتي" لتعليم الصلاة، فاخذونا للإختبار، وكنت من بين الثلاث اطفال اللذين تخطو هذا الاختبار بنجاح، والى الان اضحك على شكلي جدا على غلاف الاسطوانة.
ومن بعدها هاتفوني لبرنامج اطفال اسمه "كبسة زر"، ثم اخذني اخي الى المخرجة "هدايا سنان"، وتعرّفت عليها، وبدأت معها في المسرح لسنوات عديدة، وتتنقل عروضنا في مناطق لبنان، ان كان مسرح اطفال في المدارس او الساحات او عاشورائي، ثم ذهبت لسوريا لامثل لبنان في مؤتمر الشباب العربي عن فئة المسرح عبر كشّافة الامام المهدي ووزارة الخارجية عن فئة التمثيل، فتعاملت مع الفنان "نضال سيجري" رحمه الله، فقد درّسني لمدّة ١٥ يوم "دورة مكثّفة" عن المسرح، وكان تقيمي جيد جداً، ورجعت الى لبنان وبدأت على مسرح رسالات مسرحية انتخاب "ظني فيك" عن الوضع السياسي، واتى الدكتور "كاظم نظري" الى رسالات وتدرّبت معه باحد الدورات عن التمثيل، ومن بعدها دخلت الى الاكاديمية الاميركية للإخراج، ودرست ثلاثة سنوات وبدأت عملي في شركة "لبيك" كما قلت سابقاً.
لكن في السابق وبدأت تجاربي التمثيلية مع مركز بيروت الدولي، وشركات عديدة، واشتركت في بطولة فيلم سينما "بينغو" مع المخرج الجميل "ايلي حبيب"، واشتركت باعمال كوميديا كبرنامج "اول ع آخر" كتابة الاخوين "عبدالساتر" واخراج "موريس رزق" بجانب نجوم كبار مثل "احمد الزين" و"بيار جماحيان" مع حفظ الالقاب.
فكان العمل معهم بالنسبة لي حلم وليس حقيقة لانهم نجوم كوميديا في العالم العربي، والكثير من البرامج والاعمال مثل برنامج "مية بالمية" الذي اخذ بين الناس شهرة عالية.
واخر اعمالي هي مسلسل "الهيبة الجزء الرابع" الذي سيعرض في شهر رمضان القادم انشالله على شاشة "mbc" مع المخرج الرائع "سامر برقاوي"، فكل عمل بالنسبة لي تراكم خبرات واتعلم منه الكثير.
س: أخبرنا عن تجربة التمثيل في مقاطع مكافحة الغطرسة و ضد الصهیانة، كيف ولدت هذه الفكرة و أدت هذه الأفكار إلى صنع المقطع؟
بدأ "نبيل عبدالساتر" باغنية تحت اسم "صورايخ" (عندما أُتهم نادي العهد انه يضع صورايخ في ملعبه)، لم يتقبلها شعب المقاومة لانها على لحن اغنية شعبية، ولكننا لم نستسلم كنا انا وصديقي الكاتب "نبيل عبدالساتر" في مكان نحتسي القهوة، وكانت حملة الانفاق من قبل العدو الصهيوني قد بدأت على جنوب لبنان، و"نبيل" شخص مقاوم حتى النفس الاخير، ويتوتّر من اي حدث يخص المقاومة في الاعلام اذا كان معادياً، فقال لي ابحث عن لحن صهيوني لكي نكتب عن الانفاق اغنية، وذهبنا الى لحن اسمه "هافا ناغيلا" وهو نشيد يمسّ بعقيدتهم بمساعدة الصديق "حسن حجازي" الاسير المحرر ومسؤول الملف العبري في قناة المنار فكان العمل بمساعدة الاخوة في الاعلام الحربي في حزب الله، ولهم الشكر والصديق "علي صفا" بمعدّاته والمخرج النشيط "موريس رزق" وهندسة ولعبة "نبيل عبدالساتر" والصديق المصمّم الرائع "علي الرز" الذي صمّم البوستر بذكائه وابداعه، وهناك جنود مجهولون لا اقدر ان اذكر اسمائهم، ولم اتوقع انه سيأخذ تلك الشهرة داخل الكيان المحتل، وتبيّن لي ان العدو الغاصب هو كيان هش جداً، ونحن قادرين على نفوسهم المتزعزعة اعلامياً انشالله، فالصّحف اللبنانية تكلّمت والمحطات اللبنانية ضجّت بالمقطع وراسلني عبر التويتر صهيوني "هاتان" لم اجبه باي حرف حتى التافه "افيخاي ادرعي" اضطّر ان يعيد هيبته المكسورة برد على الفيديو من نفق وخاطبني باسمي وردّ على الاغنية، هذا دليل هشاشة وخوف هذا العدو.
