قال رئيس الهيئة الاستشارية والناطق الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان والخارج محمد صالح الموعد إن مدرسة الحسين مدرسة وحدوية تعلم النضال والبطولة والمقاومة والانتصار على الظالمين والإيثار والتحدي.

 أجرت وكالة مهر للانباء مقابلة مع رئيس الهيئة الاستشارية والناطق الرسمي لمجلس علماء فلسطين في لبنان والخارج محمد صالح الموعد تطرق خلالها إلى الثورة الحسينية والدروس التي يمكن للمسلمين أن يستلهموها من هذه الثورة الإصلاحية الكبرى.

وإلىكم: نص المقابلة :

س:   فمار رأيكم يما يتعلق بمكانة الإمام الحسين في العالم الإسلامي بمختلف طوائفه؟

نحن في أيام عاشوراء وهذه المناسبة تتعلق بالإمام الحسين (ع)، والامام حسين يتعلق بكل المسلمين وهو من آل بيت رسول الله وحفيد النبي صلى الله عليه وسلم وابن الامام علي بن إبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، أول فتى في الاسلام وابن عم رسول الله (ص) وتربى في بيته وخليفته، وهذا الرجل الكريم الطيب الذي ولد في الكعبة تزوج بفاطمة الزهراء بنت النبي (ص) وأنجبت الحسن والحسين (ع) وباقي الأولاد، وطبعاً مكانة آل البيت عند كل المسلمين مكانة عظيمة وهم لكل المسلمين ومن يتكلم بغير ذلك يخرج من الدين، وبالتالي نحن نجتمع على حب آل بيت رسول الله (ع) وعلى حب الامام علي وفاطمة والصحابة، وعلى حب كل من كان مع رسول الله (ص).

الامام الحسين (ع) حقيقة تجتمع عليه الأمة وهو حفيد النبي (ص) كما أسلفت خرج من أجل الحق وقتل في كربلاء وهناك إجماع عند كل المسلمين أنه قتل مظلوم وعطشان وتكالب عليه الأعداء وقتلوه وظلموه ورفضوا كل الاقتراحات وكان الهدف من وراء ذاك هو القضاء على جذوة الاسلام المحمدي الاصيل.

وهنا إجماع عند كل المسلمين  على أن من قتلوه مجرمين ظلمة قتلة، هؤلاء أنفسهم ذهبوا إلى المدينة ونكلوا ووسلبوا واغتصبوا وقتلوا الآلاف، ومقتل الإمام الحسين (ع) ليس صعبا على هؤلاء الظالمين المنافقين القتلة المجرمين. إجماع السنة جميعاً وكل المسلمين إن من قتل الإمام الحسين (ع) هم مجرمون.

إذن الامام الحسين (ع) هو لكل المسلمين موقفه موقف حق، جهاده جهاد حق، وشعاره شعار حق، وكلمته كلمة حق، وبالتالي هو جدد في دين النبي محمد (ع) في موضوع الثورة الحسينية التي استشهد هو ومن كان معه من أصحابه وأبنائه لإجلها، والشعار هنا كان واضحا انتصار الدم على السيف، انتصار الدم النقي الذكي على هؤلاء الظلمة، الذين سيلاقون ربهم عزوجل وهم آيسون من رحمة الله عزوجل لما فعلوا بمقتل ابن بنت رسول الله (ص) وسبطه، وهناك عشرات الأحاديث عن الامامين الحسن والحسين (ع) وكيف تكلم عنهم الرسول (ص) وعلى هذه الأحاديث إجماع حول مكانتهما وهو مذكور عند أهل السنة، ولهم في ذلك أقول وأشعار ومحبة ومودة لآل بيت الله، ونحن في صلاتنا في التشهد الأول والثاني نقول اللهم صل على محمد وآل محمد، ودائماً صلاتنا تكتمل بالصلاة على محمد وآل محمد (ص)، وكلنا نحن أهل السنة والجماعة نحب محمد (ص) وآل محمد وكل مسلم حر شريف عقيدته سليمه يحب الحسين ومع الحسين وضد كل من شارك في مقتل الحسين (ع) ومن استشهد معهم، رضي عنهم جميعاً ورحمهم الله.

ولكل الظالمين الذين قتلوهم وظلموهم و فتكوا بهم ورفعوا كل الخطوط الحمراء، نقول حسابهم عند الله عسير وفي جهنم وبئس المصير لأنهم اعتدوا على حرمة رسول الله (ع) وسفكوا دمائهم الذكية البريئة التي ارادت الاصلاح بدين محمد العربي (ص) ,,, وإصلاح الأمة من هؤلاء الظلمة الذين جاؤوا بفرية على الإسلام وجعلوا منه ملكاً لهم فقط وليس دعوة وليس دين وليس إسلام محمدي أصيل بل قتل وغنائم وافتراءات وانتقامات وسفك دماء، وكأنهم لا يحسبون ايّ حساب للآخرة ولا للقبر ولا لعذاب الله وصدر عنهم كلام كبير يدل على انهم بعيدين كل البعد عن هذا الدين، الويل لهم يوم القيامة حسابهم عسير، ونسأل الله أن يجمعنا بآل محمد وآل بيته الطاهرين.

