يرى الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشأن الامني الفلسطيني، "عبدالله العقاد" ان ايران لها يد كريمة في تطوير واعداد الكفاح المسلح الموجود في قطاع غزة بكافة اشكاله، مضيفاً ان الدعم الايراني للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، "فضل لا يمكن انكاره".

وكالة مهر للانباء-عبدالله مغامس: يعرف الجميع أنّ الحركة الصهيونية والكيان الصهيوني ارتكب جرائم لا تحصى بحق العرب والمسلمين واليهود، بلغت درجة الجرائم ضد الإنسانية، والمعضلة التي ينتفض الأحرار ضدها هي الجهود التي تبذلها الصهيونية وتطلب من العرب والمسلمين القبول بتلك الجرائم وأن يتم التعامل معها وكأنّها لم ترتكب أيّ جريمة، وهو ما يسمى "التطبيع".

فالتطبيع مع الكيان الصهيوني، هو بناء علاقات رسمية وغير رسمية، سياسية، واقتصادية، وثقافية، وعلمية، واستخباراتية مع الكيان الصهيوني، والتطبيع هو تسليم للكيان الصهيوني بحقّه في الأرض العربية بفلسطين، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية، وهكذا يكون التطبيع هو الاستسلام والرضا بأبشع مراتب المذلّة والهوان والتنازل عن الكرامة وعن الحقوق.

ويُراد بالتطبيع إقامة علاقات طبيعية في الجوانب المختلفة: فهناك تطبيع سياسيّ، وتطبيع اقتصادي، وتطبيع دبلوماسي، وغير ذلك، وكل هذه الجوانب مرفوضة ولا تحتاج إلى اجتهاد كبير، فهي واضحة جلية، فالتطبيع مع الظالم ظلم،لأنه إقرار له على ظلمه، وهذا منصوص عليه في مواضع كثيرة: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾(الممتحنة: من الآية 1). وقال أيضاً: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً للمجرمِينَ﴾(القصص:17).

وقال النبي(ص): ((من مشى مع ظالم ليعينه على ظلمه، وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام)). وقال: ((من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع)). وقال: ((إذا رأيتَ أمتي تهابُ الظالم أن تقول له أنت ظالم، فقد تُوُدِّع منهم)).

وهكذا فإن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية متوافرة متضافرة، تدل بمجموعها على عدم جواز إقرار الظالم على ظلمه، وهذا في الحقيقة موقف العقل والنقل، يعرفه التشريع الدولي ويقره، وهذا ما نص عليه الإسلام.

ومن خلال هذا المعيار فإنه لا يشك عاقل في تحريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، طالما بقيت تصرُّ على الظلم، وتصرُّ على تشريد الشعب الفلسطيني، واغتصاب الأرض العربية.

* اتفاقية اوسلو، لا خيار الاّ البندقية

ان اتفاقية اوسلو ماتت واصبحت شيئاً من التاريخ ونقطة سوداء في تاريخ من صنعها ومن اوجدها ومن هندسها، وماتت ولا يجوز عليها الا اللعنة، ماتت بارادة فعل الشارع الفلسطيني الذي اسقطها منذ لحظة اعلانها.يرى "عبدالله العقاد" الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشأن الامني الفلسطيني ان اتفاقية اوسلو ماتت واصبحت شيئاً من التاريخ ونقطة سوداء في تاريخ من صنعها ومن اوجدها ومن

هندسها، وماتت ولا يجوز عليها الا اللعنة، ماتت بارادة فعل الشارع الفلسطيني الذي اسقطها منذ لحظة اعلانها، لانه لم يُستشر فيها (الاتفاقية التي حرّمت نضال الشعب الفلسطيني ونبذت

مقاومته) فكان لها الشعب الفلسطيني بالمرصاد، فالرحمة للعياش ولاخوانه الذي اشعلوا المدن الكبرى للاحتلال ناراً ولهيباً، حتى اصبحت لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه.

وقال الكاتب والمحلل السياسي "هكذا اقنع الشعب الفلسطيني الكيان الصهيوني ولا سيما بيريز نفسه (مهندسها)، بعد سلسلة العمليات البطولية رداً على استشهاد "يحيى عياش" ان هذه الاتفاقية لا تساوي شيئاً، وانكفأت القيادة الصهيونية التي جاءت بهذه الاتفاقية، وأتت من بعدهم قيادة متشدّدة ادركت ان الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار وليس احداً سواه".