الجميل بالمبادرة انها كانت تطوّعية من كل الافراد هذه المبادرة اعطتني الكثير من الاندفاع للهجوم على هذا العدو فنياً دون كلل او ملل.
س: ما مدى معرفتك بإيران؟ وهل سافرت إلى إيران من قبل؟
أحب هذه الدولة جداً واعرفها.
نعم صحيح سافرت الى ايران مرتين.
س: هل لديك أي خبرة عمل مشتركة مع الفنانين الإيرانيين؟
بحب الشعب الايراني لي وارساله لي يومياً عشرات الرسائل، كان هذا محفزاً لي لكي ابدأ بتعلم اللغة الفارسية.
نعم انا و"حامي" كنا شريكين في "هفت روز هفت ساعت" في برنامج لتلفزيون "افق"، وكان معنا فنانين من لبنان وايران مثل "لادن مستوفي" و"علي رام نورائي" و"حميد رضا حامي" و"لندا كياني" و"الناز حبيبي" و"امير حسين رستمي" والمخرج الطيب "سعيد ابو طالب"، وصدمت بحب الشعب الايراني لي وارساله لي يومياً عشرات الرسائل، كان هذا محفزاً لي لكي ابدأ بتعلم اللغة الفارسية.
س: هل لديك ذكريات عن سفرك الی ایران ترغب في مشاركتها معنا؟
المسابقات بين لبنان وايران كانت برنامجا حماسياً بالنسبة لي، كنت اضع نصب عيني الفوز لانني اريد الزواج من خطيبتي، واريد ان اظفر بالجائزة، لذلك ذهبنا الى طهران والى رامسار والى سوق السمك والشاطئ الكبير وكان هناك صدمة من جمال المنطقة الالهي واستقبال شعبها الطيب الذي رغم الحصار عليه، يقدم لك تلك البسمة المغمّسة بعرق الرغيف، ثم ذهبنا الى الدفاع المقدس، ولكنني ابيت لنفسي باول زيارة، ولو لوحدي الا ان اذهب الى "بهشت زهراء" والى مرقد روح الله قدس سره.
وبعد اعلان فوزنا طلبت من ادارة البرنامج ان اذهب الى السلطان في مشهد ومن بعدها الى بيروت، ولكن بهذه السنة تحديداً كنت في اربعينية الامام الحسين (ع) وطلبت ورجوت في مرقده ان ارزق بزيارة الامام الرضا عليه السلام فعندما اتتني الفرصة ان ادخل الى البرنامج علمت انها تحققت امنيتي.
كأنّ ما يجمعنا هو الحب، فهذه الدولة ليس فيها الا الحب، وبعد عرض البرنامج عشقت محبة الجمهور الايراني لي، وارساله لي عشرات الرسائل يومياً، كان هذا بالنسبة لي جميل جدا، وبدأت ارسم حلم جدي ان اشارك في افلام ايرانية اذا اتت عروض لي.
س: ما الدور أو الفیلم الذي تحلم بأن تقوم به؟
احب الشخصيات المركبة نوعاً ما التي تأتي من بيئة متفكّكة، ولها مضامير نفسية، ولكنّني الشخصية التي احب ان العبها ولم اجربها الى الآن هي شخصية مجاهد ظله خفيف مثلاً، وهناك شهداء كثيرين مثل الشهيد "جوادي"، فأنا اعشق ان اجسّد تلك الشخصية.
امّا ادواري الاولى ذكرت في السابق مسرحياً ام دراميا المسلسل الاول هو كان قيامة البنادق وكنت بدور "سالم الفلاح ابن الفلاح" الذي يحب ابنة قريته وهي لا تريده، ودبلج الى الفارسية اما الشخصية التي لم تزل باقية معي، وفي ذهون المشاهدين شخصية سليم من مسلسل "درب الياسمين" الشاب المختل عقلياً الذي يعطف عليه عميل اسمه "سمير" وقام بالدور الى جانبي العزيز باسم مغنية وهذا الدور اخذ من وقتي كثيراً حيث ذهبت الى مصحة عقلية لكي اتقن الدور لمدة قصيرة وكان الدعم من المخرج الجميل "ايلي حبيب" لتركيب الشخصية حتى وصلت الى خواتيمها، وكانت تشتهر بكلمة (روح تحمم) وهذه الشخصية الى الان في قلوب المحبين وفي قلبي تحديداً.
