اعتبر المحلل السياسي اللبناني "فيصل عبد الساتر"، انه لم تتغير طبيعة الانقسام اللبناني ربما تغيرت موازين القوى وان الرسائل الداخلية من هذه الانتخابات وهي انتصار المقاومة وحلفائها من جميع الاطياف والمذاهب وهذا لم يكن موجودا في الاتفاق السابق.

وكالة مهر للأنباء: اشار المحلل السياسي اللبناني "فيصل عبد الساتر"، الى انه على الرغم من ان العملية الانتخابية تاخرت تسع سنوات وهذا بسبب الانقسامات الحاصلة في لبنان ولكن الان القانون الحالي انهت حالة الثنائية وتقديم لبنان على اساس انه فريقين لا اكثر وانما فسحت المجال للكثيرين مما تم اقصائهم في الانتخابات السابقة.

وفيما يلي نص الحوار مع المحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر وهو يوضح المشهد الانتخابي وانعكاساته ما حصل خلال الانتخابات لمراسلة وكالة مهر للأنباء:

س: ما يميز الصوت التفضيلي عن قانون النسبية في الانتخابات؟ وما هي تاثيرهما على المشهد الانتخابي في لبنان؟

الصوت التفضيلي هو شيء مشوه لقانون النسبية عموماً المعتمد في العالم ولكن بما ان لبنان يعتمد على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين بعدد المقاعد الانتخابية وبالتالي اذا ما جرت الانتخابات على اساس النسبية بالكامل مع الطائفية لا يمكن احتساب الرابح والخاسر فيصبح هناك صعوبة واستحالة في احتساب من هو الرابح والخاسر وكيفية الاحتساب لذلك جاء الصوت التفضيلي على اساس ان الصوت التفضيلي يحدد الخاسر والرابح ومن أي طائفة ومن أي مذهب في الدائرة التي انتخب فيها.

وللصوت التفضيلي تأثير كبير اولاً عندما نتحدث عن دائرة انتخابية فيها عشرة نواب او عشرة مرشحين عمليا الطريقة التي تجري فيها الانتخابات هو عدد المقترعين قسمة لعدد مقاعد المخصصة في هذه الدائرة فيأخذ الحاصل الانتخابي يعني اذا كان هناك لدينا عشر مرشحين ومئة الف مقترع يصبح الحاصل الانتخابي لكل مرشح عشرة الاف صوت وما فوق ومن هو دون عشرة الاف صوت لايربح وبالتالي جاء الصوت التفضيلي ليميز بين من هو سني ومن هو شيعي ومن هو ارثدوكسي وكاثوليكي والخ... ويحتسبون اللوائح المتنافسة من كان هو له ارجحية معينة على لائحة معينة سيؤخذ بالصوت التفضيلي ليفوز بشرط الحصول على الحاصل الانتخابي وحتى لو كان الصوت الانتخابي عاليا ولم يكن هناك حصل انتخابي للائحة فانها تسقط.

س: كيف تقيم نتائج الانتخابات التي اجريت في لبنان بعد نحو عقد؟ ما هي رسالات هذه الانتخابات للاطراف الداخلية والاقليمية؟

لابد ان نشيد بهذه الانتخابات على الرغم ان العملية الانتخابية تاخرت تسع سنوات وهذا بسبب الانقسامات الحاصلة في لبنان. الان ما طرح في الانتخابات الحالية قانون النسبية بالطبع كان هناك تشوهات وثغرات كبيرة واعتقد ان الطبقة السياسية والمجلس الجديد سوف يعكس  على انهاء مثل هذه الثغرات ليتفقوا على قانون اما بتطويره او التقليل من ثغراته.