وتابع "العقاد" "لذلك بقي الاجماع الوطني الفلسطيني على سوْءة ومساوئ هذه الاتفاقية، فدعوة السيد "اسماعيل هنية" وكثير من القادة الفلسطينيين الى انهاء هذا الجرم وتصفية كل ذيوله، لا بد منه كأرضية لاستعادة الوحدة

الوطنية، لانه لا يمكن ان تقوم وحدة وطنية على برنامجين متناقضين " برنامج المقاومة " و"برنامج التنسيق الامني ".

واضاف "التنسيق الامني نقيض المقاومة تماماً، ولا ينبغي باي  حال من الاحوال ان يلتقي النقيض ونقيضه في جدولة او برنامج وطني واحد، وهذا الاجماع من كل القوى والفصائل على انهاء هذه الحقبة السوداء وهذه الاتفاقية

الخبيثة، فكان لا بد من تأسيس شراكة وطنية تقوم على اساس خيار البندقية".

واكّد الخبير بالشأن الامني الفلسطيني "عبدالله عقاد" انه لا خيار الاّ خيار البندقية (الاحتلال بطبيعته يفرض هذا الخيار) لان الاحتلال حالة قمعية، حالة اجرامية، حالة مصادرة الحق والسيادة والقرار وتقرير المصير، فهذه الحاله لابد ان تواجه بالمقاومة التي شرّعتها كل القوانين والاحكام الشرعية الارضية والسمائية، فبالتالي تجريم المقاومة جريمة (المقاومة مشروعة والاحتلال شيء مدان)، المقاومة شيء طبيعي جداً يفرض وجودها الاحتلال.

* صفقة القرن والضم والتطبيع

ان كل من صفقة القرن والضم والتطبيع يأتون في سياق المشروع الامريكي المقترح لحل الصراع في منطقة الشرق الاوسط، مؤكداّ ان صفقة القرن هي عبارة عن ترتيبات لما بعد أفول الوجود الامريكي في المنطقة.

اشار "عبدالله العقاد" ان كل من صفقة القرن والضم والتطبيع يأتون في سياق المشروع الامريكي المقترح لحل الصراع في منطقة الشرق الاوسط، مؤكداّ ان صفقة القرن هي عبارة عن

ترتيبات لما بعد أفول الوجود الامريكي في المنطقة، وهذه الترتيبات الاقليمية تفرض تسكين الصراع في فلسطين، وهذا التسكين لا بد له من تقديم حل حتى يُرضخ او يُغرى الشعب

الفلسطيني بقبوله، فقدّمت هذه العروض للشعب الفلسطيني.

وتابع العقاد "لكن شعبنا منذ ان بدأت ان تتكشّف هذه الخطّة مجمع على رفضها وعدم التعامل معها بأي حال من الاحوال، فقد رفضت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" عروضاً واضحة ووعوداّ كبيرةً جداً، ولكن رفضتها، فهي تعلم تماماً ان مجرّد مناقشة هذه الصفقة هو اعتراف بها".

ان الضم هو عبارة عن تنفيذ اجرائي لخطط ما طرح في صفقة القرن، وهو عبارة عن ترجمة عملية لما وُضع من خطط تفصيلية واجرائية في صفقة القرن وما عُرض منها.

ووضّح المحلل السياسي ان الضم هو عبارة عن تنفيذ اجرائي لخطط ما طرح في صفقة القرن، وهو عبارة عن ترجمة عملية لما وُضع من خطط تفصيلية واجرائية في صفقة القرن وما عُرض منها.

ويرى العقاد ان كلمة التطبيع القائمة الآن ليست تطبيعاً، فالتطبيع الفعلي كان موجوداً في السرّ، ولكن اعلان هذا التطبيع هو في اطار اظهار التحالف (الذي اصبح ضرورياّ بالنسبة لبعض الانظمة العربية التي تسعى الى فرضه) (الذين يرتبون اوراقهم بعد خروج الجيش الامريكي من المنطقة)، فالتطبيع العربي هو تطبيع مع انظمة تشعر انها ستكون في حالة ضعيفة اذا ما ذهبت امريكا من المنطقة، وخوفاً منهم من ان يستلم احد المحورين الاسياسيين (المحور الايراني والمحور التركي) ويفرض سيطرته وقوّته على المنطقة، وكي لا يواجهوا في المنطقة قوى اخرى.