س: ما هي أهم أولويات وأحلام "محمد شمص" فی حیاته؟ و من هو اکثر شخص اثر فیك وتعلّمت منه في حیاتك؟
اولوياتي النجاح كأب ورب اسرة، وان اكون في هذه الظروف لزوجتي سنداً، وان ارزق باطفال، واكون اباً وزوجاً ناجحاً بجانب الحياة المهنية الصعبة.
اما ثانياً ان يكون هناك سلسلة مشاريع درامية كوميدية تهكميّة بوجه العدو والاستكبار بلغتهم تصب داخل مواطنهم، وأن اقتل لهذا في سبيل الله.
المهم ان تكون فناناً مشتبكاً صاحب فكر وقضية وهدف، هذا يعني انك فعال وذو قيمة وصاحب رسالة، من السهل ان اسرّح شعري واخفّض وزني، واضع عدسات واذهب لمشاهد الحب والغرام، ولكن من الصعب ان اصنع فيديو قصير عن انفاق بلحن صهيوني واترجمه الى العبرية وانشره.
وهنا تكمن الشجاعة وهذا لا يعني انني فقط اريد الاشتباك، فأنا اشارك باعمال درامية، رغم انني اسمى بالفنان الملتزم دينياً، هذا يعني ان لا ننسى القضية الحق "فلسطين"، حتى فنياً ومحاربة الظالم حتى فنياً.
المؤثر الاساسي هو صديق اصبح في جنة الفردوس المخرج "حسن عبدالله" منذ الطفولة كان قائدي الكشافي، وبقيت علاقتنا الى اخر يوم قبل عروجه.
هذه الحياة مليئة بالتجارب ويجب ان نستخلص عبر منها من وقت الى اخر وهذه العبر للتعلم.
س: بشكل عام كمواطن لبناني، ما كان رأيك بإيران والثورة الإسلامية والإمام "الخميني" وسماحة القائد؟
بالمعزل عن الجانب الديني، ايران هي نموذج لكل حر في هذا العالم وهي الهام لكل طاغٍ انه زائل.
هذه الثورة في بُعدها الانساني كانت مرآة للشعوب المنكوبة، عندما تقرأ كيف ترجم الاستكبار هذه الثورة تعلم انها ثورة حق على باطل، على حاكم جائر، واشكر الله ان ابي كان يقوم بتنظم حملات تكبير على سطوح في بداية الثورة من الضاحية الجنوبية في لبنان لروح الله "الخميني" (قدس سره)، وانه كان من اللذين قابلوا الشهيد "مصطفى شمران" لاشهر في لبنان، كل ما لدينا من عز وثبات وقدرة على مقارعة الظالم الآن هو من تلك الثورة المباركة وهذا الامتداد الى يومنا هذا بحكمة سماحة السيد القائد، الذي سيأتي يوماً ويعلم كل العالم مدى حكمته وحلمه وصبره وسياسته، نحن نتكلم عن دولة محاصرة الى الآن وبنفس الوقت هي من اهم الدول في العالم حما الله هذا البلد الحبيب.
س: وصلنا إلى حكاية حرب تموز، كم كان عمرك خلال الحرب؟ و هل لديك ذكريات عنها؟
كنت في سن الرابعة عشر نعم عند ضرب المطار، كان والدي جالساً على سجّادة صلاته، هرعت اليه خائفاً، قال لي سيرحلون لا تخف، ولكن قبل هذا اليوم بيوم اتذكّر ان الضاحية كانت سعيدة جداً وكان يوجد اناس في الشارع يوزّعون الحلوى عند اعلان المحطات التلفزيونية ان المقاومة اسرت جنديين بعملية الاسر.
وكان صيفاً حاراً جداً وبدأت ايام الحرب الضروس، ابي اصبح بعيداً عنّا ونحن ننزل الى الملجأ عند القصف وعند الهدوء نعود الى البيت في المبنى، في اول ايام الحرب كنت خائف جداً حتى في هذا الصيف اصبحت ارتدي لباساً شتوياً من الخوف هذه اول حرب كنت اعيشها، ولكن بعدها بفترة بدأنا نلعب كرة قدم في الشارع.
