اعتبر ممثلا حركتي حماس والجهاد الاسلامي في طهران خالد القدومي وناصر أبو شريف إن مؤتمر باريس مضحك وغير مفيد والمقاومة هي ردة فعل طبيعي ضد الاحتلال، مؤكدين على ان حرب الفرقان "حرب غزة 2008-2009" قلبت المعادلات وكشفت عن الوجه الصهيوني المجرم بحق المدنيين.

وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري- محمد فاطمي زاده: يعيد يوم 18 كانون الثاني ذكرى النصر في غزة بعد حرب دامت 22 يوماً من العدوان البري الجوي والبحري على سكان غزة المقاومين الذين ألحقوا خسارة تاريخية بالعدو الصهيوني.

بالتزامن مع ذكرى انتصار غزة استضافت وكالة مهر للأنباء ممثل حركة الجهاد الاسلامي في العاصمة طهران "ناصر أبو شريف" وممثل حركة حماس "خالد القدومي" في حديث عن النصر والمقاومة وزوال اسرائيل.

وأوضح القدومي في اشارة منه الى حرب الفرقان عام (2009-2008) الى ان هذه الحرب غيرت معادلة المقاومة الفلسطينية، فجميع الفصائل الفلسطينية قدمت نماذجاً عظيمة في الشهادة والتضحية والشجاعة ولم يتوقع العدو الصهيوني أن تستطيع المقاومة الفلسطينية أن تكسر أسطورة "الجيش الذي لايقهر"، مضيفاً إن الوجه الصهيوني الحقيقي المعتدي على الأبرياء ظهر بأبشع أشكاله فالاسلحة التي استخدمها جيش العدو  خلال 22 يوم تعادل قنبلتين ذريتين.

وحول مؤتمر باريس الأخير رأى القدومي إنه مضحك، فهناك تمثيل ل 70  دول دون فلسطين أو الكيان الصهيوني، معتبراً إن هذا المؤتمر لم يقدم شيئاً جديداً ومختلفاً عن المنهج التفاوضي، واذا قدم فسترحب فلسطين به واذا لم يقدم فهو سيشكل مزيداً من الإحباط للشعب الفلسطيني، مؤكداً إن الجميع ضد التسوية.

وأشار القدومي إلى الموقف الصهيوني المتحجر والموقف الدولي الذي يريد من الضحية الفلسطينية المبادرة بطرح موقفها، مشككاً بموقف فرنسا ومنوهاً إلى وجود أجندات استعمارية أخرى وعرض عضلات دولي قبالة موقف الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب الداعم لاسرائيل.

وتسائل القدومي عن جدية القرارات التي تتخذها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية منذ قرار اعتبار الكيان الصهيوني كيانا عنصريا إلى الاعتراف بالدولتين، معتبراً انه لا فائدة للقرارت الدولية.

وتطرق القدومي إلى  التثميل الفلسطيني ومصداقية تمثيله وشرعيته مشيراً إلى أن حركات المقاومة دعمت بعض القرارات الدبلوماسية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية.

ونوه القدومي إلى أن نجاح المبادرة الفرنسية ربما تكسر الاحتكار الصهيوني في المفاوضات، إلا أن المؤتمر لم يقنع الطرفين بالمشاركة ومسودة المؤتمر المزعومة لم تنفذ بنتائجها وبالتالي فإن مؤتمر باريس فشل كغيره.

فيما أوضح أبو شريف إنه لم يتوقع نجاح لهذا المؤتمر فإعلان الكيان الصهيوني منذ بداية الأمر عدم حضوره كان كافياً، مضيفاً إن الظروف الحالية من وجود حكومة يمينية في الكيان الصهيوني والوضع العرب المهترأ لايوفر أجواء جيدة للقضية الفلسطية، مشيراً إلى موقف مصر الأخير بانسحابها من مشروع قرار إدانة الاستيطان الاسرائيلي في فلسطين.

وأضاف أبو شريف إن الاحصائيات الأخيرة تشير إلى أن عدد الفلسطينين في الداخل تجاوز 6 مليون فلسطيني، فيما يصل عدد الاسرائيليين إلى 6 مليون أي نفس العدد، معتبراً إن هذا الأمر ملفت بالطبع للإدارة الامريكية الداعمة لاسرائيل ، معتبراً ان ترامب جاهل في القضية الفلسطينية وربما لايعرف اين هي وهذا يشكل خطرا على اليهود.

ابوشريف: ترامب جاهل في القضية الفلسطينية وربما لايعرف اين تقع فلسطين. 