* الحضور الايراني والتركي

وافاد الكاتب الفلسطيني ان المحور الايراني ينظر الى انه هو الذي اوجد الفراغ الذي سيحدث في المنطقة ومن حقّه ان يمتد نفوده، وان المحور التركي يجد انه هو الوريث الشرعي لجغرافية المنطقة، لان هذه الجغرافية ما اُخذت الا بفعل قوة وقهر ترتّبت بعد نتائج الحرب العالمية الاولى، فتركيا اليوم تنظر الى ان هذه القوى لم تعد كافية لتفرض عليها الالتزام في اتفاقية "لوزان" فهي تمدّد نفوذها.

ونوّه المحلل السياسي الى ان العرب كشعوب وليس كأنظمة، هي (الشعوب العربية) من ستحسم الصراع لصالح من؟ اولا، لن يكون لصالح الكيان المحتل وحلفاءه، ولكن هل سيكون الصراع لصالح محور ايران ام للمحور التركي؟

ويرى "عبدالله العقاد" ان على القوى الاصيلة الموجودة في المنطقة (القائمة بذاتها) والتي لا يتم دعمها من الخارج، يجب ان تلتقي في برنامج واحد ولا يتعدّى اي محور منها على الاخر بالخارج، وان فعلا ذلك ودخلا في صراع سيخسر المحورين وتهلك المنطقة، وسيُجرّ وبالاً كبيراً على الكل لا يخرج منه اي احد منتصراً، ولكن ان التقى المحور التركي والايراني والشعوب العربية وشكلوا كياناً سياسياً كبيراً وكان داخل هذه الكيان ولايات تحكم ذاتها في اطار كيان سياسي كبير اما ان يكون فدرالي كما في الاتحاد الاوروبي او فدرالي كما هو واقع في الولايات المتحدة.

وتابع العقاد "ان توحّدة هذه الامة وتكتّلت في كيان سياسي واحد ستكون القوة الاولى في العالم، واما ان دخلت في صراع فستبقى في حالة من التيه والدماء والدمار".

حركة المقاومة الاسلامية "حماس" تحاول من خلال موقفها المتوازن مع ايران وتركيا ومع كل الدول ان تجعل من القضية الفلسطينية عامل تجميع لهذه القوى الحيّة، ليس عامل تفرقة.

وقال الكاتب الفلسطيني ان حركة المقاومة الاسلامية "حماس" تحاول من خلال موقفها المتوازن مع ايران وتركيا ومع كل الدول ان تجعل من القضية الفلسطينية عامل تجميع لهذه القوى

الحيّة، ليس عامل تفرقة، فهذه هي استراتيجية "حماس" ان توحّد الكل الاسلامي على اختلاف برامجهم وتجعل القضية الفلسطينية عامل مشترك بينهم يتوحّدون عليها وهي توحّدهم لازالة

هذا الكيان المحتل، فهذا فهمنا كفلسطينيين، ففي هذه الارض نحن نصارع الاحتلال، نؤمن بالمقاومة، هذا فهمنا وهذه رسالتنا، ويجب ان تصل بكل حبٍّ وتقدير الى كل القيادات السياسية في ايران.

وصرّح العقاد انه لا بدّ ان يكون الحضور الايراني والتركي والعربي حضوراً منسجماً متفاعلاً متكاملاً وليس في اطار التنافس والصراع والتناقض.

واشار المحلل السياسي الى ان تشكيل الجسم الموحّد والقيادة الموحدة في اطار المقاومة الشعبية كما جاء في بيان كل الفصائل الفلسطينية بناءً على مخرجات لقاء بيروت الاخير، فهذا شيئ مرحّب به ومدعوم، ويجب علينا ان نركز على عوامل تشكّل الوحة الفلسطينية لان جميع الفصائل الفلسطينية يؤمنون بالوحدة والشراكة على اساس المقاومة.

واكّد العقاد انه لا يجب ان يكن هناك حالة انفصال بين المسار السياسي وبين المسار المقاوم العسكري، لان حالة الثورة هي حالة واحدة (المقاومة) فهي تربط بين المسار السياسي والعسكري، ولا يمكن ان ينفصل، لان القائد السياسي هو الذي يجب ان يكون له ارتباط بكينونة الميدان وارتباط عضوي بمجريات الميدان، ولان حالة الثورة تبقي هذا الارتباط قائم ولا بدّ ان يبقى مُقدّماً الجهد الميداني الذي يعطي الوزن الحقيقي ويشكل التمثيل الفعلي للشعب الفلسطيني.

