وكالة مهر للأنباء، القسم العربي: تستعر العمليات التخريبية في العراق تزامنا مع مفاوضات حثيثة بين الفرقاء السياسيين في البلاد لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، فيما وصل قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية العميد قاأني إلى العراق للقاء الأطراف المختلفة في محاولة لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات القائمة بينهم لتسهيل تشكيل الحكومة.
وفي هذا الإطار اجرى مراسل وكالة مهر حوارا مع السيد " عباس المالكي" عضو ائتلاف دولة القانون لتسليط الضوء على المخاض السياسي القائم في البلاد تمهيدا لولادة الحكومة العراقية العتيدة.
واعتبر المالكي إنهم في ائتلاف دولة القانون والإطار التنسيقي الذي يقوده السيد نوري المالكي لديهم عدة قراءات لهذا الأمر وأولى القراءات هي أن هناك أطراف سياسية داخلية مرتبطة بمشروع خارجي تحاول أن تحرج خصومها السياسيين وخصوصا الإطار التنسيقي من خلال افتعال أعمال تخريبية والإيحاء للجمهور والعامة وللعالم بأنها ضحية أعمال عنف تقوم بها جماعات مسلحة قد تكون على علاقة بالإطار التنسيقي أو غيره، معتبرا أن هذا الأمر محاولة واضحة ومفضوحة لتحقيق مكاسب سياسية وان كانت على حساب أمن واستقرار البلاد.
والقراءة الثانية وفقا لعضو ائتلاق دولة القانون أن هذه الأحداث الأمنية التي تجري تشرف عليها مخابرات دولية لديها باع كبير في العمل التخريبي، وتعمل في الداخل العراقي من أجل شق صفوف العراقيين وإحداث حالة من الاحتراب المجتمعي والسياسي، مردفا ان هذه الجهات المخابراتية ربما قد تكون طلبت من عملائها على الأرض القيام بهذه الأعمال من أجل إرباك الوضع الأمني الداخلي ومنع تحقيق لحمة سياسية بين الأطراف العراقية وكأنها تؤشر إلى أن أوضاع البلاد ستكون أسوأ أمنيا وستحدث خروقات أمنية اذا ما اتفق الفرقاء السياسيين وخصوصا ممثلي وسط وجنوب العراق، مضيفا أن أطرافاً خارجية تريد أن تقول للأطراف العراقية عبر هذه الأعمال الأمنية " أنكم اذا ما اتفقتم فإننا سنربك الوضع الأمني وبالتالي على طرف معين أن يذهب باتجاه أما الطرف الآخر فيجب اقصاؤه من العملية السياسية".
اعتبر المالكي أن إيران دائما ما وقفت إلى جانب العراق وإلى جانب سياسييه وكثيرا ما حاولت أن تخرجهم من المشاكل التي يواجهونها بتقريب وجهات النظر وتقديم النصح والمشورة
واستطرد السياسي العراقي في حديثه عن هذه القراءة عائدا بالذاكرة إلى السنوات القليلة الماضية والتي حدثت فيها أعمال غريبة منها تفجيرات الأسواق وإحراقها وتفجير مناطق عديدة عامة وسكنية وقتل للمدنيين وغير ذلك وأبرز هذه الأحداث كان تسميم بحيرات الأسماك في العراق وإلقاء اللائمة من قبل الإعلام الأصفر المعادي المرتبط بالمحور الأمريكي على الجمهورية الإسلامية والإيحاء بأنها هي المستفيدة من نفوق الأسماك لأنها تريد أن تصدر للعراق أسماكا إيرانية.
وكذلك إحراق حقول القمح في العراق الذي ألقت بعض وسائل الإعلام باللائمة فيه على الجمهورية الإسلامية، متابعا بالقول: إن ما كشفته التحقيقات السورية من خلال تعاون استخباراتي مع دول عظمى يؤكد أن من أحرق حقول القمح في سوريا هي طائرات تابعة للكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة وبالتالي هذه الطائرات نفسها هي ربما من قد تكون أحرقت حقول القمح في العراق لإلحاق الضرر بالاقتصاد العراقي وتسميم العلاقة بين الشعبين الإيراني والعراقي.
وتابع المالكي حديثه بالقول: " لقد رأينا ورأى العالم موجة ضخ اعلامية كبيرة حدثت في السنوات القليلة الماضية لإثارة مشاعر الكره بين الشعبين الإيراني والعراقي وهذه طبعا وفقا للسياسة العراقي أعمال مخابراتية مرتبطة بمحور أمريكا وإسرائيل وبعض دول الخليج "الفارسي"، لذلك لم يستبعد عضو ائتلاف دولة القانون أن يكون ما يجري الآن في العراق من تفجيرات هي صورة مكررة لما حدث في السنوات الأخيرة من إحراق للأسواق وحقول القمح وتسميم الأسماك في عشرات البحيرات وإلحاق الضرر بالاقتصاد العراقي، كاشفا أن العراق مستباح من قبل مخابرات دولية ومخابرات مرتبطة بالمحور الأمريكي الإسرائيلي والخليجي وهذا المحور لا يريد الخير للعراق لذلك يعمل على شيطنة من يعتقد أنهم خصومه السياسيين لدفعهم خارج العملية السياسية وإلحاق الضرر بهم إفساحا في المجال لأذنابه ومن يرتبطون بمشروعه في العراق من أجل أن يكونوا في الصدارة.
