قال رئيس مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور، عباس الجبوري، ان العراق اليوم لا يُمكن ان يكون تحت المشروع الامريكي، مؤكدا انها منذ عشرين عاما احتلت العراق بدون مُسمى قانوني او سبب قانوني، فهي دمرت العراق وبناه التحتية، لذلك يجب ان تكون لدينا اراده سياسية.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: بعدما اكد رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني" ان العراق لا تزال بحاجة الى القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي الموجودة في البلاد لمساعدة وتدريب الوحدات العراقية في مكافحة الارهاب...

وقال رئيس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني" في مقابلة نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" ان بلاده لا تزال "بحاجة إلى القوات الأجنبية" الموجودة فيها، "نعتقد أننا بحاجة إلى القوات الأجنبية"، مضيفا ان "القضاء على تنظيم 'الدولة الإسلامية' سيستغرق بعض الوقت، ولسنا بحاجة إلى قوات تقاتل داخل الأراضي العراقية".

وفي هذا الشان أجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع رئيس مركز الرفد للاعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور "عباس الجبوري"، وفيما يلي نص الحوار:

** المواقف العراقية سواء السياسية أو الشعبية، لا تزال الى الان ترفض تواجد أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية ان كانت قوات امريكية او قوات حلف شمال الاطلسي، لعدم الحاجة إليها، بسبب الانتهاكات التي تمارسها بحجة محاربة الإرهاب. لماذا يؤيد "محمد شياح السوداني" بقاء القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في العراق؟

ما تحدث به رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عند زيارته الى المانيا قال "القوات الصديقة"، وهذا يتعارض مع، اولاً؛ قرار مجلس النواب الذي ينص على ضرورة اخراج القوات الامريكية في العام الماضي.

هناك ضغوط امريكية هي من فرضت على رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني ان يكون بهذا الموقف الحرج

ثانياً؛ هناك كثير من القوات الشعبية التي ترفض التواجد الامريكي وخصوصاً فصائل المقاومة، ولكن ليس جميعها، لان جزء منها مُنخرطة في العملية السياسية، وهي من رشحت السيد محمد شياع السوداني، لكن حقيقةً استغربنا نحن في الاعلام ان السيد رئيس الوزراء العراقي تحدث بهذا المنطق... لانه كمقاومة وكمحور مقاومة، وبعض الفصائل التي لم تنخرط في العملية السياسية خاصة "حركة النجباء" ترفض رفضاً قاطعاً لأي تواجد للقوات الامريكية او الاجنبية على الاراضي العراقية... فالعراقيون قادرون عن الدفاع عن انفسهم... العراقيون قادرون على مقاتلة داعش... العراقيون قادرون على تقديم كل التضحيات من اجل تحرير ارضهم...

اليوم؛ وللأسف الشديد، اعتقد ان هناك ضغوط امريكية؛ وهذه الضغوط هي من فرضت على السيد محمد شياع السوداني ان يكون بهذا الموقف الحرج.

** كيف تقرأ اللقاءات المتكررة بين رئيس الحكومة العراقية والمسؤولين الامريكيين؟ هل امريكا فعلا هي داعمة للحكومة العراقية الجديدة ام انها تُحاول التدخل بالشأن العراقي الداخلي؟

اذا كانت امريكا داعمة لهذه الحكومة فهي طامة كبرى، لان جزء كبير من الذي شكل هذه الحكومة هو الاطار التنسيقي... لذلك اذا كانت فعلاً هذه الحكومة مدعومة من قبل الامريكان فهذا الشيء مُحزن في الحقيقة

اذا كانت امريكا داعمة لهذه الحكومة فهي طامة كبرى، لان جزء كبير من الذي شكل هذه الحكومة هو الاطار التنسيقي، والاطار التنسيقي جزء كبير فيه هو من الفصائل... لذلك اذا كانت فعلاً هذه الحكومة مدعومة من قبل الامريكان فهذا الشيء مُحزن في الحقيقة... لكن انا اتصور ان امريكا تحاول التدخل بالشأن العراقي بأي شكل من الاشكال، وتفرض ارادتها على الحكومات العراقية؛ وأي حكومة لا تنصاع لها ستستخدم الشارع كما حصل في عام 2019 (ولا اقصد هنا التظاهرات السلمية التي خرجت للمطالبة بالحقوق الشرعية، وانما ما جرى بعد التظاهرات من تدخلات واجندات خارجية ودعم امريكي ودعم دولي لهذه التظاهرات التي افرغتها من محتواها...)، في البداية حقيقةً خرج الناس من اجل متاعبهم ومصاعبهم وعبروا عن معاناتهم، لكن فيما بعد دخلت بها الكثير من الاطراف...

اعتقد ان العراق اليوم لا يُمكن ان يكون تحت المشروع الامريكي، يكفي ان امريكا منذ عشرين عاما احتلت العراق بدون مُسمى قانوني او سبب قانوني، دمرت العراق، ودمرت بناه التحتية، ووقفت في مشاريعه، يجب ان تكون لدينا اراده سياسية... ان توفرت هذه الاراده السياسية سيكون الشعب العراقي مع الحكومة...

طبعاً؛ في حالة الحكومة ترفض قرارات امريكا، سيكون الشارع جاهز، ستُحرك الشارع من خلال اجنحتها واذرعتها داخل البلاد، وبالتالي تُسقط اي حكومة كما حصل مع حكومة السيد عادل عبدالمهدي... لكن، كرئيس مركز دراسات استراتيجي، اعتقد انه اليوم نضغط في جانبين:

- "مقاوم قوي"؛ يُخيف الامريكان ويُرعبهم؛ والمُتمثل في الفصائل التي لم تنطوي في العملية السياسية والتي لازالت تدافع عن البلاد، ولازالت تُريد ان تفرض ارادتها بكل قوة وشجاعة، اضف الى ذلك انها مازالت الى الان تقول "الاحتلال" ولا تقول الصديق ولا تقول دولة امريكا الصديقة.

- "مفاوض شجاع"؛ وهو ان يكون هناك مُفاوض شجاع يستخدم هذه القوة كوسيلة من وسائل الضغط على امريكا من اجل اخراج كافة القوات الاجنبية من العراق، وبالتالي عدم وجود اي قوات اخرى./انتهى/