وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اطلقت العميات الفلسطينية التي شهدتها المنطقة في الفترة الاخيرة جرس الانذار مبكرا لما يُمكن ان يحدث في جميع بقاع الاراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يتقدم الفلسطينيون خط المواجهة مع العدو الصهيوني؛ ومن جانب آخر يخشى ويرتعد الكيان الصهيوني الزائل خوفا من انتقال المواجهة من الضفة الغربية إلى أراضي الـ48 وتوسعها، في ما يشكل السيناريو الأسود بالنسبة إلى الاحتلال.
ويرى الكثير من المحللون والعسكريون ان هذه العمليات ترسم معالم زوال الكيان الصهيوني، فكما يؤمن الكثيرون ان الداخل الفلسطيني سيشهد مرحلة جديدة من العمل الفدائي المقاوم، لكنها، على رغم ذلك، تحمل مؤشرات مهمة لما يمكن أن يحدث في أراضي الـ48 في المرحلة المقبلة.
وبناء على المشهد الحالي من داخل الاراضي الفلسطينية، لا يمكن استبعاد انتقال نموذج العمليات الفدائية، خاصة الفردية منها، التي تشهدها الضفة الغربية، إلى الداخل المحتل، وهو السيناريو الذي لطالما كان كيان الاحتلال يخشاه، نظرا لقدرة الشعب الفلسطيني في إحداث إرباك كبير لهذا الكيان الزائل.
ومع بداية العام الجاري، وظهور مجموعات المقاومة في جنين، والذي تزامن مع تنفيذ عدة عمليات فدائية في الداخل، من بينها عملية تل أبيب وبني براك، شكل انتقال هذا النموذج من جنين إلى بقيّة المدن هاجس الكيان الأول؛ وعلى خلفية ذلك، أطلق العدو عملياته لاقتلاع المقاومة، لكن النموذج المذكور استطاع أن ينتقل إلى كل الضفة الغربية تقريباً.
واكدت المقاومة الفلسطينية ان مشروع الكيان الصهيوني الزائل باعتداءاته الارهابية ما زال يسعى لتحقيق اطماع استعمارية عنصرية توسعية تهدف لتغيير الواقع التاريخي والقانوني والديمغرافي القائم في القدس وفي مقدساتها، على طريق استكمال تغيير هويتها الحضارية سيترتب عليه نتائج خطيرة ستتهدد بتفجير ساحة الصراع والمنطقة برمتها.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع الناشطة الاعلامية ومدير تحرير جريدة الجمهورية اليوم دوت كوم "سها جادالله". واليكم نص الحوار:
** الضفة الغربية قلبت الطاولة وارسلت تهديدات شديدة اللهجة للعدو الصهيوني بأن المقاومة حية وقادرة على الوقوف بوجه الكيان الاسرائيلي الزائل... كيف تقرئين تطور المقاومة الملحوظ في جنين ونابلس والخليل ؟
المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، تصاعدت وطورت من عملياتها النوعية على الصعيدين التكتيكي والجغرافي، مع البقاء على المقاومة الشعبية المستمرة
المقاومة الفلسطينية لم تتوقف منذ قدوم الصهاينة أرض فلسطين وأنشأوا كيانهم في عام ١٩٤٨، حيث أخذت أشكالا مختلفة ضد الاحتلال، وفي ظل إغلاق الاحتلال الصهيوني لكل الأفق السياسي أمام الشعب الفلسطيني، وضربه بعرض الحائط لكافة الحلول السياسية، قالت المقاومة الفلسطينية كلماتها الأولي، مؤكدة على استمرارها بالجهاد حتي دحر الاحتلال من أرضنا المباركة؛ فتصاعدت المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وطورت من عملياتها النوعية على الصعيدين التكتيكي والجغرافي، مع البقاء على المقاومة الشعبية المستمرة.
إن هذا التطور للمقاومة ليس فقط في العمل المقاوم، إنما تطور في استخدام أدوات المقاومة، وفهمها العميق لتعزيز العمل الامني المقاوم مما ساهم في نجاح عملياتها.
وقد كان للفصائل الفلسطينية دور مهم في مساندة العمل المقاوم في الضفة الغربية، ودعهما الكامل لكافة أشكال المقاومة، وقد شكل هذا التطور والتناغم مع كافة ألوان الطيف الفلسطيني قلق كبير وارباك للاحتلال وجيشه.