وفيما يخص المباحثات والحوارات الجارية لتسهيل عملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة قال المالكي أن الإطار التنسيقي ما زال يفتح الأيادي لشركائه السياسيين وخصوصا من ممثلي الوسط والجنوب وتحديدا كتلة التيار الصدري، معربا عن اعتقاده بأن دخول ممثلي وسط وجنوب البلاد إلى داخل قبة البرلمان بكتلة سياسية موحدة هو الحدث الأنسب والأمثل للمطالبة بحقوق المواطنين في وسط وجنوب العراق وصيانتها وعدم تضييع هذه الحقوق، معتبرا أن تجربة السنوات السابقة منذ العام 2003 وحتى اليوم أظهرت أن الفرقاء السياسيين الآخرين ممن يمثلون طوائف العراق الأخرى هم بالنتيجة ممثلين لطوائفهم ومناطقهم وسيسعون للمطالبة بحقوق مواطنيهم، موضحا أنه من الجدير بممثلي مواطني وسط وجنوب العراق أن يكونوا مدافعين عن حقوق ناخبيهم.
وبين أن الحوار بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري لا زال غير مثمر بشكل كبير بسبب التدخلات الخارجية في الشأن العراقي وضغط المحاور على بعض الأطراف السياسية في المشهد العراقي وخصوصا ما تقوم به أمريكا وبعض الدول العربية والأوروبية وأيضا بعض الدول الإقليمية المؤثرة كتركيا من تدخلات وضغط على بعض الأطراف السياسية لإجبارها على عقد تحالفات معينة تصب في النهاية في خدمة المشاريع الخارجية وليس خدمة المشروع الوطني الداخلي
وحول زيارة قائد فيلق القدس في حرس الثورة بالجمهورية الإسلامية في إيران العميد قاآني إلى العراق أعرب عضو ائتلاف دولة القانون عن اعتقاده بأن الزيارة تأتي بالدرجة الأولى في إطار إحياء الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القادة الشهداء حيث أن العميد قاأني كان حريصا على زيارة قبر الشهيد ابو مهدي المهندس ورفاقه في مقبرة مدينة النجف الاشرف وهذا يؤشر إلى أن الزيارة رسالة واضحة على أنه حريص على إحياء الذكرى السنوية من خلال زيارة قبور الشهداء، مردفا أن الزيارة تنطوي أيضا على جانب سياسي لا ينفك عن موقف الجمهورية الإسلامية في إيران الذي اعتاد العراقيون عليه طوال السنوات الماضية وهو موقف الصديق الأمين الذي يحاول أن يقدم النصح والمشورة لتقريب وجهات النظر بين السياسيين العراقيين بمختلف انتماءاتهم، مؤكدا على أن إيران دائما ما وقفت إلى جانب العراق وإلى جانب سياسييه وكثيرا ما حاولت أن تخرجهم من المشاكل التي يواجهونها بتقريب وجهات النظر وتقديم النصح والمشورة.
وللعميد قاآني علاقات جيدة ومتينة مع كل الأطراف السياسية في العراق وليس فقط مع الأطراف الشيعية بل والكردية والسنية أيضا، مستدركا ان العميد قاآني كان قد التقى على مدار السنتين الماضيتين عدة شخصيات من أطياف عديدة من المجتمع العراقي وهذا مؤشر أن الرجل له علاقات مع سياسيين سنة وكرد وشيعة أيضا وبالتالي فهو يمارس دور الصديق.
اضاف المالكي ان الحوار بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري لا زال غير مثمر بشكل كبير بسبب التدخلات الخارجية في الشأن العراقي
وشدد المالكي على أن الجمهورية الإسلامية لم تفرض يوما على أي طرف في العراق لا رأيا ولا تحالفا معينا، والدليل على ذلك بالخلافات التي شهدتها السنوات الماضية بين السياسيين والكتل السياسية الشيعية، معتبرا أن هذا مؤشر على أن هذه الكتل لا تأتمر بإمرة أحد ولا تسير بتوصية من الجمهورية الإسلامية كما يشيع الإعلام المعادي للعراق وكما يشار من بعض المغرضين بأن السياسيين الشيعة مرتبطين بمشروع ايراني وغير ذلك، معربا عن اعتقاده بأن السياسيين الشيعة لو كانوا مرتبطين بالتوجيهات التي تأتيهم من إيران لما كانت هناك خلافات ولتوحدوا .
وشدد السياسي العراقي على أن الإطار التنسيقي يعتقد بأن العراق يجب أن يكون محكوما بسيادة كاملة ويجب أن يحرر قراره السياسي والسيادي بشكل كامل وان تحرر أرضه من الاحتلالات وأن تحرر أجواؤه من الاستحواذات وأن يكون أبناءه أحرارا في خياراتهم السياسية، كما يجب أن يكون الناخبين أحرارا في اختيار ممثليهم، مضيفا أن ما يفرض خارجيا على بعض الكتل السياسية من أجل عقد تحالفات معينة تصب في هذا الاتجاه أو ذاك وتخدم قوى خارجية هو ما يعرقل التوافق ويربك المشهد السياسي في العراق، معربا عن أمله بأن يسد الشركاء السياسيين أبوابهم أمام التدخلات الغربية والخليجية وان ينفتحوا على شركائهم السياسيين الوطنيين لأن العراق بالنهاية يجب أن يحكم من أبنائه ويجب أن يحكمه أبناؤه بحرية دون الإذعان للتدخلات الخارجية معتبرا أنه اذا ما ساد هذا النفس بين الشركاء السياسيين فستحدث حلحلة كبيرة في العقد الموجودة حاليا لأن كل مشاكل البلاد هي بسبب التدخلات الخارجية.
/انتهى/