وكالة مهر للأنباء _ لقد امتاز أبو الفضل العبّاس عليه السّلام في ولادته على سائر الناس بما يمتاز به العظماء من أولياء الله في ولادتهم ، حيث كانت ولادته محفوفة بالإرهاصات ، ومشحونة بالقرائن والمقدّمات الدالّة على عظم منزلة المولود عند الله تعالى ، ومقامه الشامخ لديه .
فهذا الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام قبل أن يولد له العبّاس عليه السّلام ، بل وقبل أن يتزوّج باُمّه اُمّ البنين ينبئ عن ولادته ويخبر عن مواصفاته ، ويشير إلى ما يتحلّى به من قوّة الإيمان ، وطهارة النفس ، وشجاعة القلب ، ورحابة الصدر ، ومكارم الأخلاق ، وأنه سوف يعضد أخاه الإمام الحسين عليه السّلام في مهمّته ، ويفديه بنفسه ويضحي بما لديه من أجله ، ويستشهد في كربلاء بين يديه .
هذا مضافاً إلى أنّ أنباء تحققت بعدها من واقعة عاشوراء ، وأخبار طفّ كربلاء ، والتي من أظهرها وأبرزها وفاء العبّاس عليه السّلام.
في أجواء ذكرى ميلاد أبي الفضل العباس ويوم الجريح وکالة مهر للأنباء تهنیکم وتنشر لکم مقاطع من كلمات للامام الخامنئي يشير فيها سماحته الى عظمة وجود و دور الجرحى والأجر العظيم لزوجاتهم اللواتي يتحملن مسؤولية توفير لهم حياة تنعم بالراحة والرخاء.
فقال سماحته في بعض الخطابات أنه: "فليتم اليوم إبراز الجرحى بصورة فريدة ومميزة للمجتمع، وليتم التعريف بهم، وليكرّموا وليتمّ إجلالهم، فهذه الأمور تعني إبراز التجسيد الحقيقي للتضحية وعرضها في الساحة، وهذا ما ينطوي على أهمية كبيرة. لذلك فنحن كنا بحاجة إلى هذا التكريم والنظام كان يحتاجه أيضاً. إضافة لهذه الأمور، فإن هذه تحتسب تكريماً صغيراً لهذه الجماعة المضحية وعوائلها... طبعاً لساننا قاصر عن شكركم أنتم من بذلتم كيانكم ووجودكم وصحتكم وراحة عمر بأكمله لأجل الثورة الإسلامية والإسلام. فعلاً إن سعيي وسعي أمثالي لشكركم ليس سوى جهدٍ بلا نتيجة. لقد أجريتم معاملة مع الله وفعلاً ينبغي أن تخاطبوا بهذا الخطاب: "فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به".
ينبغي علي أيضاً أن أعرب لهؤلا النساء عن مفس القدر من الاحترام والإجلال؛ فالممرضات والزوجات واللواتي يحُمن حول الجريح المشلول من أجل أن يوفرن له الراحة والرخاء ويُتحن له الاستمرار في حياة هانئة. إنني فعلاً أشكر جميع هؤلاء الزوجات الفاضلات من أعماق قلبي. ينبغي أن تعلم هؤلاء النساء أن أجرهن مقابل الخدمة الصادقة والوجه البشوش لهذا الجريح يندرج ضمن أعظم التضحيات، وهو من أعظم أنواع الجهاد؛ وهناك لدى الله أجر عظيم مقابل هذا العمل.
وفي تضحیات زوجات الجرحی قال سماحته: "هؤلاء الزوجات الجرحى مضحيات بالمعنى الحقيقي للكلمة، إنها تضحية كبيرة، و خدماتهن لها قيمة كبيرة جداً. آلام التمريض إن لم تكن أكبر من آلام المرض فهي ليست بأقل منها. أن يتقبل الإنسان جريحاً بمشكلاته و قيوده الجسمية و يرعاه و يسهر على شؤونه و يستمع لما يقول، و لا يتبرّم مقابل التبرّم الذي قد يعتري الجريح بشكل طبيعي، فهذا شيء له أجر عظيم عند الله تعالى. أستطيع أن أقول للسيدات - زوجاتكم أيها الجرحى - إن الله تعالى يبشركنّ بسبب عظمة العمل الذي تقمن به؛ هذا حقاً جهاد و ملحمة."
وتکریما لجهودهن ومساعیهن في القیام بتحمل عبء مشاکل الجرحی قال: "إنني أرى أنه من الواجب عليّ أن أشكر زوجات الجرحى. فهنّ تطوّعن لمشاركة الجريح آلام حياته وتحمّلن عبئ المشاكل، وهذا أجره محفوظ عند الله عزّوجل. زوجات الجرحى أجرهنّ عظيم جداً وينبغي علينا فعلاً أن نشكرهنّ. طبعاً ينبغي أن يعلمن أيضاً أن هذا الجريح نعمة إلهية بأيديهنّ ولهنّ؛ لأنه وسيلة لكسب الأجر والثواب الإلهي ورضا الله عزّوجل؛ وطبعاً فإن رضا الله يُكتسب من خلال بذل الجهود والجدّ وتحمل المعاناة. لا يصل أحد إلى أي مكان بالارتخاء وبسهولة. فكل مكسب مادي أو معنوي ترافقه بعض المتاعب. فمن كسب علماً أو ثروة أو سمعة حسنة كسبها ببذل الجهود؛ ولم يكسبها بالارتخاء. الشعوب تحقق العزة والنصر ببذل الجهود. والمكتسبات الأخروية أيضاً هي على هذا النحو تماماً. الثواب والرضا الإلهي وجنة الرضوان تكتسب ببذل الجهد؛ ولا يمكن الحصول عليها دون أي مسعى ومعاناة. ينبغي أن يجدّ الانسان ويتعب. وإحدى هذه الأتعاب والجد والجهود هي ما تتحمله النساء مع الجرحى."
/انتهی/
تعليقك