وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: تعتبر القدس ركن من أركان الثورة المباركة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسنة عن سنة تزداد الحشود المليونية في ايران للمشاركة في هذا اليوم التاريخي، يوم القدس العالمي هذا العام يأتي مختلفا عن السنوات الماضية، فقد فقدنا قادة أعزٌاء عملوا لتحرير فلسطين، على رأسهم سيد الشهداء "شهيد الأمة" سماحة السيد حسن نصر الله" رضوان الله عليه" ودائما نتذكر كلماته انه خرجنا من عصر الهزائم ودخلنا بعصر الانتصارات وبإذن الله القدس ستتحرر على يد المؤمنين والشرفاء كما قال الامام المغيب سماحة السيد موسى الصدر، وعليه يوم القدس العالمي لم يعد على مستوى المنطقة العربية والإسلامية بل بات يوماً سنوياً يجتمع فيه كلّ الأحرار في العالم للتضامن مع القضية الفلسطينية حيث أصبحت فلسطين قضية كلّ حر وشريف في العالم.
حول اهمية يوم القدس العالمي، أجرت مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع، امين السر في مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين، سماحة الشيخ، علي خازم، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
ما هي الدلالات والرسائل التي حملها احياء يوم القدس العالمي، سواء ما يخص الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال او شعوب العالم كافة؟ وهل ترون ان هناك خصوصية للاحتفاء بهذا اليوم في هذا العام؟ وهل يعتبر ذلك جزءا من نصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة التغول الامبريالي الصهيوني على حقوقه؟
جاء إعلان الإمام الخميني رضوان الله عليه يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس من منطلق جعل القضية الفلسطينية قضية إسلامية عامة تحاكي ضمائر جميع مسلمي الأرض، بل ضمائر كل من يشعر بحد أدنى من الإنسانية.
إن يوم القدس العالمي هو يوم لإحياء الإسلام في قلوب جميع المسلمين، وذلك للحفاظ على وحدة الأمة الاسلامية ونصرة الشعب الفلسطيني، ورفض بقاء القدس أسيرة.
إن جميع المسلمين مطالبون بدعم مواقف الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانب نضاله من أجل استعادة حقوقه المشروعة، وإن القضية الفلسطينية ليست قضية لاجئين وإنما قضية تحرير شعب بأكمله من براثن الاحتلال الاسرائيلي.
إن إعلان الإمام الخميني رضوان الله عليه إحياء يوم القدس العالمي أعاد القضية الفلسطينية الى الخطاب السياسي من جديد، كما فرض لغة جديدة في التعاطي مع القضية العادلة للشعب الفلسطيني.
وهذا العام يتميز إحياء يوم القدس بخصوصية توافقه مع تجدد الطغيان الإسرائيلي المدعوم غربيا بارتكاب افظع المجازر في ممحاولة لإبادة الشعب الفلسطيني جسديا بعد العجز عن إيقاف وإطفاء جذوة المقاومة في عقله وفي قلبه. وهذه المشاهد المفجعة من جهة عدوانها والمشرفة من جهة صمود وصلابة وصبر وثبات أهل فلسطين تستدعي المزيد من المبادرات من شعوب العالم وخصوصا الشعوب المسلمة.
إن نصرة المظلوم واجب عيني على كل مسلم ويتأكد اليوم في نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه بكل ما يمكن وعلى كل المستويات.
هل كان الامام الخميني (قدَّس الله سره) يقصد ربط قدسية الشهر الفضيل وهو من اعظم الشهور عند الله تعالى بقداسة القضية التي يمثلها الجهاد من اجل القدس والمسجد الاقصى والاماكن المقدسة الاخرى؟ وما هي الابعاد الروحانية لهذا الربط وتعزيز مكان القدس في الاجيال المسلمة المتتالية؟
كان الفلسطينيون يعتبرون آخر يوم جمعة في شهر رمضان ذا خصوصية ويسمونه "الجمعة اليتيمة" حتى جاء إعلانه من الإمام الخميني يوما عالميا للقدس فاكتسب بذلك خصوصيات من عدة جهات ، اولها إخراجه من الحالة الفردية للمسلم الفلسطيني الذي كان يقصد القدس للعبادة ليصير حالة تمس الأمة بكل كيانها في ربط مقدس بين احد اهم الواجبات العبادية وبين الإهتما بشان تحرير بيت المقدس.
وثاني هذه الجهات هو ممارسة الضغط على حكومات العالم الإسلامي خصوصا وكل الحكومات لبذل كل الجهود لتحرير فلسطين وانقاذ الشعب الفلسطيني مما يتعرض له من مجازر.
إن استمرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركات المقاومة والشعوب الإسلامية في إحياء يوم القدس يشكل رافدا مهما في ابقاء قضية فلسطين وتحريرها قضية حية ومقدسة في وجدان الأمة، وينشئ جيلا يحمل الرسالة إلى الأجيال اللاحقة التي نأمل أن لا تتأخر في نصرة القضية وانهاء المشروع البغيض، كما أنه يشكل رادعا للعملاء دعاة التطبيع مع العدو .
/انتهى/
تعليقك