وتابع "ان الفصيل والتوجّه الذي له ارتباط بالميدان وبمقارعة الاحتلال، هو الذي يأخذ ثقته من الشارع الفلسطيني، ويأخذ ديمومته واعتبارعه"، لان الحالة الفلسطينية تتشكل من ثلاث اشياء، من :

1- الشعب الفلسطيني صاحب القرار والسيادة على قضيته.

2- القضية الفلسطينية بمكوّناتها (الشعب الفلسطيني يجب يرجع الى ارضه، والاحتلال يجب ان يُطرد)

3- حالة تمثيل عن الشعب في القضية، حالة التمثيل فيها لغط قائم لان اسرار المنظمة وقيادة المنظمة على مصادرة حق الشعب الفلسطيني في التمثيل والاختيار "جلعها  تنعزل"، واصبح في الحقيقة والواقع ان من يمثل الشعب الفلسطيني ومن يلتقي معه هم القوى الفاعلة صاحبة القرار في المنطقة على اختلافها كلها فهي تلتقي مع المقاومة الشعبية الفلسطينية (حماس وفصائل المقاومة الحية والكبيرة والفاعلة والقوية التي تلتقي على برنامج المقاومة). 

ونوّه العقاد الى ان اجتماع بيروت مهم بحدّ ذاته، لكن معنى الاجتماع وأهمية الاجتماع بعد ذلك وتطوّره تصبح من الخطوات العملية، وقال انه عندما يتحدّث الكيان الصهيوني عن السلطة الفلسطينية وان رموز من السلطة يذهبون ويتواصلون معهم ماهي الا محاولات منه لكي يزعزع صفوف الشعب الفلسطيني ( اي تكوّن او تكتّل فلسطيني حتى ولو كان ظاهرياً)، الاحتلال ينزعج من اي التقاء فلسطيني، لذلك فان الاحتلال هو من يفرض على السلطة عدم اتمام اي شكل من اشكال الوحدة والمصالحة.

ان لايران يد كريمة في تطوير واعداد الكفاح المسلح الموجود في قطاع غزة بكافة اشكاله لا ينكره احد.

وقال "عبدالله العقاد" "ان ايران لها يد كريمة في تطوير واعداد الكفاح المسلح الموجود في قطاع غزة بكافة اشكاله لا ينكره احد، وان التقاء ايران مع الفصائل الفلسطينية هو التقاء مهم في ضرورة مواجهة الحقبة الاستعمارية ومواجهة الكيان الصهيوني فهو التقاء عقائدي فكري سياسي بكل التوجهات فهذا الالتقاء مقدّس لانهاء حالة العبثيّة الموجودة في المنطقة وانهاء الكيان الصهيوني الغاصب على هذه الارض المباركة.

وتابع "اما بالنسبة الى ردّة فعل الشارع العربي، فهو الى الان غير مقتنع بان هذا التطبيع سيستمر، فهو يعتبر ان هذا التطبيع هو خدمة مجانية باعلان هذا السقوط لمصالح انتخابية تهم ترامب ونتنياهو المأزومين"، وبالتالي عدم قناعة الشارع العربي باهمية التطبيع الاماراتي (من هي الامارات؟!) الامارات ليس لها اي وزن في هذا الصراع (متى كانو في حالة حرب مع الاحتلال ليوقّعوا اتفاقية سلام )، هذه القناعة العربية جعلت ردة الفعل في الشارع العربي (الامارات والكيان الصهيوني شأن واحد وهذه علاقات داخلية فيما بينهما)، وان الشعب البحريني والاماراتي لفت الانظار بشكل كبير برفضه لاتفاقيات التطبيع التي تمت مع الكيان الصهيوني فقد كانوا محطّاً للانظار بالنسبة لشعوب المنطقة، ان الشعب البحريني والشعب الاماراتي والشعب العربي ينحازون الى المقاومة الفلسطينية والى من يدعم هذه المقاومة ويساندها".