س: نريد أن نسمع عن أيام حرب تموز وذكرياتها بالنسبة لك، وكيف كانت مواجهة الشعب اللبناني لهذا الحرب بشكل عام؟
هذه الحرب كما قلت في السابق كنت صغيراً وقتها، ولكن اتذكر الكثير من المشاهد العزيزة مثل المرأة المسنّة التي اتت الى بيتها المدمر في حرب تموز في الضاحية، وقالت عبارتها الشهيرة ( لك فدا اجر السيد)، ولكن اكثر شئ اتذكره هو احتفال النصر، كنت جوالاً في كشافة الامام المهدي واخذونا الى الاحتفال لكي نجلس بالمنصة مكان الشخصيات لكي نحجز المقاعد، لأنّ الاعداد كانت هائلة.
ويجب عندما تأتي الشخصية ان نقوم وتجلس مكاننا، في يومها كان الخطاب الشهير لسماحة الامين العام السيد "حسن نصرالله"، واعلن هذا النصر انه نصر الهي وخاطب الحشود قائلاً يا اشرف الناس واطيب الناس ..
فهناك بعض العائلات ذهبت الى بيوتها في الجنوب سيراً على الاقدام نظراً لقطع الجسور وقصفها، هذا الشعب لن يهزم لان عزيمته تشق الصخر، وكان هذا الشعب له يد في نصر مقاومته، لان هذه المقاومة هي منه وهو منها.
والسلام على قائد الحاضر والماضي والمستقبل الحاج "عماد مغنية" صاحب هذه الايام وقائد الانتصارين.
س: بعد الهزيمة العسكرية، اعتمد العدو الحرب الناعمة والحرب الاقتصادية في جدول أعماله، ما هو رأي و نهج اللبنانيين في هذه الحرب؟ وبالنظر إلى هذه الظروف، كيف تتوقّع ان يكون المستقبل؟
نحن نعلم ان هذا البلد "لبنان" قائم على طوائف متعددة ومحاصصات طائفية بسياسته وكياناته، وان الاميركي يشتري ذمم بعض اصحاب القرار، لذالك اللبنانيون منقسمين بين من يرضى بالخنوع والخضوغ الى اميركا وبين من يحب الحياة العزيزة الشريفة ويكره الظّلم.
حتى الشارع مقسوم الى قسمين من هذا القبيل، ولكن عوّدتنا هذه المقاومة انها منتصرة دائماً ببصيرتها وحكمتها وقوّتها على التحمّل وقدرتها على تحويل اي تهديد لفرصة، وهذه ساحة حرب جديدة سننتصر بها باذن الله.
فالمستقبل جميل، وهذا الاميركي سيخرج من المنطقة والكيان الصهيوني سيزول حتماً عاجلاً ام آجلا، يرونه بعيدا ونراه قريبا.
س: ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الفنانون في هذه الفترة الحرجة؟ وأنت كشخص لديك دائمًا طرق جديدة لنقل المفاهيم إلى شعب بلدك ما هي خططك في هذا الصدد؟
العدو الصهيوني نشر اعمال التطبيع درامياً بشكل واضح في التلفزيونات العربية مثل مسلسل فوضى على منصة نتفلكس وهذا خطير فهناك جيل بأكمله قال ان هذه الاعمال ستشكل خطراً عليه.
في هذا الوقت علينا واجب واضح، هناك تطبيع واضح مع العدو الصهيوني، درامياً بدأ في بعض الدول العربية وبدأ العدو بنشر اعمال مثل مسلسل فوضى على منصة نتفلكس وهذا خطير، فهناك جيل بأكمله قال ان هذه الاعمال ستشكل خطراً عليه.
كفنانين من واجبنا توعية الناس وعلينا واجبات اجاه القضية الفلسطينية يجب ان ننفذها ونؤديها.
نسأل الله ان يحميكم وان تكون الترجمة الى الفارسية دقيقة وجيدة هههههه.
اشكركم واشكر كل من كان بجانبي لا سيّما حبيبة قلبي ومعلمتي زوجتي وانا بانتظار فرصة جميلة للعمل درامياً او سينمائياً في ايران.
احبكم كثيرا شكراً لكم جميعا.
/انتهى/
تعليقك