كتبت الخبيرة التونسية في الشؤون السياسية د.سهام محمد بن عزوز مقالا لوكالة مهر للأنباء بمناسبة يوم القدس العالمي اشارت فيه الى سياسة الجمهورية الاسلامية في ايران على تجديد العهد مع القضية الفلسطينية معتبرة أن ارض فلسطين هي ارض مقدسة لجميع المسلمين.

وفيما يلي نص المقال:

كانت وصية الامام الخميني (ره) واضحة...ان يوم القدس العالمي هو يوم الاسلام ...يوم احياء الاسلام يوم ينبغي فيه للمستضعفين ان يعدوا انفسهم لمواجهة المستكبرين...يوم ينبغي فيه على كل مسلم ان يجهز نفسه لمواجهة اسرائيل و لابد ان تعود القدس الي المسلمين ...انه يوم الفصل بين الحق و الباطل ويوم انفضاح المتآمرين الموالين لإسرائيل... يوم يجب ان نسعى فيه جميعا لإنقاذ الناس ...يوم انذار القوى العظمى بان الاسلام لن يرضخ لسيطرتها او لسيطرة الخبثاء من عملائها.

ان لهذا الاعلان المقدس بعدا سياسيا وانسانيا هاما فهو يكشف نوايا قوى الاستكبار الخبيثة و يفضح خططها و مؤامراتها على الامة الاسلامية و على فلسطين و القدس .

 تبقى اهمية الاحياء و المشاركة في هذا اليوم دليل على الدور الذي يمكن ان تلعبه الشعوب المسلمة في كافة بقاع الارض لتجديد العهد و الولاء لبيت المقدس اولى القبلتين و مسرى الرسول الاكرم محمد (ص).

و بناء على ذلك يقول الامام الخميني (ره):  "الذين لا يشاركون في يوم القدس موافقون لإسرائيل مخالفون للإسلام"..علّنا بهذا النداء العالمي نفهم حكمة هذا العالم الرباني في الاصرار على اعلان هذا اليوم العظيم ...يوم تجديد العهد مع القدس و مقدساته لتبقى عين المسلمين و عقولهم موجهة  لأرض فلسطين و لا شيء سواها.

لقد دأبت الجمهورية الاسلامية في ايران على تجديد العهد مع القضية الفلسطينية و المقدسات  على ارض فلسطين. و لان ارض فلسطين هي ارض مقدسة و لأنها   مرسى نبّي هذه الامة  صلّ الله عليه و على اله و سلم فهي بقيت و لا تزال قبلة المجاهدين ...و هذا الاحتفال السنوي هو تعديل للبوصلة  و تذكير بعدالة هذه القضية و أحقيّتها.

منذ عدّة ايام و نحن نحتفل بأولى ليالي القدر المجيدة، دكت صواريخ "ذو الفقار" اوكار الارهاب في دير الزور السورية...ذهل العالم لدقة العملية واهميتها ...هذه الضربة الموجعة التي وجهها الحرس الثوري الايراني لداعش في سوريا لم تكن بسيطة ولا هيّنة على ارباب الارهاب و حلفائهم...انطلقت ردود الافعال و التحليلات في كل مكان..صحيح ان الصواريخ البالستية الايرانية التي انطلقت من غرب ايران سقطت في دير الزور السورية لكنها انفجرت سياسيا في كل عواصم القرار في العالم...هي خطوة عسكرية مهمة و خطيرة بمفاعيل استراتيجية لن تتوقف عند حد ضرب اوكار داعش و معسكراتها في سوريا بل ابعد من ذلك بكثير. لقد اكد العديد من السياسيين الايرانيين بان هذا الهجوم قد  نجح في تحقيق الاهداف المطلوبة و هو مجرّد تحذير ناعم لكل القوى الاستكبارية الداعمة للإرهاب...

الملفت في هذا الحدث المفاجئ و هذه الخطوة العسكرية والاستراتيجية الهامة ان مفاعيله لم تقف عند الحدود السورية بل تخطتها الى عتبة الكيان الصهيوني الذي ابدى خوفه وارتباكه وسخطه محاولا توجيه الرأي العام العالمي نحو اهمية مواجهة الجمهورية الاسلامية الخطر الاكبر على استمرار وجود كيانه و  سياساته القمعية في المنطقة...

ان يوم القدس العالمي و ان كان بحق يوم  لتجديد العهد و الولاء لأرض فلسطين و مقدساتها ...إلا ان الاصل هو يوم لتجديد العهد في المواجهة مع هذا الكيان الغاصب الارهابي و الداعم للإرهاب ...

انّ صواريخ "ذو الفقار"  حملت اعظم واقوى الرسائل لكل ارباب الارهاب وداعميه في المنطقة والعالم انّ الحق يعلو ولا يعلى عليه وانّ سواعد المجاهدين في هذه الامة ليست ببعيدة عن ارض فلسطين ...

هي رسالة لن تتوقف مفاعيلها ...فهمها العدو و الصديق...قبلتها كانت و لا تزال كل اوكار الارهاب و داعميهم...و ليست فلسطين ببعيدة.

سمات