وفي تحليلٍ عسكري قال الخبير العسكري الجفا في حوار حديث خاص لوكالة أنباء مهر أنّ التقدم نحو الشولا من الشمال والبدء بالتمهيد على كباجب من محور شمال شرق السخنة، سيكون بهذه الحالة تمّت السيطرة على داعش، وتفكيك خطوط النار الهجومية حول دير الزور من الجنوب والغرب، والبدء ببناء خطوط دفاعية حول جبهات المدينة والتحول من الهجوم إلى الدفاع لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
وبين أنّ المدة الزمنية لمعركة فك حصار دير الزور قد تنفذ خلال شهر أو أقل، لكن الأولويات والمفاجآت قد تغير سير المعارك، أو فتح جبهات أخرى فيما لو حدث تدخل أو انتكاسة في إحدى جبهات المعارك المشتعلة في سوريا.
ولفت الجفا إلى أنّ إسقاط مدينة السخنة هو تفكيك الحلقة الأولى من حصار دير الزور وبمجرد بدء التمهيد الناري على خطوط الصد في دير الزور سيتيح لقوات الجيش المحاصرة في دير الزور التملص من القبضة الحديدية التي فرضها داعش على المدينة والبدء بعملية الهجوم من الداخل، وهنا تصبح داعش بين خطي نار وسيؤدي ذلك الى سرعة فك الحصار عن دير الزور.
وقال أنّ ما تتعرّض له الرقة من عمليات التدمير الممنهجة للمدينة واستهداف المدنيين المحاصرين واجبار عشرات الآلاف على النزوح هو خطة أمريكية كردية مشتركة، تهدف إلى عملية تطهير عرقية وإحلال مكونات غريبة عن أصحاب الأرض تمهيدا لأي مشروع تقسيمي انفصالي لشمال سورية، مؤكّداً أنّ سوريا لا يمكن لها أن تتخلى عن الرقة ولا يمكن أن تسكت عن المشروع الأمريكي، وستتوضح معالم التصعيد والمواجهة في الموقف السورية بعد الانتهاء من المعارك مع داعش في دير الزور.
وأوضح الخبير العسكري الجفا حول نتائج معركة جرود عرسال أنّه بانتهائها تمخّض عنها إضافة 10 آلاف مواطن ما بين مسلح وبيئته الحاضنة والذي رفضوا أن يدخلوا في أي مشروع مصالحة مع الدولة السورية.
وأضاف أنّ عملية النزوح وازدياد أعداد المقاتلين في إدلب وتنوع مرجعياتهم القيادية المحلية والإقليمية وهيمنة النصرة على إدلب والتهديدات الأمريكية بأن هناك عمل عسكري ينتظر إدلب بسبب استحالة تخفيف الغلو والتطرف في توجهات جبهة فتح الشام يؤشر إلى عملية عسكرية شاملة في المحافظة ستكون تركيا رأس حربتها مع إمكانية حدوث انقسامات ومبايعات جديدة لأحرار الشام ستغير موازين القوى لصالح التيار المعتدل في جبهة فتح الشام.
وتابع الدكتور الجفا أنّ إدلب هي عقدة التوازنات الدولية في المنطقة وقد تشهد أيضا تحركا عسكريا لسوريا وحلفائها انطلاقا من ارياف اللاذقية وشمال حماه.
وأشار إلى أنّه إن تم تأجيل هذه العملية وأعطيت هذه الفصائل مهلة زمنية على الأرض مع إعادة تفعيل الدعم الغربي فقد تقدم على عملية عسكرية على إحدى جبهات حلب الغربية أو ريف حماه الشمالي لكن هذا مستبعد حاليا إلا إذا كان هناك انقلاب في مواقف إحدى الدول الفاعلة في الملف السوري./انتهى/