وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: للأمام الحسين (ع) مكانة لدى كل حرِّ ومناضل في سبيل الحق، لكل من لا يرضح لأوامر الظالم والمستعمر والمحتل، حيث لايختلف في أحقيته ألسِنة الناطقين بالحق إن كانوا شيعة أو سنة، او من أديان ومكاتب فكرية أخرى. أخذت قضية الامام الحسين صدى بوسع جغرافيا العام وعلى مدى التاريخ، فأنه يبقى رمزا للحرية في العالمين. وفي هذا السياق اجرت وكالة مهر حوارا مع الأمين العام لحركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال سعيد هشام بشأن مكانة الامام الحسين لدى اهل السنة وفيما يلي نص الحوار:
س: ما هي الرؤية السائدة عند أهل السنة تجاه يزيد بن معاوية ومافعله بحق الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء؟
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الأخيار الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. واما بعد ... ان الرؤية السائدة لدى اهل السنة وعلمائها والمجتمع تجاه يزيد هي رية سوداوية وما فعله بحق سبط النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. اذ ان هذه الجريمة ستبقى وصمة عار في جبينه الى يوم الدين اذ ان فيها اعتداءاً صارخاً فيها اجراما واضحا وفيها افتئات على مقام النبوة وعلى اهل بيت الرسالة اذ ان هذا الرجل السبط الكريم المبشّر بأنه سيد شباب أهل الجنة ما قام بما قام به إلا من أجل تقويم الاعواج الذي حصل في أمة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله و سلم. فلم يكن هدفه أكبر من ذلك ولا وراء من ذلك ليس طبعا بسلطة ولا حرصاً على رياسة انما كان المقصود بذلك تقويم المسيرة لتصل الى الغاية المنشودة. والأمر الذي يترجمه حقاً وصدقاً مثل هذا الأمر من خلال هذه الرؤية السوداوية ولو كان من باب الفكاهة ان صح أنك لو جلت في مجتمعات المسلمين في أقاصي الدنيا في شرقها وغربها وفي جهاتها الأربع تكاد لا تجد انسانا يسمى يزيد فضلاً كذلك عن معاوية اذ أنك لا تجد هذا الإسم متداولا البتة بالعكس انك تجد اسماء مثل الحسن والحسين وعلي و اسماء آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد تجدها بعض الأحيان تفوق عدداً اسم عمر وعثمان وغيرهم. اذن هذا أمر مركوز في النفوس فيما يتعلق بحب آل بيت الرسول وفان كانت من رؤية فهي رؤية بيضاء ناصعة تجاه اهل بيت النبوة بينما الرؤية تجاه يزيد وفعتله وجرمه الذي اقترفه بحق سبط رسول الله سوداوية.
2. كيف يمكن لنا كمسلمين شيعةً وسنةً أن نواصل درب الإمام الحسين عليه السلام؟
هذا هو المضمار الواسع الذي يسعنا جميعا في أن نعلن من شأن الإسلام وراية الإسلام ونتوجه جميعا امام امثال يزيد الكثيرين في مجتمعنا والذين يتبوؤون سدة الحكم في أكثر اقطار العالم الإسلامي والذين يحيطون بأعناقنا والذين يفهموننا او يعطون صورة عن الدين شوهاً لا تمت الى الاسلام بصلة لأنهم يطبقون الإسلام بطريقة مزيفة طالما عادت علينا بالشؤم وعادت علينا بالويلات والثبور وعزائم الأمور من خلال تظهير الاسلام بغير مظهره الحقيقي. اذا هنا واجبنا نحن كمسلمين امانة الله عز وجل علينا تقتضي امام هذه الرسالة وامام هذه الشريعة واما هذا الوحي الذي يعتبر خاتم الشرائع والرسالات ان نقدم الإسلام اليوم بصورة ناصعة و ان نقدم الإسلام المحب المشرق وهذا يقتضي منا ان نكون متحابين متآخين اذ كما قلت مجال التبليغ وجال احقاق الحق ومجال اظهار نعمة الاسلام ومجال ابطال المنكرات واسكات الباطل مجال واسع وامام المسلمين جميعهم وان كان هناك من وفاء ومن صدق واخلاص لهذا الامام الكبير هو ان نتوجه الى هذا الميدان الواسع ان نتنافى وان نتناسى عن بعض سجلات التاريخ او بعض الأفعال التي حصلت في التاريخ وبحمدالله تعالى نحاول تاكيد وتوثيق وتعميق هذه الرابطة الراسخة بهذا الرجل الكريم سليل النبوة الطاهرة ذي العرق المبارك ونحيي مبادئه التي قام عليها و ان نتوجه جميعا نحو ازالة المنكر العالمي الذي يتربص بالمسلمين كلهم شراً والذي يفتت المسلمين ويحاربهم ويفتك بالمسلمين ويعمل بهم شرخا وتفتيتا ووهنا وتوهينا بعزيمتهم ما سهل للاعداء الدخول الينا و نهب ثرواتنا وايغار الصدور فيما بيننا . اذن المجال كبير في ان نتوجه توجها حسينيا كما توجه سيدنا الحسين رضى الله وارضاه ونتوجه هذا التوجه لازالة المنكرات كي نكون قد وفينا هذا الرجل حقه وذلك خير واجب قمنا به.