** يرى الكثير من المحللين ان معركة توحيد الساحات هي امتداد لمعركة سيف القدس... ما هو تأثير ومخرجات معركة توحيد الساحات ؟
معركة سيف القدس كان لها دور تاريخي ورئيسي في تطور المقاومة ونموها، فقد شكلت نقطة فارقة ساهمت في نمو الحس المقاومة والشعور بالعزة الكرامة لدى الشباب المقاومة في الضفة، وغرست فيهم الأمل لهزم هذا الكيان مهما عظم جبرورته وقوته.
لأول مرة تنجح المقاومة في شل حركة الحياة في الكيان، وضع دولة الاحتلال تحت نيرانها، وخلق وحدة وطنية حقيقية في كل أنحاء الوطن
وشكلت معركة سيف القدس منعطفاً رئيسياً في تاريخ الشعب الفلسطيني، لأول مرة تنجح المقاومة في شل حركة الحياة في الكيان، وضع دولة الاحتلال تحت نيرانها، وخلق وحدة وطنية حقيقية في كل أنحاء الوطن.
ومع استمرار العمل المقاوم جاءت معركة توحيد الساحات، فكانت علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، حيث ضمت كافة الساحات ضد الكيان مما اربك حساباته، وسارع لوقف اطلاق النار.
ويذكر أن المقاومة أكدت أن سيفها مازال مشروع في وجه الاحتلال، وما معركة توحيد الساحات إلا استمرار للعمل المقاوم، فلا يمر يوم دون أن نشهد عملاً مقاوما من ابناء شعبنا.
** بعد التهديدات التي تلقاها الكيان الصهيوني جراء عملياته الارهابية ضد شعبنا الفلسطيني واعتداءاته المستمرة على القدس، تحدث الكثير من قادة الكيان الصهيوني الزائل العسكريون والسياسيون عن الكوارث القادمة التي ستغير معالم المنطقة؛ اضف الى ذلك ان الكثير من المستوطنين بدأوا بالهجرة ومغادرة الاراضي الفلسطينية المحتلة... برأيكم هل بدأ عصر زوال اسرائيل ؟
التوقعات لقادة الاحتلال باقتراب النهاية لكيانهم لم تأتِ من فراغ، إنما نتيجة لخوفهم من العواقب التي تنتظرهم، بعد ما فعلوه بالشعب الفلسطيني من تنكيل وقتل وتهجير وظلم.
الكيان الصهيوني زائلٌ لا محالة ليس من باب التمني، انما يقين راسخ وتصديقا للوعد الرباني بأن النهاية باتت قريبة.
إن التوقعات لقادة الاحتلال باقتراب النهاية لكيانهم لم تأتِ من فراغ، إنما نتيجة لخوفهم من العواقب التي تنتظرهم، بعد ما فعلوه بالشعب الفلسطيني من تنكيل وقتل وتهجير وظلم.
وهم يعرفون جيدا، أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق، فلا يضيع حق وراؤه مطالب، ولا تسقط الحقوق بالتقادم، لكن قوة المقاومة اليوم أدت لتنامي شعور الاحتلال بالخوف وتشاؤم القادة من المصير القادم، لما شاهدوه في معركة سيف القدس، وتوحد فصائل المقاومة على قلب رجل واحد، حيث سطرت المقاومة أجمل الدروس العسكرية التي أذهلت الاحتلال معترفاً بالهزيمة، وهذا ما نراه الأن في مدن الضفة "نابلس، وجنين، والخليل، والقدس"،حيث قامت المقاومة بسلسلة من العمليات النوعية التي شكلت زلزال أربك حسابات الاحتلال الامنية، فبدأ التحريض على الشعب الفلسطيني واستباحة دمه بناء على اعتبارات سياسية وشخصية.
وقد فشل جشيهم في قمع أو ايقاف العلميات، مما ساهم في غرس الرعب في قلوبهم، وهجرة العديد منهم، كما وشكلت ضربة للثنائي الفاشي بيني غانتس ويائير لابيد، وعودة نتنياهو من جديد للحكم.
ومن الواضح انا المقاومة، اصبح لها صوت مزلل في كل الساحات، وعقدت العزم لن تغادر الميدان الا وقد تحررت الأرض، وعم الامن السلام في ربوع وطن الحبيب.
/انتهى/