الرسائل الداخلية الموجهة من خلال هذه الانتخابات اولا عززت روح المشاركة لدى اللبنانيين واعطت مساحة لمن كان مقصياً بالانتخابات السابقة ان يكون له ممثلاً وكل جهة وكل قوى وكل حزب سياسي في لبنان يستطيع ان يكون له ممثلا بحسب قوته وانتشاره ام من حسنات هذا القانون انه اعاد تشكل الاحزاب والقوى السياسية بطريقة مناقضة للطريقة التي كانت سائدة قبل وهي قسمة بين فريقين وكأن البلد فقط مقسوم بين 8 و14 اذار والان اعادة هذا الخلط وهذا التشكل ربما يتيح ان يكون هناك  العديد من القوى التي ممكن ان تأتي بشعارات وتلاشت كل الانقسامات السابقة بهذا المعنى الثنائي. بالطبع الان لم تتغير طبيعة الانقسام اللبناني ولكن ربما تغيرت موازين القوى اذا الرسائل الداخلية هي انتصار المقاومة وحلفائها من جميع الاطياف والمذاهب وهذا لم يكن موجودا في الاتفاق السابق.

ثانياً هو رسالة للمجتمع الدولي والاقليمي الذي كان يحاول عزل المقاومة وكشفها واستعمال كل ما يلزم في هذا الاطار. بينما المقاومة ليست قوية فقط لان العنصر البشري فيها قوي وان السلاح والمواجهة والارادة بل ان هذه اللمقاومة داخلة في عمق النسيج اللبناني اكثر بكثير مما تصوره البعض سواء في الشمال اللبناني او بيروت وفي مختلف المناطق فضلا عن الجنوب وبعلبك الهرمل مركز الثقل الشعبي والحاضنة الشعبية للمقاومة. وهذه رسالة اعتقد ان الامريكي فهمها والسعودي والعدو الاسرائيلي كذلك الامر والثلاثة هؤلاء كانوا يعملون بشكل مشترك وواضح لاسقاط حزب الله او المقاومة في لبنان.

س: لماذا نشهد حملات واصوات مشبوهة داخل لبنان لتشويه او تشكيك في نتائج الانتخابات؟

ليس هناك تشكيك في النتائج حتى الان لم نسمع ان احد قام بهذا الامر اما اذا كان القصد خروج البعض في مواكب سيارة ويجولون في المناطق وفعلوا العديد من المشكلات امس وقبل امس اعتقد ان هؤلاء يتصرفون من تلقاء نفسهم وليس موجهين من احد من القيادات السياسية لا في الاطرف الموجودة فيه المقاومة اعني هنا حزب الله وحركة امل ولا في الطرف الاخر كتيار المستقبل الذي اعتبر انه خسر خسارة كبيرة وهناك توجيه ليكون هناك افتعال او اصطدام ومشاكل في الشارع .

ونعترف ان الذي حدث غير مقبول ويجب على الحكومة الا تسمح به وهو اعتداء غير مبرر على الاطلاق مهما كانت الحماسة او الغيظ من خطاب تيار المستقبل او غيره ولكن هذا لا يبرر لهم ان يتصرفوا بهذه الطريقة. كما لا يحق لتيار المستقبل وجمهوره ان يجعلوا من هذه القضية وكأنها اعتداء مقرر سلفاً او كان هناك توجهياً له.

س: هل تتوقع وقوع اشكالات في شوارع لبنان على غرار ما حدث في بيروت؟ وما هو موقف حركة امل وحزب الله من اي تحرك استفزازي؟

اولاً من غير المقبول و لا يمكن لنا ان نسمح جميعنا كمواطنين او انصار لاحزاب بأي شكل من اشكال الاستفزاز وهو مرفوض من حزب الله وحركة امل و التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والقوات اللبنانية غيرهم ومن المعيب جعل خطوط تماس بين اللبنانيين. وبكل صراحة ان ما حدث امس وقبل امس نحن نتحمل مسؤوليته البيئة الحاضنة للمقاومة وكان المطلوب ان نحسم مثل هذا الهرج ولكن كما هو معروف ان الناس في بعض المواقف يتصرفون بطريقة عشوائية بحماس وكأنها مباراة لكرة القدم يخرج الرابح للشارع و لا يفكر بكيفية ردود الافعال التي قد تحدث اذا ما قام بعمل معين. وهذه اعمال مرفوضة بالمطلق واعتقد انها لن تتكرر ونأمل ذلك./انتهى/

اجرت الحوار: شيرين سمارة

سمات