3. ألا تعتقد ان هناك نوع من التقاعس عند أهل السنة في نشر ونقل احاديث اهل البيت وترويج ثقافتهم؟
قد يكون حصل في بعض الفترات من التاريخ نشاهد نوعا من التقاعس او نوعا من الاهمال وعدم اظهار علم اهل البيت في احاديثهم وسرد مروياتهم عن ابائهم الى رسول الله محمد صلي الله عليه وال وسلمز لكن ابى الله سبحان وتعالى الا ان يظهر هذا العلم والامام الجعفر الصادق على سبيل الذكر هو امام اغلبية اهل السنة من الامام ابوحنيفة والشافعي وابن حنبل واذن هو استاذهم وهو كبيرهم وهو رئيسهم في هذا المجال.
اذن هذا الامر لاشك فيه واما الامام الباقر فهذه الكلمة اطلقت عليه بالاتفاق وباجماع المسلمين جميعهم و ما سمّی الباقر لأنه بقر العلم وشقه وفتقه وبين اصوله وفروعه واعطى علما جمّا هائلا واسعا كان مصدرا لكثير من الاهل العلم عند المسلمين جميعهم دون استثناء.
اما مسألة قمع محبيهم فهذا يرجع الى الحالة السياسية ونحن نعاني منه حتي في ايامنا هذه عندما اخذنا مثلا على سبيل المثال اتجاها يؤيد سياسة اقاومة الاعداء الله عز وجل من اليهود ومن الأمريكيين وغيرهم ربما تعرضنا لكثير من المضايقات و من الحروب. لكن هذا كله يهون في اننا نتوجه التوجه الصحيح حول وحدة الامة وجمع كلمتها وان الدين واحد وان الاصل واحد وان المرجع واحد وأننا أصحاب قبلة واحدة ولابد ان نتجاوز مثل هذا الأمر لانه يعمل عليه ليلا ونهارا من أجل توهين عقيدتنا وايماننا وثقتنا بعضنا ببعض وايجاد الشق بين المسلمين اذا لابد من الصبر ولابد من الحكمة وفي التعامل مع هذا الأمر اذن هذا يضاف في رصيد اظهار مكانة وكفاءة المسلمين اليوم لدى الجميع في محاربة هذه الفتنة واخمادها في مهدها وفي منتدياتها التي تفتح على المسلمين في غير المجال الصحيح وفي غير المكان الصحيح وحروب تفتعل بدمائنا وبلادنا وبكياناتنا وباقطارنا بدلا أن تكون الساحة معروفة وأين في مواجهة اليهود في مواجهة المحتلين في مواجهة الحاقدين على الاسلام و المسلمين بكل طوائفهم.
