وكالة مهر للأنباء - رامين حسين آباديان: أعلن الرئيس الامريكي"دونالد ترامب" خلال الأيام القليلة الماضية عن رغبته في إعلان صفقة القرن بشكل علني يوم اليوم، الثلاثا، ضارباً بعرض الحائط مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ووُجِهَت تلك التصريحات بشجب وإدانة وغضب شعبي في داخل فلسطين وخارجها، حيث دعت الفصائل الفلسطينية إلى القيام بإحتجاجات شعبية عارمة، واعلنت الفصائل الفلسطينية رفضها لتلك الصفقة، ومن جانبها السلطة الفلسطينية أيضاً أعلنت رفضها لتلك "الصفقة".
وللتعرف أكثر عن أصداء إعلان ترامب عن "الصفقة" كان لوكالة مهر للأنباء السبق بإجراء حوار مع الناطق الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في هذا الصدد ليطلعنا عن الوضع الداخلي وعن أصداء تلك التصريحات داخلياً وإقليمياً.
وكانت المقابلة على النحو التالي:
س_ سيدي الكريم ما الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسدال الستارة عن صفقة القرن في هذا التوقيت؟ لماذا اختاروا هذه البرهة الزمنية للإقدام على مثل هذه الخطوة ؟
ج_أولاً: الموقف الأمريكي ليس وليد هذه اللحظة كل الإدارات الامريكية المتعاقبة كانت داعمة للكيان الصهيويني ضد حقوق الشعب الفلسطيني، الإدارات الامريكية المتعاقبة لم تكن يوماً من الايام داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، وهي شريكة للكيان الصهيوني وداعمة للإجتلال الصهيوني مالاً وعسكرياً وسياسياً.
ثانياً: هو التطبيع العربي مع الحتلال الصهيوني، وفتح العواصم العربية لدولة الإحتلال الصهيوني، واستقبال الكيان الصهيوني في العواصم العربية ودعوتهم للمشاركة في مختلف المؤتمرات، رفع وتيرة التطبيع وحاول أن يضفي شرعية لدولة الكيان الصهيوني.
ثالثاً: تماهي المجتمع الدولي وصمت بعض الدول العربية وعدم تعبيرها عن موقفها إزاء ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، اعتقد ان كل هذا شجع الإدارة الامريكية على دعم الكيان الصهيوني وفرض الأمرض الواقع في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بالتالي الإدارة الامريكية اليوم تصطف جنباً إلى جنب مع الإحتلال الصهيوني في مواجهة شعبنا وإعلان العداء تجاه الشعب الفلسطيني وتثبيت أركان دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
س_بنظركم سيدي الكريم ما هي ردة فعل الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية إزاء إسدال الستار عن صفقة القرن؟.
ج_بالبداية ما يخص المستوى الرسمي: يجب على السلطة الوطنية الفلسطينية ككيان فلسطيني معترف به دولياً أمام العالم، المطلوب من السلطة الوطنية برئاسة محمود عباس أبو مازن
أولاً: سحب الإعتراف بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين
ثانياً: العمل بقرارات المجلس المركزي لوقف التعامل بالإتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني، هناك إتفاقيات موقعة مع الإحتلال الصهيوني قامت بها منظمة التحرير وقرارات المجلس المركزي للمنظمة بوقف التعامل بهذه الإتفاقيات مع الكيان الصهيوني.
ثالثاً: وقف التنسيق الأمني مع الإحتلال الصهيوني، عدم التعاون الأمني مع الإحتلال الصهيوني كملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، أعتقد هذا هو المطلوب رسمياً.
