اكد مساعد الخارجیة الایرانیة للشؤون القانونیة والدولیة عباس عراقجي ان الاتحاد الاوروبي يعتبر الاتفاق النووي ضمانا لأمن المنطقة موضحاً ان الاوروبيين یرون بان الشرق الاوسط من دون الاتفاق النووي سوف لن یكون اكثر أمنا.

وفي حديث للتلفزيون الايراني قال عباس عراقجي مساء امس السبت: ان ايران تواجه منذ اكثر من عام محاولات ترامب لتقویض الاتفاق النووی او على الاقل اجراء تعديلات فيه.
واضاف ان امیركا بذلت قصارى جهدها لجعل الحلفاء الاوروبیین مواكبین لها بهدف ممارسة الضغط على ايران للتفاوض من جدید حول الاتفاق النووي وایجاد تغییرات فیه الا انها فشلت في كل محاولاتها الواحدة تلو الاخرى.

واضاف رئيس لجنة متابعة تنفيذ الاتفاق النووي، اننا نخوض مواجهات في مختلف الجبهات وكان العام الاخير عام المواجهة الدبلوماسية حول الاتفاق النووي بيننا وبين ترامب الذي حاول الضغط علينا والدخول في مفاوضات جديدة ومعالجة مآخذ الاتفاق النووي حسب زعمه.
وتابع مساعد الخارجية الايرانية، لقد قال ترامب مرارا بان الاتفاق النووي هو الاتفاق الاكثر خزيا الذي وقعته اميركا وهو يكرر هذه العبارة الآن ايضا وسيقول مستقبلا بان الاتفاق هو اسوأ اتفاق لبلاده وليس في مصلحتها ولكن في هذه الحرب الدبلوماسية استطاعت ايران وبصورة لا سابق لها من ان تفصل الحلفاء الاوروبيين عن اميركا وان تجعل اميركا في عزلة كاملة حتى ان حلفاء اميركا الاوروبيين لم يوافقوا ترامب الراي حول ايجاد تغيير في الاتفاق النووي.
واضاف، ان اوروبا اتخذت موقفا واضحا بهذا الصددد واكدت بان الاتفاق النووي انجاز دولي وغير قابل للتفاوض من جديد ولا بد من الحفاظ عليه وقالت ايضا بانه لو قمنا بتقويض هذا الاتفاق فلا احد يثق بنا بعد الآن.
واشار عراقجي الي ان ترامب تحدث بحدة ضد ايران واحال الاتفاق النووي الى الكونغرس في اكتوبر الماضي الا ان موغيريني وقبل ان يتحدث روحاني، ردت على ادعاءات ترامب وبصفتها المفوضة العليا للاتحاد الاوروبي دافعت بكل حزم عن الاتفاق النووي.
واعتبر اجتماع مجلس الامن حول احداث الشغب الاخيرة في ايران والذي ارادته اميركا ان يخرج بالتنديد بايران قد تحول الى تأييد لايران والاتفاق النووي مما فرض المزيد من العزلة على اميركا.
واعتبر ان من الخطأ التصور بان دفاع الاتحاد الاوروبي عن الاتفاق النووي هو من اجل المصالح الاقتصادية، لافتا الى ان اجمالي حجم التجارة الاوروبية مع ايران والذي ازداد بعد الاتفاق النووي لا يتجاوز الان 20 مليار دولار فيما اجمالي حجم التجارة الاوروبية مع اميركا يفوق 600 مليار دولار.
واعتبر ان اسباب دعم الاتحاد الاوروبي للاتفاق النووي تعود لعدة امور وهي؛ اولا ان الاتحاد عمل كمنسق للاتفاق وثانيا ان الحفاظ على الاتفاق يعني الحفاظ على مصداقية اوروبا والغرب والثالث هو ان اهمية الاتفاق النووي للاتحاد الاوروبي تعد اهمية امنية، واضاف، الاوروبيون يرون بان الشرق الاوسط من دون الاتفاق النووي سوف لن يكون اكثر أمنا.
واوضح عراقجي انه حينما رأى الاميركيون انهم لا يمكنهم تقويض الاتفاق النووي واعادة الحظر سعوا لخلق اجواء سلبية للحيلولة دون الاستثمارات طويلة الامد والتعاون الاقتصادي بعيد المدى وتخويف الشركات الاقتصادية وبث القلق لديها لثنيها عن التعامل مع ايران واضاف، لقد نجحوا في ذلك الى حد كبير ولكن رغم ذلك كانت هنالك استثمارات بعيدة الامد من شركات اوروبية كبرى مع ايران، اذ ان توتال وقعت عقدا مع ايران باكثر من 5 مليارات دولار ووقعنا ايضا عقودا مع بيجو وايرباص وآي تي آر ، وقبل يومين تم توقيع خط ائتمان بقيمة 5 مليارات دولار مع ايطاليا، فكل هذه الامور تحققت لكنها لم تكن بمستوى توقعاتنا بسبب الاجواء السلبية التي اختلقها الاميركيون./انتهى/

سمات