4. ما هو موقف اهل السنة والجماعة من زيارة مقامات الأنبياء والأئمة واولياء الله؟ هل تعتبرونها شركاً بالله ؟
موقف اهل السنة والجماعة وموقف أهل العلم والعلماء الربانيين والمخلصين أن الزيارة مقامات الانبياء واولياء الله ضرورية والله سبحانه وتعالى ما قص علينا القصص في القران الكريم الا ليأخذ العبرة من سلوكهم ومن تاريخهم ومن تجاربهم و ما جاء اسلام لنهاية الا خلاصة لتجربة الامم السابقة وقدم الله سبحانه وتعالى وحيا ناطقا ولسانا صادقا من خلال نبي الأكرم محمد صلى الله عليه وال سلم و هذه الزيارات هي نوع من الوفاء لهؤلاء الأنبياء ولهؤلاء الصالحين والأنبياء والمجاهدين والشهداء حتى نتأسى بهم وأن نرجع اليهم وألا يكون هناك فاصل بين الماضي والحاضر بين التاريخ والواقع لنستمد من بركاتهم ومن خيراتهم ومن تجاربهم وأيضا هم شفعاء لهم وسيلة وهم يقصدون في تحقيق الشفاعة للمؤمنين والشفاعة قد تكون بعض الأحيان على المستوى الأرض من خلال تبرك بآثارهم الاقتداء بآثارهم لنحيي مجتمع المسلمين المحب الذي يتولى الله ورسوله والذين امنوا و أن نعيد البيعة وأن نعيد الثقة بديننا وبشرعنا وبنبينا وبآل بيته وبأصحاب الأخيار الذين أسهموا اسهامات كبيرة في نشر هذا الاسلام ونشر الوعي.
أما ما يقوله هالفلان ابن تيمية وغيره هؤلاء ممن افرطوا وممن تشددوا وممن غالوا في مثل هذا الأمر لدواع كثيرة نشأت لديهم وهؤلاء بقوا فئة معزولة قليلة ليس لها امتداد الا ربما اليوم امتداد ملوك النفط وملوك المال الذين يريدون افساد عقائد الأمة وحرفها عن وجهته الصحيحة و ابعادها عن مراجعها المباركين من لدن رسول الله محمد صلى الله وال وسلم الى أيامنا هذه يريدون رق الانسان بماديات وشهوانيات وغير ذلك وتحليل الحرام وتحريم الحرام وأما أن يرتبط الانسان بدينه وبتاريخه وبرجالاته وهذا من المنكرات . هذه مفارقة مبينة واضحة لا يراد منها الا ابعاد المسلم عن تاريخه وعن صلته بربه من خلال العروة الوثقى ومن خلال البقية الصالحة من آثار الصالحين والأنبياء والشهداء والأولياء.
5. هناك مؤرخون يقولون ان الحسين خرج لكسب القوة والاهواء المادية وخرج على الحاكم ... ما هو تعليقكم على ذلك؟
لم يذكر احد ممن يعتد به بأن الامام الحسين قد خرج لكسب القوة والاهواء المادية ولو كان الأمر كذلك لصبر ربما ولأخّر هذا الأمر سنين عديدة حتي يتوفر له العدد اللازم والرجال العديدون فهو خرج لم يكون يريد القتال في الأصل وأنما كان يريد تغيير المنكر والذي يريد تغيير المنكر لا ينتظر ولا يلتفت الى كثرة العدد والعدة، انما ينظر الى ما أناط الله تعالى في عنقه من أمانة التبليغ وأمانة الرسالة من خلال توجيه النصح للحاكم الظالم فهو ما قصد لا رئاسة ولا كان يصبوا او يتطلع لمثل انما كانت رئاسته تتجلي في عين الله عز وجل بأن يكون عند الله مقبولا أو محبوبا من خلال اكمال مسيرة جده نبينا محمد صلى الله وال وسلم وأما وسمه بمثل هذا الأمر فهوااساءة لدوره الكبير حتى لا يتطلع أحد غيره لمثل هذا الأمر وحتى يوسم كلما أراد تغيير منكر وكل من أراد تبيان حق أن يوسم بمثل هذا الوسم ليجهض عمله وليفشّل في مهده وهذا الأمر غير حاصل بالمطلق فسيدنا الحسين ما خرج الا من أجل احقاق حق من أجل تقويم اعوجاج من أجل تسديد بوصلة نحو وحدة الامة واظهار الحق والواجب ولسان وحى الناطق الذي كان يترجمه هولاء الرجال العظام من أصحاب بررة ومن أل بيت أطهار أخيار ابرار.