وعن موقف الحركات الفلسطينية الأخرى ولاسيما حركة "فتح"، صرح ممثل حركة الجهاد الاسلامي في طهران إن الجميع يحترم حركة فتح فهي جزء من التاريخ الفلسطيني والتاريخ الشخصي لكثير من الفلسطينين إلا انها تحولت إلى حزب السلطة واليوم غير مستقلة ولايمكن فصلها عن السلطة وهي سلمت نفسها لمحمود عباس الذي يتحرك تحت نظر نتنياهو.

وتطرق القدومي إلى نقل السفارة الامريكية إلى القدس والتوقعات حول سياسة امريكا المقبلة قائلاً  إذا اردنا أن نكون ايجابياً يجب أن نحكم عليه بأعماله وليس بأقواله، مقارناً ما قاله أوباما ومافعله لخدمة الصهاينة.

وأضاف أن فريق العمل الذي اختاره ترامب يشير إلى ثلاث نقاط بخصوص الشرق الأوسط، أولاً جميعهم ضد الاتفاق النووي وضد منع الكيان الصهيوني من ضرب ايران ، ثانياً هم مع حق اسرائيل في استخدام القوة المفرطة لضرب غزة، ثالثاً الجدية في مهاجمة الاسلام.

ورأى القدومي إن الاهتمام الحقيقي لترامب سيكون في الشرق الأقصى والأدنى إلا ان فريق عمله سيكمل مسيرة امريكا في الشرق الأوسط، مؤكداً إن الفلسطينيين أيضاً سيكملون مسيرتهم في طريق المقاومة.

وأوضح القدومي إن  هذه الحركة ستؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة وبالتالي إلى تفجيرات في المنطقة، وربما هذه السياسة هي قرع لطبول الحرب والجميع عليهم أن يقرأوا تاريخ المنطقة بشكل جيد.

أما أبو شريف فرأى إن قضية السفارة رمزية إلا إنها مغامرة يمكن أن تفجر المنطقة، والفلسطينون لن يسلموا سلاحهم ومستمرون في المقاومة فهم باقون واليهود زائلون، مشيراً إلى إن موازين القوى في العالم تتغير ومن يعتبر نفسه القوة الوحيدة في العالم يجب أن يعيد النظر في مواقفه.

ورداً على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء  عن المصالحة الفلسطينية رأى ممثل حركة الجهاد الاسلامي إن الشعب الفلسطيني يجب أن يتكاتف في برنامج واحد في ظل الغياب العربي، مشيراً إلى ان التاريخ يحمل محاولات عربية لإنهاء القضية الفلسطينية وقفت في وجهها الانتفاضات الفلسطينية وأجبرتها على احترام إرادة الشعب الفلسطيني، معتبراً إن اتحاد الشعب الفلسطيني يجبر الجميع على دعم قضيته.

خالد القدومي: نقل السفارة الامريكية الى القدس سيؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة وبالتالي إلى تفجيرات في المنطقة.

وبين ممثل حركة حماس في طهران إن السبب في عدم الوصول إلى مصالحة هو عدم توصل الحركات الفلسطينية التي تختلف في أشياء وتجتمع في فلسطين إلى برنامج سياسي يبدأ بالثوابت والحقوق، لافتاً إلى إن فلسطين هي المتأثر الأكبر للوضع العربي والاسلامي الحالي، فعدم توفر ظروف المصالحة ورعاتها والتوتر أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية وبالتالي المصالحة، معقباً إن السلطة الحالية في فلسطين هي سبب جديد لعدم المصالحة بين الفصائل متمنياً لحركة فتح عودتها إلى طريق فلسطين وتلبية مبادرة النقاط العشر التي أطلقتها حركة الجهاد الاسلامي.

وحول عملية القدس التي قام بها الاستشهادي فادي قنبر رأى أبو شريف فيها مبادرة ذاتية من الشعب الفلسطيني بالرغم من المناخ غير الايجابي في فلسطين والمنطقة، مبيناً إن هذه العمليات اندفاع ذاتي للشعب الفلسطيني رداً على القمع والإرهاب الاسرائيلي، مشيراً إلى أن ما يميز هذه العملية هو عدم وجود اي حاضنة اليوم للشعب الفلسطيني معقباً لو توفرت أقل الامكانيات لدعم الفلسطينيين لكان الوضع مختلف فبعض الحركات الأخيرة هي حركات يتيمية دون تبني وبالعكس البعض يتصدى لهذه العمليات.

وذكر أبو شريف إن اسرائيل تمارس كل الضغوط على الشعب الفلسطيني فقد اعتقلت السنة الماضية  10 آلاف شخص فلسطيني وهناك أكثر من 600 حاجز  في الداخل إضافة للفصل بين المناطق، مؤكداً إن الشباب الفلسطيني لا يعتبر هذه عوائق حقيقية بل إن العائق الحقيقي هو المناخ العربي الاقليمي السيء، فالضغط الحقيقي على الشعب الفلسطيني هو الوضع الاسلامي والعربي والحركات والسلطة والجميع مقيدون فكل مكان يذهب إليه الفلسطينيون عليهم أن يدفعوا  فيه فواتير من أنواع مختلفة أمّا في فلسطين فتخنقهم الجغرافية المغلقة.

