وتابع رياض في حديث لوكالة مهر للأنباء ان الأزهر يعتبر مرجعا حقيقيا لأهل السنة على مدى أكثر من ألف عام ، ويسعى إلى التقريب ، وقد كانت أول دار للتقريب بين المذاهب قد أنشئت فى الأزهر . وعندما ظهرت المدرسة الوهابية بدأوا ينشرون مذهبهم وتيارهم على أنه الحق ، وأن غيره باطل ، أو على الأقل مبتدع . وبدأ علماء الأزهر يردون على هذه المسائل بقوة ، مثل الشيخ الدجوى والشيخ شلتوت ، وغيرهم . لكن ظل ذلك فى حدود الإعلام العادى من مجلات وجرائد .... إلخ .
واضاف رياض عند سؤاله عن موقفهم تجاه تصريحات شيخ الازهر الشيخ احمد الطيب في مؤتمر غروزني في خروج الوهابية والسلفية من دائرة أهل السنة ان تصريحات شيخ الأزهر جاءت فى كلمته بأن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث . وأنا لا أعتقد أن الوهابية يدخلون تحت أهل الحديث المقصودين هنا ، إذ أن أهل الحديث هم المهتمون بدراسة الحديث وأصوله وتحقيقه على مدى العصور ، ولم يهتموا بدراسة فقه المعانى والأحكام كالفقهاء ، وكان بعضهم من الحنابلة وبعضهم كان من غير الحنابلة ، لكن المقصود المفوضون منهم الذين يفوضون فى الصفات ، ولم يذكر فى هذه الكلمة أن الوهابية يدخلون فى أهل الحديث ، لأن كثيرا منهم اقتربوا اقترابا شديدا من المشبهة ، وأخذوا النصوص على ظاهرها دون تفويض أو تأويل . مضيفا ان مؤتمر غروزنى يعتبر نقطة تحول حقيقية أسعدت المسلمين والعلماء والمثقفين ، لأن أهل السنة الحقيقيين على مر العصور ـ وفى المراجع ـ هم الأشاعرة والماتريدية ،وهذا ما نردده فى خطبنا ودروسنا ، ومنذ أن نشأت المدرسة الوهابية ، وهم يصفون الأشاعرة والماتريدية بأنهم فرق ضالة ، أى من الفرق الثلاث والسبعين التى ذكرت فى حديث الفرق المعروف وبعض أعضاء المدرسة الوهابية يكفرون الأشاعرة ، ومذهب الأشاعرة هو مذهب الأزهر .
وتابع: فى سند القراءات للقرآن الكريم اثنان من كبار علماء القراءات هما : الشاطبى وابن الجزرى ، ولا يستطيع أحد أن ينال الإجازة فى القراءات إلا إذا كان أحد هؤلاء العلماء فى السند ، وكلاهما أشعرى.
واكد الشيخ الازهري ان مؤتمر غروزنى لم يكفر أحدا ، ولكنه أعاد الحق إلى مكانه ، بأن بين للناس الحقيقة التى سجلت فى المراجع ، وهي أن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية وأضافوا فى بيانهم الصوفية الصافية ، وإن كانت الصوفية تندرج تحت أهل السنة منذ زمن بعيد ، لكن الوهابية يكفرون الصوفية.
والمجهود لدى الدعاة والعلماء صعب جدا فى هذا الجو ، إذ إن الداعية يظل ساعات حتى يقنع رجلا واحدا أن الصوفية مسلمون وأن الأشاعرة هم أهل السنة ، لكن المدرسة الوهابية تستطيع أن تقنع الملايين فى برنامج واحد من برامجها الإعلامية.
وفي معرض سؤاله عن سبب محاولة الوهابية "اخراج الصوفية من دائرة اهل السنة والجماعة؟ وهل ترجع الى اراء الشيخ ابن تيمية" قال الشيخ ان المدرسة الوهابية قائمة على إخراج المتصوفة من دائرة الإسلام إلى دائرة الشرك ، فالمدرسة الوهابية تقوم أصولها على رفض التوسل أو زيارة القبور ، أو حتى قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، بقصد زيارته هو مع أن التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وقصد زيارته ثبت فى مراجعهم ، مثل كتاب المغنى لابن قدامة فى باب الحج والزيارة ، وكتب ابن كثير فى تفسير قوله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ....) معتبراً ان الوهابية الحديثة قالوا : إن هذا المجئ مجئ فى حياته صلى الله عليه وآله وسلم فقط ، مع أن المراجع والأدلة فى الموطأ وفى كلام الإمام مالك وفى الأحاديث الصحيحة توضح أن الصحابة كانوا يأتون النبى صلى الله عليه وسلم بعد مماته ، فهو حي في قبره ، بدليل قوله : " الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون " أى يدعون الله عز وجل .
ولفت الى ان الوهابية يعتبرون الصوفية " قبوريين " ، وأطلقوا عليهم هذا اللقب مع أنه فى اللغة لا يصح لأن النسبة لا تكون للجمع ولا شك أن هذا مبنى عندهم على التفريق بين توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات ، وهذا موضوع طويل ربما يحتاج إلى وقت آخر . ولم يقل به إلا ابن تيمية .
واضاف الشيخ رياض كاشفا انه يتم تصغير أى مؤتمر خارج الرياض بسبب انتشار مذهبهم والسيطرة الإعلامية على كل طرق الدعوة فى العالم ، فقد أصبح نشاطهم ملحوظا ، وأصبحوا يدعون إلى مذهبهم على أنه الإسلام ، فهم يريدون أن يدخلوا المسلمين فى الإسلام ـ أى يدخلونهم فى مذهبهم ـ فهذا هو الإسلام من وجهة نظرهم .
واخيرا اشار عالم الازهر الى خطأ المذهب الوهابي السعودي الذي يعتقد انه يحقق الوحدة الاسلامية في القضاء على الشيعة والصوفية : "قائلا الشيعة مسلمون والصوفية مسلمون . نعم هناك غلاة فى كل مذهب وفى كل طريق ، فهناك غلاة فى أهل السنة ، وغلاة في الشيعة ، وغلاة في الصوفية ... إلخ
لكننا نتكلم عن الغالبية التى تنتهج المنهج الوسطى ، فكيف تتم الوحدة بدون هؤلاء ، وهم مسلمون ، فعلى مر التاريخ المتصوفة ينشرون الإسلام فى ربوع الأرض ، وهم الذين نشروا الإسلام بسلوكهم فى إفريقيا .
والمتصوفة منهم الإمام النووي ، والإمام الغزالي ، ... وغيرهم . ومن المحدثين الشعراوى وعبد الحليم محمود وأحمد عمر هاشم ... وغيرهم فهل سنخرج هؤلاء حتى تتم الوحدة "./انتهى/
أجرى الحوار: حسين شعيتو