وقال الشمري في حديث لوكالة مهر للأنباء حول رأيه بشأن مستقبل العراق بعد القضاء علی داعش، أن هناك نظرتين تتواجد على الساحة؛ الاولى متشائمة والتي تنظر الى ان العراق انه سيتفكك وسيذهب باتجاه التمزيق والاحتراب الداخلي خصوصا وان البيوتات السياسية الداخلية للشيعة والسنة والكرد فيها تقاطعات كبيرة ومن الصعب لملمة هذه التقاطعات دون عملية جراحية كبرى.
واضاف: النظرة الثانية متفائلة بحذر والتي تذهب باتجاه انه لازالت هناك فرصة كبيرة جدا للتلاقي وترميم الاوضاع وان ٢٠١٨ سيشهد تغييرات كبيرة في الوجوه المتصدية خصوصا مع رغبة القوى بدفع دماء جديدة للعملية السياسية وايضا انطلاق مشروع التسوية الوطنية التي اطلقها السيد الحكيم والتحالف الوطني بجميع قواه الوطنية والتي تحظى باهتمام وطني ودولي واقليمي كبير ، فضلا عن الانتصارات العسكرية والتحولات الاقتصادية وتحسن العلاقات العراقية الاقليمية والدولية.
واكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي في العراق "نحن نذهب مع هذا الخيار لكننا بنفس الوقت ننظر اليه بحذر شديد ونتابع التفاصيل رغم انها تأخذ مساحات كبيرة من الجهد والوقت لكننا مصرين ومصممين على النجاح وهنا لابد من الاشارة الى الجهود الكبيرة والاستثنائية التي يقوم بها السيد الحكيم زعيم التحالف الوطني والتي لولا هذه الجهود والمتابعات والحركات المكوكية في لملمة التحالف الوطني ودفع قواه الى العمل بجدية كاملة في الحكومة والبرلمان والحياة السياسية وكذلك مقبوليته من بقية المكونات والتعدد العراقي والانفتاح العربي والاسلامي والدولي والتفاعل الايجابي منهم اتجاه السيد الحكيم".
وتعليقاً على التطورات الاخيرة في اقلیم کردستان ومواقف السلطات الكردية حول استفتاء عام في الاقليم قال ان الاقليم لايختلف كثيرا عن البيوتات السياسية الاخرى التي تعاني من تصدعات كبيرة داخليه نتيجة الخلافات السياسية والاقتصادية ومحاولات الاستئثار بالسلطة وتقديراتنا ان رغبة الكرد باتجاه الاستفتاء او الانفصال تصطدم بقضايا كثيرة على الارض فمقومات الدولة غير متوفرة والديون كبيرة والاستقرار السياسي مفقود والمحيط الاقليمي ايران وتركيا فضلا عن العراق يرفضون تماما حتى الحديث في الامر والجانب الامريكي غير مشجع لهم ودول الخليج الفارسي اوصلت رسائل بانها مع وحدة العراق ارضا وشعبا ، كل هذه الامور هي معرقلات ومصدات لمشروع الدولة الحُلم وليس بالمدى المنظور ان هذه الدعوات جدية فعلا وهي تستخدم للضغط الداخلي الكوردي اكثر مما هي حقيقة واقعة.
ورداً على سؤال حول التنسيق الأمني بين العراق وسوريا بمجال مكافحة الارهاب اشار الى ان التنسيق ضرورة تفرضها الوقائع على الارض ، العراق وسوريا يعانيان من هجمة ارهابية كبيرة فهم يحاربون اليوم نيابة عن العالم اجمع وهم ينسقون مع بعضهم البعض في كثير من المواطن خصوصا فيما يعرف بغرفة التنسيق الرباعي .
و رأى أن هذا التنسيق لازال غير كافيا ويحتاج الى تعزيز بقدرات التعاون المشترك ، قد تكون ظروف العراق السياسية وعلاقاته الدولية تجعله حذرا في التعامل مع الملف السوري نظرا للتقاطعات الدولية فيه لكنه ايضا يدافع عن مصالحه الاستراتيجية وامنه القومي وقد اخبر العالم "اننا لانتمحور مع طرف ضد طرف اخر بقدر ماننفذ استراتيجيتنا ونحافظ على امننا ومصالحنا".
وفي تقييمه حول علاقات بغداد والرياض أعرب الشمري عن أمله بأن تتطور العلاقات العراقية - العربية بشكل عام ومع السعودية ودول الخليج الفارسي بشكل خاص و"مؤخرا قد ارسلوا رسائل طيبة ورددنا لهم رغبتنا الطيبة" ، معتبرا ان قدر العراق ان يكونوا جيرانه وقدرهم ان يحسنوا التعامل مع هذا القدر ، مضيفا ان العراق يمتلك مقومات النجاح واي انكسار عراقي فانه سيرتد على كل الدول المحيطة به خصوصا السعودية والاردن والخليج الفارسي عموما .
وشدد السياسي العراقي على "أننا نريد السلام ونبحث عنه ونرغب به ونعتقد ان مساحات الالتقاء والتفاهم اكبر من مساحات التقاطع ، لسنا اعداء لأحد اننا نبحث عن الاصدقاء المشاركين معنا بصنع السلام في المنطقة".