وأضاف أبو شريف إن الصهاينة يدركون ماتؤدي إليه هذه الظروف ويخشونها، فعندما يقرر الشعب الانتحار بشكل جماعي سيكون هناك خطر كبير عليها، موضحاً إن الصهاينة  شعب هش يخاف من أقل خطر ولا يتحمل أشياء كبيرة كالانتفاضات. 

وأشار ممثل حركة الجهاد الاسلامي إن الشعب الفلسطيني لديه قوة وطاقة وحسب بعض الاحصاءات فإن 66% منهم يؤيدون الانتفاضة المسلحة وهم مؤمنون بخيار المقاومة ضد العدو وكل من يقف وراءه، مشددا على "نحن نقدر هذا العمل بالمجمل".

وعلق أبو شريف على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء عن ثقافة المقاومة في الضفة الغربية قائلاً : أهل الضفة الغربية هم اهل المقاومة تاريخياً، وكل الثورات انطلقت من الضفة، وغزة أيضاً لها قاعدة جيدة للمقاومة ولاسيما مؤخراً. ولكن أغلب الأعمال الاستشهادية المسلحة من الضفة الغربية فهناك الآلاف من الشباب المقاوم في الضفة، مبيناً إن المقاومين في الضفة كانوا نشطاء دائماً، وتابع: نتعرض لتصفية دائمة واغتيالات جماعية واضطهاد أمني، ولاسيما سحب السلاح وقطع منافذه عن المقاومين.

وأضاف: بعد عام 2006 قام العملاء باشتراء الاسلحة وسحبوها من الناس، ورغم ذلك استمرت المقاومة بسكين المطبخ والسيارة، لكن الشعب الفلسطيني جبار ومؤمن بعد 100 سنة لاتزال روح القتال تسكن بين الفلسطينين.

وعن موقف الأمة الاسلامية والعربية المزعزع والتخلي عن القضية الفلسطينية رأى القدومي إن الشعوب الاسلامية شيء والمواقف الرسمية شيء آخر، فالشعب الفلسطيني يؤجج شرارة التخلص من الاحتلال ولعل الربيع العربي ثمرة لهذه الروح المناضلة والمقاومة، مضيفاً إن الموقف العربي الرسمي والاسلامي متغير نحو الايجابية فالتطبيع السيء لم يخدم الحكومات ولم يغير شيئاً في حال الشعوب بل إن الدول الأقدم في التطبيع تعيش شعوبها أبشع الظروف.

وأكد ممثل حركة حماس في طهران إن الشعوب العربية لا يمكن أن تطبع مع اسرائيل ويمكن لأي باحث رؤية ذلك مابين السطور في الكتب و والفن بكل أشكاله، معتبراً إن الحكومات العربية لا تستفيد من التطبيع ولا تفيد الشعوب. 

وأضاف:  نحن الفلسطينيون نعتبر الامة العربية والاسلامية هي الحاضنة الأساسية لنا ونرى إن انتصارنا مرهون بوجودنا نحن المقاومين على أرضنا والمبدعين في مقاومتنا.

وتابع القدومي بأن هناك معطيات اجتماعية خلال السنوات العشر الأخيرة تختلف عن السابق فهناك أبحاث في الغرب ودراسات وكتب تدور حول ظاهرة "فناء اسرائيل" هم يحذرون ويدركون ذلك الجميع يتكلمون بالخفاء والعلن عن مستقبل قريب ستنتهي فيه اسرائيل، حتى المستشارين العسكريين يدركون إن مكونات الانهيار وجدت منذ البداية فهم موجودون على وهم وجميع الدول في العالم لديها اليوم مشاكل مع الصهاينة، مشيراً إلى ما ذكره قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي من زوال قريب حتمي لاسرائيل خلال 25 عاماً.

ومن جهته أكد أبو شريف إن هذا الاتجاه العنصري في اسرائيل واضح جداً والصهاينة اليوم يريدون استئصال الآخر ويكرهون الغير بشكل مفرط ويعتبرون أنفسهم فعلاً "شعب الله المختار" ويرون العالم خداماً لهم وهذه العنصرية مؤشر ضخم لزوال اسرائيل فحكومتهم اليوم تتخذ قرارها من المستوطنات، والسياسيون في اسرائيل ينفذون برامج غير استراتيجية لتكسب رأي الشعب، مؤكداً  أن اسرائيل زائلة وهي تخسر كل يوم. /انتهى/

سمات