وأفادت وكالة مهر للأنباء أن هذا اليوم، يُعتبر مناسبة وطنية ستظل محفورة في ذاكرة الفلسطينيين، وتكريماً لمئات الآلاف من الجرحى الذين أصيبوا خلال مواجهة الاحتلال وهم يدافعون عن حقوقهم الوطنية والسياسية المشروعة طلبا للحرية والانعتاق من نير الاحتلال.
ويحيي أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، هذا اليوم الوطني بتنظيم الفعاليات الوطنية الرسمية والشعبية، وفاء للجرحى وتقديرا لتضحياتهم ولمعاناتهم المتواصلة، وتذكيرا للعالم بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ويأتي يوم الجريح في ظل تصعيد خطير وكبير تمارسه سلطات الاحتلال منذ بداية العام الجاري 2023 بحق أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة بعد تولي حكومة نتنياهو المتطرفة الحكم وتشمل وزراء ائتلاف يميني يتنكر لكل الحقوق الفلسطينية، ويبقى شاهدا على بشاعة الاحتلال وانتهاكاته لكل الشرائع والقوانين الدولية، باستخدامه القوة المفرطة والأسلحة المحرمة الدولية بحق المواطنين والمدنيين على مدار عقود.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد الجرحى الفلسطينيين خلال الفترة ما بين الأعوام 1987 إلى 1993، نحو 130,000 جريح، في حين بلغ عدد جرحى هبة النفق التي استمرت ثلاثة أيام (25-26-27) من شهر أيلول لعام 1996 نحو 1600 جريح، وبلغ عدد الجرحى في الأعوام الممتدة بين عام 2000 و2008 حوالي 35,099 جريح.
وذكر معلومات الإحصاء، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 خلف نحو 11 ألف جريح، وفي حرب 2012، 1526 جريحا، وفي عام 2008 نحو 5450 جريحا.
وخلال عام 2021 أصيب أكثر من (16.500) مواطن على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، غالبيتها وقعت في شهر أيار/ مايو، ومن بين هذه الإصابات تم نقل حوالي 3095 مصابا إلى المستشفيات، منها 964 في الضفة، و2131 في غزة.
وفي عام 2022، سجلت 10 آلاف و587 إصابة بين صفوف المواطنين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، معظمها في شهر آب/ أغسطس، ومن بين هذه الإصابات تم نقل 2027 مصابا إلى المستشفيات، 1644 منها في محافظات الضفة، و383 في محافظات غزة، فيما تم علاج 8,560 إصابة ميدانيا.
وبلغ عدد الجرحى في عام 2017 حوالي 8300 جريح، منهم 1400 أصيبوا خلال هبة إغلاق البوابات التي اندلعت في تموز/ يوليو، وبعد الإعلان الصادر عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس في 6 كانون الأول/ ديسمبر، وصل عدد الجرحى إلى 5400 جريح.
الجهاد الإسلامي: يوم الجريح مناسبة للتأكيد على استمرار التضحية
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، ” إن يوم الجريح الفلسطيني هو مناسبة لتذكير العالم بفئة من شعبنا، وقع عليهم ظلم الاحتلال وبطشه الذي لم يسلم منه صغير ولا كبير ولا رجل ولا امرأة، دون ذنب اقترفوه، غير أنهم رفضوا حياة يتحكم فيها محتل بغيض، أغلق عليهم كل منافذ الحرية، وأوغل في دمائهم وتنكر لحقوقهم”.
وأضافت الحركة في بيان لها، أنه من “واجبنا الديني والوطني والإنساني أن نقف جميعاً لجانب الجرحى، ومساندتهم ودعم صمودهم، وتوفير مقومات الحياة الكريمة التي يستحقونها، كاملة غير منقوصة”.
وشددت على أن يوم الجريح الفلسطيني هو مناسبة لتجديد التأكيد على استمرار طريق التضحية والقتال حتى دحر الاحتلال عن الأرض الفلسطينية والانعتاق من الظلم الذي يخيم على الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته ومقدراته .
حركرة حماس: دماء الجرحى والشهداء لن تضيع سدى
وقال رئيس مكتب الشهداء والجرحى والأسرى في حركة “حماس” زاهر جبارين: إن” دماء الجرحى والشهداء لن تضيع سدى، بل ستزهر في أرض التحرير، ولن يفلح المحتل المجرم في الإفلات من المحاكمة على الجرائم التي اقترفها ويقترفها في كلّ يوم بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني على امتداد ساحات الوطن”.
وأضاف، إن قضية الجرحى قضية وطنية بامتياز لا يمكن نسيانها أو تجاوزها، فمن حقّ جرحانا جميعاً الحصول على حقوقهم الكاملة دون نقص أو تمييز.
وأكد جبارين في بيان صحفي لمناسبة يوم الجريح، ” أن خيار المقاومة سيبقى خيارنا الاستراتيجي في التعامل مع الاحتلال المجرم، مهما بلغت التضحيات، ومهما قدمنا من شهداء وجرحى وأسرى”.
وتابع :ما زال جرحانا الميامين يسطّرون أنموذجاً فريداً من الصمود والتحدي والإصرار على الثبات في طريق المقاومة والنضال والتمسّك بالحقوق والثوابت، فهم وإنْ فقدوا قطعاً من أجسادهم، لكنَّهم لم يفقدوا حبّهم للأرض وفي القلب منها القدس والأقصى؛ حيث جاد أكثر من ربع مليون جريح بدمائهم من أجل فلسطين، تخضبت أرضها بدمهم الطاهر.
حركة فتح: يوم الجريح شاهد على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني
بدورها اعتبرت حركة فتح، أن يوم الجريح الفلسطينيّ، هو تخليدٌ للتضحيات الجسام التي قدّمها الجرحى، ودورهم الاستثنائي والتاريخي، ورسالة إلى العالم بأنّ الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وأضافت حركة “فتح”، في بيان صحفي، اليوم الإثنين، أنّ هذا اليوم الوطني هو تأكيد على الالتزام الوطني والأخلاقي تجاه الجرحى، معتبرة أن الشهداء والجرحى والأسرى وذويهم أولوية لا تتقدم عليها أي أولوية أخرى.
وأكدت على موقف القيادة الفلسطينية القطعي تجاه حقوقهم، وعدم المساومة عليها.
وقالت فتح في بيانها “إنّ الجرحى ليسوا كما إحصائيا؛ بل قضية ذات معانٍ إنسانيّة ووطنيّة تُدين الاحتلال، وأن الجرائم التي اقترفها الاحتلال لن تسقط بالتقادم، وسيُحاسب عليها، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة دوره في هذا الشأن”.
المصدر: الغد
/انتهى/