س: كيف يمكننا ان نتعلم من مدرسة الإمام الحسين دروساً تساعدنا على توحيد الصف الإسلامي؟

الإمام الحسين هو إمام لكل المسلمين يجمع الامة على حبه وعلى نسبه وعلى قربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الأحاديث التي جاءت بحقه وبحق أخيه الحسن وبحق آل بيت رسول الله، إذن فالمدرسة الحسينية هي مدرسة وحدوية جامعة، مدرسة الحق والجهاد والبطولة والنضال والمقاومة والانتصار على الظالمين والايثار والتحدي وكان دائما الشعار للامام الحسين "هيهات منا الذلة" وهذا الشعار اليوم محبب لكل المسلمين واليوم يرفع من شأنهم ومن قوتهم ومن عضدهم ودائما نقول نحن أمة أعزنا الله بالإسلام ومن يبتغي العزة بغير الإسلام أذله الله وهذا ما قام به الإمام الحسين أخذ العزة بالإسلام وبدين جده محمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وبالكعبة الشريفة وكان موقفه موقف تحد والآن نتعلم من مدرسته كيف نتحدى الظالمين وكيف القلة تتنتصر على الكثرة حتى لو سقطت هذه القلة فهم شهداء في سبيل الله وإن النصر سيكون لاحقا بذكر هؤلاء وبذكر مواقفهم وبذكر تضحياتهم وهذا ما قام به الإمام الحسين، تعلمنا من مدرسته الجهادية كيف نؤثر حب الآخرة على الدنيا وكيف نتكلم بكلمة الحق . نعم كانت هناك مأساة كان هناك ظلم واضطهاد والحصار حتى كان العطش سلاح هؤلاء الظلمة، حاصروه ومنعوه من شرب قطرة ماء وانتهكوا الحرمات ولم ينظروا إلى مكانة الإمام الحسين ولا إلى الخطاب العقلاني ولا إلى الخطاب الديني ولا إلى الموقف الشرعي. كان هدفهم فقط الانتقام من الامام وهذا ما فعله هؤلاء الظلمة وانتقموا وظنوا بأنهم انتصروا لكن هيهات لهذا الدم الزكي الحسيني الذي استبسل من أجل نصرة هذا الدين ومن أجل التجديد في دين جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، هيهات لهذا الدم إلا أن يكون دما زكيا ناصعا امتداده الى وحدة كل المسلمين.

ومن هنا نحن نقول إن المدرسة الحسينية اجتمعت عليها كل الأمة بحب الحسين وشهادة الحسين وكل الأمة تجمع على أن من قتل الحسين ظالم وتنفر منه وتتبرأ منه فكلنا نتبرأ من قتلة الحسين والظالمين وتجمع الأمة على أن من قتل الحسين في نار جهنم والحسين ومن قتل في صفه هم شهداء عند ربهم يرزقون جددوا في الدين ووحدوا كلمة المسلمين وجعلوة نصر الحق ومناهضة الباطل شعارا لهم".

س: كيف يمكن ان نتعلم من المدرسة الحسينية اليوم في ظل التغيرات السياسية الحاصلة في المنطقة؟

نحن حقيقة من مناسبة وحي عاشوراء وشجاعة الحسين وبسالة الحسين وانتصار الدم على السيف، نحن حقيقة نقول أن رسالة اليوم للامة أن تتوحد وأن تقف بوجه الظالمين وبوجه الصهاينة أمريكا والغرب وكل الذين يعتدون على مقدساتنا وديننا وحرماتنا، فهناك هجة شرسة على هذا الدين وهذه الهجمة لا تفرق بين سني وشيعي فالهجمة على الدين وعلى العنوان ولذلك نحن بامس الحاجة للوحدة وأن نكون صفا واحدا.

واستغرب من الواقع الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية ومن المؤسف أن نجد الدماء تراق في ليبيا واليمن وسوريا والعراق وافغانستان وباكستان وأن نشاهد بعضنا يعتدي على البعض وأن ننفذ خطط الأعداء بأيدينا، هذا أمر يدعو إلى الأسف والحزن أن نجد بعضنا يقتل بعضا أن، ضغوط تمارس بحق دول إسلامية وحصار يفرض على إيران وكل ذلك بدعم من بعض الدول الإسلامية.

هذا وراينا كيف تحدت إيران ترامب وحتى الأن إيران ترفض أن تتفاوض معه وثابتة على موقفها وهذا ان دل فإنما يدل على أن موقفها قوي وان صاحب الحق يستطيع أن ينتصر بقناعته وصلابته وهذا ما فعله أصلا الإمام الحسين، فايران اليوم تستلهم الموقف من موقف الامام الحسين ان تصبر وأن تقف شامخة على موقف واحد ليس فيه تردد وهي في نهاية المطاف ستتنتصر ونحن أيضا سننتصر وكل من يقف مع فلسطين سينتصر فهناك تكالب على فلسطين.

بينما تواطئ دول الخليج (الفارسي) التي انبطحت لترامب وقدمت مالها وعرضها للرئيس الأمريكي سبا في تأخر نجاح القضية الفلسطينية فأموالهم وسلاحهم أصبحت في ضرر بلادنا واختلطت الأوراق.

///خضر المهاجر///

سمات