6. كيف يمكن لقضية الامام الحسين (ع) ان تكون ركيزة لتوحيد الصفوف بين مختلف المذاهب الاسلامية خاصةً الشيعة والسنة؟
أمانة الله تعالى تقتدينا اليوم وفي هذه الاوقات بالذات حيث اننا نجد تكالب الأمة علينا كمسلمين بكل مذاهبهم وفئاتهم وهذا الأمر واضح وجلي ولا يحتاج الى بيان وهو واضح وضوح الشمس النهار ولا ينكر هذا الأمر الا أعمى أو متعامي أو ضال أو جاحد أو حاقد على الاسلام أو هو عدو للاسلام يتربص للدين شرا ويوجه وجهة المسلمين ونخب المسلمين ومجتمع غير الوجهة الصحیحة واليوم هذه القضية وذكراه يكون بأن نتوجه جميعا الى ابطال المنكرات واسكات الموبقات وأبواق الشياطين والفاسدين والمتربصين بهذه الأمة الذين أخرونا وأرجحعونا الى الخلف سنين عديدة من خلال الاجهاض على كياناتنا وما هذه الحروب التي حلت بأقطارنا وبمدننا وببلداننا تحت حجج واهية وهذه الحجج قد يكون لها بعض النبتات التي تحتاج بلا شك الى تصحيح والى اصلاح والى توجيه سديد لكن هذه التي قاموا لأجلها هي موجودة في كل العالم لماذا فقط اختيرت بعد الأقطار وتركت الاقطار الأخرى علما ان بعض الاقطار الاخرى قد يوجد فيها من هذه الموبقات أكثر مما يوجد في الأقطار التي أصابها التدمير واصابها ما اصابها من التشظي ومن الخلاف والفتن التي حلت.
هذا الأمر يراد منه ابعاد المسلمين عن وجهتهم الصحيحة وهي استرجاع الفلسطين مواجهة الغاصبين وهذا أمر ان كان من مجال لاظهار وحدة الامة وأن تتوجه البنادق وان تتوجه الاهداف كلها نحو هذا العدو الذي يعمل فينا فتكا وشلا لقدراتنا وتدميرا لمنجزاتنا كما كان يتربص بالنبي محمد صلي الله عليه وال وسلم بزمن الأول والعصر الأول من احياء النعرات والتثارات ما بين الأوس والخزرج ومابين عرب وعرب وقبيلة وقبيلة والله سبحانه وتعالى بيّن أن هذا الأمر هو عنوان جاهلية وأنه هو وليد عداوة قد أراه الله تعالى منها المسلمين بهذه البعثة الشريفة.
اذا ان كان ثمة بقية من هذه البعثة الشريفة هي هذه الثورة المباركة التي قام بها ليضع لها الاسس وليتأسى به كل مخلص وكل محب وكل غيور وكل حريص علي الاسلام ورفعته أن نتوجه جميعا علي هذه الاسس التي قام من أجلها سيدنا الحسين الله تعالى ورضوانه أن نحييها في نفوس أجيالنا الطامحة المحبة التي تعلن وعلى دين الله وشرع الله ومنهج نبي الله محمد صلي الله وال وسلم والمجال واسع والميدان الفسيح يسعنا جميعا من خلال ابراز هذه الرغبات التي تتجلى في احقاق حق وابطال باطل وأن نعيش براحة واستقرار اخوة متحابين متعاونين متعانقين تجمعنا قبلة واحدة ويجمعنا دين واحد وملة واحدة وربنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد وآلامنا واحدة لو صببنا كل اهتماماتنا على التخلص منها واحدة فواحدة لرأينا أنفسنا أننا وبحمدلله تعالى قد تجاوزنا كثيرا من العقبات ووصلنا الى من نصبو اليه وحققنا رغبة الأئمة الأطهار والصحابة الأخيار الذين كان همهم اعلاء دين الله واعلاء هدي رسوله ونشر العدل والسماحة والحب في أرض الله سبحانه و تعالى.
تعليقك