رابعاً: وهذه هي النقطة الأهم المتمثلة بسرعة إستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهنا نقطلب من رئيس السلطة رسمياً أن يلتقط مبادرة حركة حماس إسماعيل هنية لعقد إجتماع فصائلي لجميع الفصائل الفلسطينية، من أجل البحث لوضع إستراتيجية وطنية، لماوجهة التحديات المحدقة بالقدية الفلسطينية ولمواجهة ما يسمى "بصفقة القرن" ولوضع مسار فلسطيني موحد لمواجهة التحديات الراهنة. هذه الأربع نقاط المطلوبة رسمياً وسياسياً من رئيس السلطة الفلسطينية القيام بها.
ثانياًعلى الصعيد الشعبي: يجب تشكيل اكبر حراك شعبي موحد من كل الفصائل الفلسطينية وابناء الشعب الفلسطيني بدعم شعبي ومجتمعي لمواجهة ما يسمى بصفقة القرن ولمنع تمريرها وهذا يتطلب دعم وإسناد عربي لشعبنا الفلسطيني في معركته مع الإحتلال الصهيوني، وبالتالي نحن نتحدث عن مسار سياسي مطلوب من السلطة، عن مسار شعبي وإرادة شعبية وثالثاً عن مسار دعم عربي وإسلامي وإسناد لقضيتنا الفلسطينية العادلة في مواجهة التحديات الراهنة وتحديداً معركتنا مع الإحتلال الصهيوني.
س_ ما هي تبعات صفقة القرن المترتبة على الصهاينة والامريكان، هل سيكون لها تبعات على الصهاينة أم لا ؟.
ج_هو اولاً الإدارة الامريكية قامت بالعديد من الإجراءات فيما يتعلق بما يسمى ب"صفقة القرن" ونذكر منها، إعلان الإدارة الأمريكية القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأيضاً نقل السفارة الامريكية من تل أبيب إلى القدس إضافة إلى ضم الاغوار والجولان وضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية للكيان الصهيوني ودعم الإحتلال الصهيوني.
الإدارة الامريكية تحاول أن تثبت أركان دولة الكيان الصهيوني في المنطقة العربية وهذا مرفوض شعبياً ووطنياً ومرفوض على المستوى الشعبي العربي والإسلامي أيضاً، لا يمكن للإدارة الامريكية أن تثبت أركان دولة سارقة للاراضين المحتلة، لا يمكن للإدارة الامريكية ان تثبت دولة تقوم على قتل أبناء الشعب الفلسطيني وعلى التدمير وعلى الخراب.
دولة الإحتلال دولة غير شرعية وتبقى دولة لا شرعية لها على أرضنا الفلسطينية، وكل محاولات دمج دولة الإحتلال الصهيوني في المنطقة العربية لا يمكن ان تمر.
دولة الإحتلال هي دولة إحتلال وستبقى كذلك، وهي عدو ليس فقط للشعب الفلسطيني إنما لكل أرجاء الأمة العربية والإسلامية، ويجب أن تتوحد كل الجهود ؛فلسطينياً وعربياً وإسلامياً؛ لمواجهة تمدد دولة الإحتلال الصهيوني في المنطقة وإضفاء أي شرعية من قبل الإدارة الامريكية او ما يسمى ب"صفقة القرن".
س_انتشرت في الآونة الأخيرة تقارير تفضي بموافقة مصر والأردن على صفقة القرن مع وجود بض الملاحظات والشروط ما هو تعليقكم على هذا الأمر؟
ج_نحن نأمل من كل الدول العربية أن تخرج عن صمتها وان تدعم حقوق شعبنا الفلسطيني وأن تصطف بجانب قضيتنا الفلسطينية العادلة، في ظل هذه المؤامرة التاريخية على قضيتنا خلال هذه المرحلة الفاصلة، نحن الآن في مرحلة حساسة ومرحلة خطيرة ومرحلة فاصلة الفلسطينية الإدارة الامريكية تصطف مع العدو الصهيوني وتدعم الإحتلال الصهيوني ونحن باحوج إلى مصر والأردن وكل دول العالم العربي والإسلامي إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني وتعزيزه في مواجهة مع الإحتلال الصهيوني وإفشال صفقة القرن. /انتهى/
تعليقك