* السفينتين، البالونات الحارقة 

اكد "عبدالله العقاد" ان الشعب الفلسطيني مثقّف ويحفظ تاريخه جيداً، وان المؤرّخين الفلسطينيين يعلمون تفاصيل الحرب العالمية الاولى والمعارك الثلاث التي وقعت في غزة وما هي الخسائر التي خسرتها بريطانيا في ارض غزة، ويعلمون بامر هاتين السفينتين او المدمّرتين  اللّتين ضُربتا بتوربيدات المانية في منطقة غزة، وبناءً على ما سبق فهي اكتشاف جاء بمعلومات تاريخية وليس بشكل عفوي كما يقول البعض".

وتابع "وهذا ان دلً على شيئ فانه يدلً على ان المقاومة هي حالة شعبية وايمان شعبي، الكل يساندها من خلال موقعه ويعطيها كل المعلومات والامكانيات"، واما بالنسبة الى بريطانيا فقد جاء الخبراء البريطانييون ونظروا اليها وقالوا

انه لا يمكن الاستفادة منها وانه يستحيل الاستفادة منها، ولكن هم لم يدركوا بان الشعب الفلسطيني لا يعرف المستحيل". 

ان الشعب الفلسطيني شعب مبدع وشعب خلاق يستطيع ان يقاوم ويصل بالمقاومة الى ما لانهاية حتى ينجز، لكن دائما ما تأتي الخطط السياسية والمشاريع التصفوية لتقطع طريقه.

وقال المحلل الفلسطيني "ان الشعب الفلسطيني شعب مبدع وهو شعب خلاق يستطيع ان يقاوم ويصل بالمقاومة الى ما لانهاية حتى ينجز، لكن دائما ما تأتي الخطط السياسية والمشاريع التصفوية لتقطع طريق الثورة، فمثلاً، عندما جاءت "اوسلو" قطعت مسار الانتفاضة الاولى، وجاءت خارطة الطريق ومقتل ابو عمار ودخول جنين فقطعت الانتفاضة الثانية في الضفة وبقيت في غزة الى ان اخرجت الاحتلال، ولو بقيت في الضفة لاخرجت الاحتلال ايضاً، لان الضفة لا تقل قوةً وشكيمة عن غزة".

واوضح انه بالنسبة الى البالونات الحارقة فهي ارهقت الاحتلال، حيث قام الفلسطينيون بتطويرها بشكل جعل الاحتلال في الجولة الاخيرة من التصعيد يرضخ بشروط المقاومة دون الدخول في تصعيد عسكري، فهذا يدلّ على فاعليّة الاسلوب الذي تستخدمة حركات المقاومة الاسلامية في فلسطين ودرجة تأثيرها العالي جداً، وهذا واضح، وهذا ما يمكن ان نعزّز به مفهوم المقاومة الشعبية، واتمنى ان تنتقل جميع اشكال هذه المقاومة الى الضفة الغربية لكي تحاصر الاستيطان هناك.

وقال الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشأن الامني الفلسطيني "انني كلّي أمل وثقة ان تلتقي البرامج الاصيلة للامة الاسلامية فتجتمع ولا تختلف، تكمّل وتتكامل ولا تتعارض، تتعاضد ولا تصطدم مع بعضها".

وتابع العقاد "ان ايران اليوم هي شريك وهي من ستوجد الفراغ الذي سيتشكّل في المنطقة بفعل خروج امريكا (بعد اخراجها للقوات الامريكية في المنطقة وانتهاء النفوذ والسيطرة الامريكية على منطقة الشرق الاوسط) وهذا حق لها وهي مشكورة عليه ولا احد ينكر ذلك، وتركيا التي تشعر انها وريث لهذه المنطقة وان هذه المنطقة هي املاكها انتُزعت منها بفعل الحرب العالمية، والشعوب العربية التي تشعر ان هذه المنطقة هي منطقتها (وهذا حق لهم ).

ونوّه العقاد الى انه اذا التقينا (المحور الايراني والمحور التركي والشعب العربي) على فكرة ان الامة الاسلامية توحّدنا نجتمع، واذا لم نلتقي على الوحدة فيما بيننا واصبح كل منا يفكر بنفسه وبسيادته سندخل في صراع صعب جداً فيما بيننا، فيجب على القيادة السياسية في ايران وتركيا ان تتوحّد وان تحسم الصراع بضربة واحدة، ولكن اذا افترقتا فيستخسرون امام حلف الفضلات (الكيان الصهيوني+ النظم العربية)، وبالتالي سوف ندخل (دول المنطقة) في حالة ضياع وحالة بعد عن القرار والتأثير لقواه الحية./انتهى/