وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: عندما نريد ان نتكلم عن الإمام الخميني "رضوان الله تعالى عليه" تقف الحروف عاجزة عن الاصطفاف دون حيرة حتى ترسو على مرفأ تلك الشخصية القيادية التي أضاءت أبعادها الشرق والغرب وهي تحمل بعداً روحياً عرفانياً بمزايا وشروط القيادة والقدوة معًا، إضافة الى الفكر والروح والنهج الأصيل.
وفي ذكرى رحيله نستذكر تلك الحقبة التي قاد فيها الإمام الخميني الثورة الاسلامية في ايران ليؤكد للعالم أجمع ان الاسلام هو الحق وأنه يستطيع ان يهزم كل جبابرة الكفر وطواغيت العالم، وأن النصر حليف الشعوب المستضعفة ولو بعد حين، وان الاسلام لا ينسى القضايا المصيرية حتى ولو وضعتنا في المواجهة وجها لوجه مع قوى العدوان والاستكبار.
كما أراد الامام الراحل عبر ثورته المباركة تثبيت حقيقة ان "اسرائيل" هي الشر المطلق وغدة سرطانية لابد من إزالتها من الوجود، وأن أمريكا هي الشيطان الأكبر، ماجعلت هذه الشعارات تتأصّل لتصبح سلاحا مرعبا بوجه الاستكبار والصهيونية ولتعلن للعالم أن القضية الفلسطينية هي القضية الاسلامية المركزية ولابد أن تعود القدس إلى اهلها الشرعيين، وخير شاهد على ذلك تأسيسه ليوم القدس العالمي المعروف لدى العالم ليتحول ذلك اليوم إلى ثورة عالمية تحظى بتأييد أغلبية الشعوب الاسلامية والعالمية من غير الاسلام.
وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا صحفيا مع عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل "خليل حمدان"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
*ما هو التأثير الذي تركته الثورة الاسلامية على المنطقة ؟
الثورة الاسلامية وضعت العالم اما مسار جديد لذلك هناك فارق كبير بين ما قبل الثورة الاسلامية الايرانية وما بعد اننتصار الثورة
ان التأثير الذي تركته الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني على مجريات الاحداث في المنطقة، هو تأثير كبير لان كل الذين يتابعون مجريات الاحداث السياسية يرون انه هناك مسار جديد قد بدأ في المنطقة بشكل عام؛ منطقة الشرق الاوسط وغرب اسيا وفي جميع انحاء العالم بحيث بدأوا يؤرخون للثورة الاسلامية على انها وضعت العالم اما مسار جديد لذلك هناك فارق كبير بين ما قبل الثورة الاسلامية الايرانية وما بعد اننتصار الثورة الاسيلامية في ايران.
فكل الاحداث في العالم تغيرت وتبدلت واصبح هناك قوة عدلت موازين القوى، خاصة على مستوى الشرق الاوسط والصراع مع العدو الاسرائيلي فلذلك تركت الثورة الاسلامية بقيادة الامام الراحل اثرا بالغا على مجريات الاحداث في المنطقة.
* كيف كانت دعوة الامام لتشكيل محور الممقاومة ؟
ان ما قام به الامام الخميني في دعم المقاومة هو تنمية البيئة المناسبة لتشكيل محور المقاومة في مختلف ارجاء المنطقة، فقد قام بدور كبير للغاية حيث كنا نتابع وبدقة ما قبل انتصار الثورة الاسلامية حيث كان السيد موسى الصدر اعاده الله قائد حركة امل، قد راهن على انتصار هذا الثورة الاسلامية وبالتالي ان هناك عوامل قوة مستجدة ستضع حد للغطرسة الصهيونية.
ولا ننسى ان الامام الخميني هو اول من دعى الى تشكيل جيش الـ20 مليون وبالتالي كان دائما يستحضر في فكرة وثقافتة وتوجيهاته ان اسرائيل غدة سرطانية وينبغي ان نعمم ظاهرة المقاومة على المستوى الشعبي الرسمي وفي جميع انحاء المنطقة.
لذلك عندما دعى الامام الخميني الى يوم القدس العالمي في السنة الاولى لانتصار الثورة الاسلامية هذا يعني ان الوجهة الذي اتخذها الامام الخميني على راس الثورة الاسلامية هي وجهة مواجهة المشروع الاسرائيلي ومن يدعم هذا المشروع بآلات حرب مدمرة على المستوى العالمي لذلك هو غير وجهة المنطقة بدعوته لانشاء مقاومة تمهد لعملية التحرير الشاملة.
*لماذا تعتبر الدول الغربية الامام الراحل خطر كبير عليها ؟
من الطبيعي ان تعتبر الدول الغربية والولايات المتحدة الامام الخميني انه يشكل تهديدا لسياستها ولمصالحها لانه كان يرفض سياسة هذا المحور وبالتالي يشجع على قيام المستضعفين وبالتالي رفض السياسة الامريكية المنحازة لاسرائيل والتي تبرر ظلم اسرائيل وتدعم اسرائيل بالة الدمار التي تقصف الشعب البريء وتدمر وتقيم المجازر بالشعب الفلسطيني.
مستضعفين العالم الذين يتطلعون الى التحرر وجدو في الامام الراحل بريق الامل بوضع حد لغطرسة المستكبرين
بقدر ما يستشعر الامريكي والغربي خطورة مشروعية ثورة الامام بالتالي يعتبرونه انه عدو حقيقي، وبالتالي فان جميع المستضعفين الذين يتطلعون الى التحرر وجدو فيه بريق الامل بوضع حد لغطرسة المستكبرين.
وايضا قيام المستضعفين من جديد بتحرير المسجد الاقصى والتخلص من الغدة السرطانية اسرائيل.
*كيف تقيمون دعم الامام الخميني للقضية الفلسطينية وجعلها القضية المركزية في العالم ؟
في الحقيقة ان القضية الفلسطينية كانت حاضرة في فكر الامام الخميني قبل انتصار الثورة الاسلامية وان الذي يتتبع خطط وتوجيهات الامام يجد انه كان يامر بالاطاحة بالشاة المجرم، ويدعو الى دعم المقاومة ومواجهة المشروع الامريكي والمشروع الصهيوني الخطير الذي سماه بالغدة السرطانية.
لذلك لا يخفى على احد دعم الامام لخميني للقضية الفلسطينية وهذه القضية المركزية في العالم جعلت من هناك تحول كبير لوضع حد لسياسة التطبيع التي كان يتطلع لها الصهاينة ومن ورائهم الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الغربية.
وبالتالي هذا الدعم وجد الكثير من الترحيب عند العديد من المتطلعين الى الغد الواعد الى التخلص من هذه الغدة السرطانية والحرب الاخير في غزة في شهر ايار كانت تشكل بارقة نصر ومتحول جديد وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل دعم الجمهورية الاسلامية بقيادة اية الله العظمى السيد علي الخامنئي وهذا الامر لم يكن لولا التوجيهات الكبيرة والاسس التي ارساها الامام الراحل (قده) والذي استمر على هذا النهج كل من الحكومة الايرانية والشعب الايراني.
/انتهى/