وأفادت وكالة مهر للانباء نقلاً عن مركز الاعلام الفلسطيني أننائب قائد حماس في غزة خليل الحية أكد أنّ الاحتلال يسوق الوهم لشعبه بالحديث عن تقدم في صفقة تبادل الأسرى، مؤكدًا جهوزية حركته لعقد أي صفقة "على أصولها والعدو يعرف ما هو المطلوب منه".
وقال الحية أنّ "الحديث عن صفقة التبادل مسار لا يجوز اللعب فيه بأعصاب الناس، وعلى قيادة العدو أن تكف عن بث الوهم والكذب على شعبها وعوائل الجنود الأسرى لدى كتائب القسام".
وأكد الحية في تصريح صحفي لاسبوعية "الرسالة" المقربة من الحركة ترحيب حركته بأي جهد من شأنه أن ينهي الحصار، "بلا أثمان سياسية أو اشتراطات"، فغزة جديرة بأن تعيش بأمن وأمان، كونها رافعة للمشروع الوطني.
وشدد الحية على أن غزة "لن تكون ضمن مشاريع تصفية القضية"، مؤكدًا على وحدة الشعب الفلسطيني وأرضه في الضفة وغزة، "فهي لا تقبل القسمة ولا الانفصال عن بعضها البعض".
وفي غضون ذلك، كشف الحية عن محددات حركته لاستئناف المصالحة مع فتح، "فالمصالحة تبدأ بـرفع كل العقوبات عن غزة، كونها تمثل جريمة وطنية وانسانية وتعتبر عارًا على كل فلسطيني ينسق مع الاحتلال في الضفة وينسق معه في خنق وقتل قطاع غزة".
ويتمثل المحدد الثاني في التوافق على عقد اجتماع مجلس وطني توحيدي يجمع كل مكونات الشعب الفلسطيني لتطبيق كل ما جرى التوافق عليه، من "انتخابات عامة في التشريعي والرئاسي والوطني"، وهذه هي الخطوات الحقيقية لمن أراد المصالحة.
وطالب الحية حركة فتح بمراجعة مساراتها في قضية المصالحة، واعادة قراءتها لمواقف حماس الاخيرة منها، "فيجب أن تذعن وتقر بأنها أخطأت في قراءة مواقف حماس بمسيرة المصالحة، وعليها أن تستجيب للمطالب الوطنية الداعية لرفع كل الاجراءات الانتقامية عن القطاع".
وأوقفت حركة "فتح" مسار المصالحة بعد مسرحية محاولة استهداف رئيس وزراء فتح رامي الحمد الله، حيث ادعت الحركة أن حماس من تقف خلف هذه المحاولة، قبل أن تكشف الأخيرة عن وقوف جهاز مخابرات رام الله خلف الحادثة.
وذكر أن مسيرات العودة أثمرت بتعزيز هذه الوحدة التي تجسدت في البعد السياسي والأمني بالقطاع، قائلاً "الضفة وغزة مصير مشترك ومن يراهن على تجزئة الشعب فهو واهم". موضحاً بأن لهذه المسيرات رسالة مفادها بأن الشعب الفلسطيني شعب موحد بآمال وأهداف وآلام واحدة.
وأضاف: " أهمية هذه المسيرات تكمن في تعزيز رسالة الشعب الفلسطيني بأنه حي وقادر على أن ينتزع حقوقه من جلاديه، وهي لا تقبل ببقاء الحصار على قطاع غزة إطلاقاً"، مشيراً إلى أنه آن الأوان لكل المراهنين على إرادة الشعب الفلسطيني، بأن يدركوا بأنه شعب قوي وغلاب ولا يُمكن كسره.
وأشار الى أن مسيرات العودة جاءت للتصدي للمؤامرات ومحاولات التصفية لقضيتنا، مؤكداً على أن غزة اليوم بهذه المسيرات العودة تصنع معادلات جديدة مع الاحتلال.
وأوضح أن مسيرة العودة تعكس اصالة شعبنا ورباطة جأشه وانه شعب مثابر ولم تؤثر فيه محاولات كي الوعي أو كسر ارادته، مبينا أن هذه المسيرة استمرت كلون من ألوان المواجهة مع العدو.
وبيّن الحية أن هناك خمسة أهداف رسمتها مسيرة العودة وبدأت تتحقق أولها احياء قضية العودة وقرار العودة الذي حاول القريب والبعيد ان ينسى الشعب هذا الحق المتمثل في ضرورة رجوع اللاجئين لأراضيهم.
وشدد على أن المسيرة أعادت قضية العودة إلى الواجهة وهي جوهر القضية، منوها إلى أنها انطلقت في الوقت الذي كان يراد لغزة ان تكون بوابة صفقة ترامب، وأثبتت للعالم أن غزة عصية على الانكسار وهي الجبل الاشم التي تتحطم عليه كل التحديات.
وتابع "المسيرة أعادت الوجه القبيح للاحتلال في ظل الهرولة الى التطبيع وكسب رضى الاحتلال وكشفت عورته وفضحته كعدو وكيان يحتل ارض الشعب الفلسطيني".
وأشار القيادي في حماس إلى أن مسيرة العودة كانت صفعة للاحتلال والامريكان الذين أرادوا ان يبرروا نقل السفارة الامريكية للقدس في تزييف واضح للتاريخ، موضحا أن غزة لطمت العدو بصفعة قوية على وجهه عبر تحويل ذلك اليوم تاريخي إلى يوما أسود على الاحتلال وأمريكا.
ولفت إلى أن الهدف الخامس هو وضع حصار غزة على طاولة كل العالم الذي بدأ يتحرك من أجل تخفيف هذا الحصار خشية من الانفجار في وجه العدو. /انتهى/