وتابع حديثه قائلاً: السيد الحكيم وفي زيارته الى مصر دعا الى مؤتمر اقليمي تشارك به كل دول الجوار العراقي برعاية عراقية-مصرية ونعتقد ان وجود ايران وتركيا والسعودية وبقية الدول على طاولة واحدة يفتح افاق الحوار البناء فانها كفيلة بحل اغلب الاشكاليات القائمة ونأمل ان ننجح في هذا المسعى اذا لم يكن اليوم فغدا انشاء الله.
وفي اشارة الى دور مقتدی صدر المشهد السیاسي العراقي اوضح ان السيد مقتدى الصدر لديه تيار شعبي مهم وهو شريك في العملية السياسية وساهم في الحكومات المتعاقبة وبوزارات محورية وخدمية مصرحاً: نعم لدينا ملاحظات حول بعض الاداءات كما هم لديهم ونعتقد ان الاختلاف في وجهات النظر لايفسد في الود قضية شريطة الالتزام بالدستور ومخرجاته ولانقبل لانحن ولاغيرنا بسياسات فرض الامر الواقع من اي طرفا كان وان الاصلاح يحتاج الى مشروع حقيقي فيه الرؤية والبرنامج والاجراءات المتفق عليها.
وفي معرض رده عن احتمال عودة القوات الامريمية الى العراق وتأسيس قاعدة امريكية على الاراضي العراقية لفت الى ان الامريكيين متواجدون كمستشاريين وخبراء حالهم حال الاخرين و"باعتبارنا شريك مهم في التحالف الدولي الذي نشط مؤخرا بعد ملاحظات كبيرة على ادائه في السنوات السابقة." كما الوزراء في اكثر من مناسبة ان لاوجود لقوات امريكية غير هولاء المستشاريين الذين يتواجدون في قاعدة القيارة وبعض القواعد العراقية الاخرى .
واكد الشمري : كعراقيين وكقوى سياسية نرفض تواجد اي جندي عسكري اجنبي على الارض العراقية فنحن لسنا بحاجة للعديد البشري بقدر حاجتنا للدعم الفني والاستخباراتي والتسليح ، وخير مثال الفتوى التأريخية للمرجعية الدينية في النجف الاشرف التي هب فيها اكثر من مليوني شخص متطوعين للدفاع عن المقدسات وعن المدن وعن المواطنين العزل في المدن الشمالية والغربية وقد نجحنا بشكل كبير وحققنا انتصارات سيسطرها التأريخ ولاننسى ايضا مواقف الاصدقاء ولاسيما اصدقائنا الحميمين في الجمهوريةالاسلامية في ايران ودورها الداعم والمفتوح في مواجهة اخطر التنظيمات الارهابية بالعالم داعش واخواتها.
وحول اسباب عدم انطلاق عملية تحریر تلعفر فی محافظه نینوی ومسار العمليات ضد داعش في الموصل قال ان مسار العمليات في الموصل يتقدم بشكل كبير ولافت وبوقت قياسي وحققت القوات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب والحشد الشعبي انتصارات محققة وبأقل الخسائر وبخطط باغتت فيه العدو ولحقت به الهزيمة ، ولم يتبق سوى ٧٪ من الجانب الايمن من الموصل و"نستطيع القول ان حتى ماتبقى من الجانب الايمن هو ساقط عسكريا تحت تصرف القوات الامنية وجهاز مكافحة الارهاب وخلال ايام قلائل سنعلن الانتصار الكبير".
واضاف ان تلعفر تنتظر اوامر القائد العام للقوات المسلحة السيد العبادي لتحديد ساعة الصفر وهي محاصرة بالكامل معتقداً ان تشديد الحصار على المسلحين من داعش فيها سينهكهم ويقلل من امكانياتهم العسكرية واللوجستية وقد فشلت جميع خططهم الارهابية في كسر الحصار بفضل قوة وحزم قوات الحشد الشعبي.
واوضح أن هناك بعض التدخلات السياسية فيما يخص قرار تحرير قضاء تلعفر وتبقى تقدير الحالة للقيادة العسكرية وقرار القائد العام والحشد الشعبي والقوة التركمانية من ابناء تلعفر جاهزة في اي وقت يراه السيد العبادي مناسبا وهناك تداول وتنسيق كبير ومستمر بين القيادات الميدانية والقائد العام،وسيكون تحريرها مفاجئا للجميع.
وتابع ان قوات الحشد الشعبي حررت الحضر في عملية عسكرية استراتيجية وستتوجه الى القيروان قريبا لقطع الطريق نهائيا بين الموصل والحدود السورية.
وصرح ان تنظيم داعش تنظيم منظم وعقائدي وعدو صعب ول"ولا قوة وعزم العراقيين ولحمة ابنائه لما تمكنا من كسره والانتصار عليه فلديه كل مقومات الدعم المالي والعسكري والامني وممرات العبور المريحة فضلا عن القيادات العسكرية الخبيرة خصوصا من ازلام النظام البائد وقادة الحرس الجمهوري وفدائي صدام وتنظيمات عالمية التحقت به"./انتهى/
اجرى الحوار: محمد فاطمي زاده