وقدم مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة محمد خزاعي هذه الرسالة, أمس الثلاثاء, إلى رئيس مجلس الأمن الدولي الياباني يكيو تاكاسو، مع نسختين منها إلى كل من الأمين العام بان كي مون ورئيس الجمعية العامة علي عبد السلام التريكي .
وجاء فيها, حسب قناة العالم "إن الحكومة الأميركية وبعد أربعين عاما من دخول معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية حيّز التطبيق، وفي الوقت الذي ما يزال المسؤولون الأميركيون يدافعون ظاهريا عن منع الإنتشار النووي، ومع تذكّرنا جميعا أن الولايات المتحدة كانت القوة النووية الوحيدة التي إستخدمت أسلحة نووية ضد سكان هيروشيما وناكازاكي والتي راح ضحيتها 200 ألف مواطن، ما تزال تستهدف بشكل غير شرعي دولة غير مسلحة نوويا بأسلحتها النووية وتنظر في تنفيذ خطط عسكرية بناء عليه ".
وأستندت هذه الرسالة في مستهلها إلى "مراجعة الوضع النووي" الأميركي الذي صدر الأسبوع الماضي والذي يحدد إستراتيجية الولايات المتحدة وسياستها وفيها وردت مزاعم حول الطبيعة غير السلمية لبرنامج إيران النووي. وعلى إثرها وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته روبرت غيتس تصريحات تضمنت تهديدا لإيران بـ"إستخدام أسلحة نووية في التعامل معها ".
ولفتت الرسالة الى أن إيران تعتبر التهديد النووي الاميركي "يرقى إلى مستوى الإبتزاز النووي بحق دولة غير نووية موقعة على معاهدة حظر إنتشار السلاح النووي، ويشكل خرقا جسيما لواجبات الولايات المتحدة والتزاماتها بموجب القانون الدولي لا سيما المادة الثانية من الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة فضلا عن مواد قرار مجلس الأمن الدولي 984 الصادر عام 1995 القاضي بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة بحق أي دولة ".
وأضاف خزاعي في هذه الرسالة "من الواضح أن هذه التصريحات لا تشكل إعلان نوايا وحسب، بل إنها أيضا جزءا من مذكرة رسمية تفصح عن سياسة الولايات المتحدة بالاستخدام الأول للأسلحة النووية حسب تقديرها ضد دولة غير نووية ".
ورأى خزاعي أن ذلك يمثل تهديدا فعليا للسلم والأمن الدوليين كما يقوض صدقية معاهدة منع الانتشار النووي، موضحا: أن هذا الأسلوب "يكشف مرة ثانية لجوء الولايات المتحدة إلى الوسيلة العسكرية حيال عدة مسائل". نافيا أن يكون التهديد باستخدام الأسلحة النووية يشكل حلا لها بتاتا .
وأضاف: أن إيران باعتبارها ضحية لاسلحة الدمار الشامل " تلتزم السعي لبلوغ عالم خال من أسلحة دمار شامل، بالفعل لا بالقول وحده، من خلال التطبيق التام لثلاث وسائل قانونية رئيسية، بمنع أسلحة الدمار الشامل، لا سيما (تطبيق) معاهدة منع انتشار السلاح النووي، ومعاهدة الأسلحة البيولوجية، ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، وإلى جانب ذلك رفضت إيران الإسلامية بشكل قاطع ودائم إنتاج وتكديس واستخدام الأسلحة النووية بناء على مرتكزات دينية ودستورية. أما نشاطات إيران النووية فلقد كانت دوما لأغراض سلمية ".
ودعت الرسالة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى عدم قبول أو تحمل مثل هذا الإبتزاز النووي في القرن الواحد والعشرين، واتخاذ عمل حاسم من أجل الإزالة التامة لكافة الأسلحة النووية كضمان مطلق ضد الإستخدام أوالتهديد باستخدام السلاح النووي .
وصرحت الرسالة: "وفي هذا الخصوص، تتحمل الأمم المتحدة وكياناتها ذات الصلة المسؤولية الأساسية بأن تعارض بشدة التهديد باستخدام الأسلحة النووية وترفضها ".
وطلب خزاعي تعميم الرسالة وجعلها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن الدولي ./انتهى/
رمز الخبر 1064284
تعليقك