وحول فوز دونالد ترامب في الانتخابات الامريكية، اوضح ممثل حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" بطهران "خالد القدومي"، في حديث لوكالة مهر للأنباء ،"اننا مازلنا نعيش في نفس النظام الدولي الذي تحكمه اميركا منذ نهاية الحرب الباردة وبالتالي من الصعب ان نتوقع شيء جديد على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية بسبب تغيير شخص. والخبير في السياسة الامريكية يعرف أن الرئاسة الامريكية هي جزء من صناعة القرار وليست كل شيء وبالتالي من الصعب أن نتنبأ بتغيرات دراماتيكية .
واكد ان الشعب الفلسطيني لم يعوّل كثيرا على المجتمع الدولي لانه منذ تأسيس ما يسمى بالمجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة صدرت مئات القرارات ضد الكيان الصهيوني ولكن للاسف الشديد دون نتيجة، فهم لم يستطيعوا أن ينفذوها أو يطبقوها بسبب عنجهية الكيان الصهيوني من جهة وبسبب انحياز هذا المجتمع ورأسه المتشكل من أمريكا لجانب الكيان الصهيوني من جهة اخرى فالفيتو دائما بيد أميركا والقرار والسلاح الاميركي دائما هو الذي يقتل الطفل الفلسطيني في غزة وللأسف الشديد نجدهم عميان أو لايسمعوا أو انهم لايريدوا أن يسمعوا فهم ورثوا حماية هذا الطفل غير الشرعي عن البريطانيين الذين وعدوا بانشاء كيان صهيوني و ذكرى هذا الوعد(وعد بلفور) كانت منذ بضعة أيام .
وقال، لا نريد أن نكون متشائمين نحن لازلنا لم نصل الى التنصيب للرئيس الجديد نحن نحكم على الافعال ولا نريد أن نضع حواجز بيننا وبين أي أحد في العالم نحن شعب منفتح نريد أن نوصل رسالتنا بشكل آمن ومعقول للعالم هناك قوانين وشرعية دولية هم أقروها وهم وافقوا عليها ، نريد تطبيق هذه القوانين وسنحكم على أداء هذا الرئيس الجديد من خلال أفعاله لا من خلال أقواله .
واعتقد خالد القدومي ان هناك تضاد وتعارض كبير بين المضامين التي كان يتحدث بها ترامب خلال حملته الانتخابية التي اتسمت بخطاب كراهية شديدة جدا وبين خطاب النصر الذي قدمه عندما اتصلت به كلينتون وهنأته على الفوز ،قائلا، أيهما نصدق لا ندري هل خطاب الكراهية أم هذا الخطاب و"كما قلت سنحكم عليه من خلال أدائه القادم في فترته الرئاسية ونحن كشعب في هذه المنطقة ، نعتبر ان القرار هو قرار مناطقي دولي أو اقليمي دولي" مشيرا، الى انه في حال نجحت هذه المنظومة في انصاف شعوب المنطقة وليس مصالح القوى الامبريالية والقوى الغربية ، عندها يمكن أن يكون هناك شيء ايجابي وتغيير اما اذا استمررنا كما يقول علماؤنا بعمل ما كنا نقوم به في السابق فلا يجب ان نتوقع أننا سنأتي بنتيجة مغايرة.
وحول مبادرة النقاط العشرة لحركة الجهاد الاسلامي علّق خالد القدومي بأن هذه المبادرة مبادرة طيبة وفي وقتها ونحن أصدرنا بيانا نرحب بهذه المبادرة منوها الى ان المبادرة تتحدث عن ابسط حقوق شعبنا الفلسطيني وتتحدث عن الحوار واصلاح البيت الفلسطيني وعلى اعادة انتباه العالم الى انصاف شعبنا الفلسطيني والجديد فيها أنها عبارة عن مبادرة يجب أن ننتبه لها وهي تدعو الكل الفلسطيني والكل العربي والاسلامي والانساني الى الانتباه الى القضية الفلسطينية قائلا، نحن ندعمها ونتمنى لها التوفيق وبدأنا في غزة في وضع بعض البرامج لنقاش هذه المبادرة ،في حركة حماس، وكذلك قمنا بالدعوة لعمل ندوات لمناقشة هذه المبادرة.
ونوّه الى "ان الاخوة في الجهاد جديون في هذه المبادرة وقد اطلقوها في الذكرى 29 لانطلاقة حركة الجهاد الاسلامي وهي ذكرى مباركة ان شاء الله" ،مشيرا، الى ان الاخوة في الجهاد هم من اقرب الناس الذين يعرفون ضمير ونبض الشارع الفلسطيني،قائلا ،نحن و هم شيء واحد نتعامل على برنامج المقاومة ودحر الاحتلال وتحرير فلسطين وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، معتبرا، ان هذه كلها مؤهلات تصب في صالح المبادرة ، موضحا،انه يوجد في الطرف الاخر، للاسف الشديد، الكياني الصهيوني الذي لا ينتبه لهذه المبادرات .
ويرى خالد القدومي انه من المهم أن يوقف عالمنا العربي الركض والهرولة في مسرح التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفيما يخص المكون في الداخل الفلسطيني لفت القدومي الانتباه في حركة حماس وفتح والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى،قائلا، كلنا عبارة عن مكونات لماكينة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وان أي مكون غير موجود في هذه الماكينة مهما صغر ومهما كبر لن تمشي هذه الماكينة بسلاسة وبالتالي علينا أن ننتبه أن وحدتنا هي الاساس ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في ذلك.
وفي سؤال حول قيام بعض الايادي الصهيونية "منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران" بالتشديد على اظهار وادعاء الاختلاف بين ايران وبين الاخوة في المقاومة الفلسطينية واللبنانية اكد خالد القدومي ان هذه الافعال من ديدن الاستعمار والامبريالية والقوى المناهضة للثورة حيث تحاول أن تضع الخلاف ليس فقط بيننا وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية بل في المنطقة فيما بينها ،بين عربي وعربي وبين سني وسني وسني وشيعي ،هذا ديدنهم ،مبينا، انه يجب علينا أن لا نلومهم يجب أن نلوم أنفسنا فنحن يجب أن نتفق بين بعضنا البعض وان نفهم أن ايران جزء اساسي والعالم العربي جزء اساسي في المنطقة وبدون هذين الجناحين لايمكن لهذا الطائر العظيم ان يحلق ،قائلا ، طائر العنقاء الاسلامي العربي لديه جناحين يجب ان يكونا متسقين حتى نستطيع ان نحلق والا لن نستطيع ان ننطلق ،مضيفا، ان الاستعمار سيبقى يحاول زرع الفرقة فيما بيننا ويجب علينا أن لا ننساق مع هذه الدعاية وأن نوقف هذه الحروب الطائفية وهذه الحروب العرقية والاثنية./انتهى/
اجرى الحوار: محمد قادري
تعليقك