رأى المحلل السياسي اللبناني امين محمد حطيط في حديث له لوكالة مهر للأنباء في تعليق له على رسالة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي في عشية موسم الحج لهذه السنة، إن الرسالة احتوت عرضاً موضوعياً وصف الأمور بمسمياتها إذ إنه عالج موضوع الحج وتصرفات السعودية من جهة، وأهمية هذه الشعيرة الاسلامية من جهة ثانية بدقة وتفصيل جديد وووضع الجميع أمام مسؤولياتهم لأن مسألة الحج مسألة أساسية من عبادات الملسمين ولا يمكن أن تكون دولة مارقة وخارجة عن المفاهيم الاسلامية الصحيحة هي التي تتحكم بهذه الشعيرة.
وأوضح المحلل السياسي اللبناني إن هناك ثلاث أمور أساسية تضمنتها رسالة القائد أولاً توصيف الحالة منوهاً إلى إن هذا التوصيف موضوعي ويضع الجميع أمام مسؤولياته لاستعادة الأماكن المقدسة من يد بني سعود والفكر الوهابي التكفيري ، ثانياً حض العالم الاسلامي لمراجعة شاملة لوضع الامور في نصابها وإعادة الصورة المشرقة للاسلام بعيداً عن تصرفات آل سعود ولاسيما انهم ارتكبوا جرائم شنيعة بحق الحجاج واخرها فاجعة منى، منوهاً إلى إن السعودية هي الفائزة من هذه الجريمة وهي من مهدت الطريق لها، ثالثاً البعد الديني والفلسفي لرسالة القائد مشيراً إلى هذا الجانب من عادات سماحة القائد، فهو ينظر إلى البعيد ويحدد المقاصد الشرعية من كل شعائر وبذلك فإن هذه الرسالة تعتبر رسالة متكاملة تعالج الواقع وتحدد مواضع الوهن والضعف والسلوك المنحرف وتطرح حلول للمستقبل من أجل التمسك والتأكيد على أهمية المسلم وشعائر الملسمين وسلوكيات المسلم ودمه.
وتابع حطيط إن كلام السيد القائد موضوعي ولأن الواقع التي تعيشه السعودية واقع بشع وشنيع فإن التوصيف سيكون قاسي فمسألة القسوة صنعتها السعودية ووصفها الامام وهو كعادته صادق يسمي الأشياءبمسمياتها، منوهاً إن تلقي بعض المراقبين لكلام القائد بطريقة مختلفة واعتباره قاسياً، يعود إلى سلوك السعودية التي قامت بما قامت عليه بشكل منفر وإجرامي، مضيفاً إنه من الناحية القانوية والسلوكية يمكن القول إن كلامه حازم وصادق ولا نقول إنه كلام قاسي ومؤلم.
وبخصوص ضرورة اعتذار السعودية عن احداث منى أشار حطيط إن السعودية هي دولة قائمة على نحر الاسلام وضرب الدين الاسلامي فهي تريد أن تعطل الحج وإن لم تكن هي المسؤولة عن الجريمة فإن عدم اعتذارها يؤكد إنها هي المسؤولة ويؤكد إنها تريد تعطيل شعائر الحج.
وذكر الباحث اللبناني امين حطيط ان السعودية تدخلت لمنع إكمال شعائر الحج كما هي، حيث تمنع المسلمين من القيام بهذه الشعيرة كما يحب، فالجميع يعرف إن هناك أربعة أمور ارتكبتها السعودية تخالف الدين الاسلامي، موضحاً إن الحج مفروض لمن استطاع اليه سبيل وليس الحج مقبولاً إذا سمحت السعودية به وكأنها الآن تنوب عن الله في اختيار من يزور بيته.
وتابع حطيط إن الحج لتعارف بين المسلمين وبحث شؤونهم أما السعودية فهي تمنع المسلمين من الحوار واللقاء وبحث مسائلهم موضحاً إن الحج من أجل تحشيد الطاقة الاسلامية العالمية لمواجهة الطغيان والاستكبار العالمي أما السعودية فتفرض هذه التجمعات بين المسلمين .
ونوه المحلل السياسي اللبناني إن الحج وفقاً للشريعة الاسلامية فإن المسلمين يشهدوا منافعاً لهم إلا إن السعودية لا تسمح لأحد بالحصول على المنافع إلا قوى الاستكبار، فهي تريد تعطيل الحج، مضيفاً إن هناك ثلاث دول ممنوعة من الحج حتى الآن ايران وسوريا واليمن وقبلها ليبيا وقبلها فلسطين، وقبلها العراق، فالسعودية تضع برنامجاً ممنهج من أجل تعطيل فريضة الحج وهنا يجب أن يواجهها المسلمين، وهنا تأتي أهمية رسالة القائد الخامنئي لانقاذ دينهم من المارقين، ومؤتمر غروزني أوضح أن هؤلاء ليس له علاقة بالدين فكيف يديرون شعائر المسلمين.
وعن سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء حول موقف المجتمع الدولي من فاجعة منى والجرائم الأخرى التي ترتكبها السعودية بحق البشرية علق حطيط قائلاً للأسف الشديد إن المجتمع الدولي مجتمع منافق وهو تعبير امريكي تريد به تغطية ما ترتكبه من جرائم بحق الانسان وتتذرع بأن المجتمع الدولي يقوم بذلك.
وأضاف حطيط إن المجتمع الدولي قراره وإعلامه بيد الاستكبار العالمي، والسعودية هي من تنفق على هذا المجتمع المنافق، مذكراً كيف جُرمت من قبل حقوق الانسان لجرائمها في اليمن ثم تراجع المجتمع الدولي عن هذه الإدانة حيث دفعت المال لامريكا ورئيس الأمم المتحدة لذلك نحن لا نعلق آمال على رأي المجتمع الدولي لا صمته ولا كلامه لأنه يشترى بالمال الوسخ الذي تدفع السعودية.
وعن الحلول المناهضة لتسييس الحج رأى المحلل السياسي اللبناني إن الحل بسيط جداً هو أن تقوم الدول الاسلامية بإنشاء إدارة اسلامية مركزية يشترك فيها المسلمين بإدارة الحج وأن تكون الأماكن المقدسة في مكة والمدينة خاضعة لهذه الإدارة ويجب أن ترفع يد السعودية عن الأماكن القدسة فمن يعمل ضد الاسلام يجب أن لا يوكل له مهمة بهذا الحجم أمام العالم الاسلامي. /انتهى/
أجرى الحوار: رامين حسين آباديان