ولفت الكاتب والمحلل الاستراتيجي اللبناني امين محمد حطيط في حديث لوكالة مهر للانباء إن المجرزة التي ارتكبتها السعودية بحق اليمنيين في صنعاء تعتبر أفظع مجزرة ارتكبت بالشرق الأوسط بعد مجزرة قانا التي ارتكبتها اسرائيل بحق الفلسطينين، موضحاً إن اسرائيل تساوت مع السعودية في الوحشية وتقدمت السعودية على اسرائيل في حجم الضحايا الذين اسقطتهم طائراتها وفي التاريخ العسكري نادراً ما تحصل مثل هذه الجرائم العسكرية حيثت ندرج تحت مسمى الابادة الجماعية وجريمة ضد الانسانية وأقل ما يمكن أن يقال فيها بوجوب تحرك المجتمع لدولي لسوق المجرمين السعوديين لمحاكم الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمي حرب.
وأوضح المحلل السياسي اللبناني إن الاهداف التي ارداتها السعودية من جريمتها فهي تندرج تحت عنوانين؛ الاول انتقامي لأن السعودية بعد سنة ونصف من عدوانها على اليمن لم تستطع أن تنفذ أهداف العدوان وبات المستقبل غامض ومشوش لديها، مضيفاً إنها خسرت مليارات الدولارات وخسرت موقعها الاستراتيجي وكذلك خسرت كل شيء ولم تحقق اي شي في اليمن ولهذا أرادت أن تنتقم من الشعب الذي أفشلها وهزمها، أما الثاني فهو القصد الترويعي والترهيبي، حيث يريد النظام السعودي أن يقول إنه لاحصانة لأحد أمام طيرانها فأما أن يسلموا لها شيئاً من أهدافها أو إنها تستمر بالقتل فهي تريد ان تخضع الإرداة اليمنية بالحديد والنار.
وأشار حطيط إلى إن الرد اليمني جاء حاسماً وقاطعاً فبدل أن يتراجع ويسلم للسعودية بما أرادت توعد وهدد ونفذ أول عملية نوعية صباح هذا اليوم أدت إلى قتل 25 جندي سعودي على الأرض السعودية والمستقبل يأتي.
و علق المحلل السياسي اللبناني على ما أعلنته امريكا من إعادة النظر في دعم التحالف قائلاً إن امريكا شريك في الجريمة فالتوجيه توجيه امريكي والدعم دعم امريكي والسلاح سلاح امريكي، معتبراً إن موقفها غير كاف وخجول وهو من أجل ذر الرماد بالعيون ولو كانت امريكا جادة بمحاسبة السعودية لكانت فوراً اقدمت على انعقاد مجلس الأمن وأحالت جريمتها للمحكمة الدولية أو فرضت انشاء لجنة تحقيق دولية لمحاسبة السعودية أو اعلنت تجميدها للصفقات الاسلحة إلا إنها كاذبة ومنافق وشريك في الجريمة وما أعلنت عنه هو فقط لامتصاص الصدمة وهذا أمر لا يعول عليه كثيراً، مضيفاً إننا لا نتوقف عند الوعود والاقاويل بل ينبغي أن نلمس السلوك الفعلي والعملي الذي يردع هذ العداون، وبما ان امريكا هي المسؤولة عن هذا العدوان فإن موقفها بالقول بالمراجعة لاقيمة له.
وأضاف المحلل السياسي اللبناني إن السعودية اداة لتنفيذ السياسيات الغربية في الشرق الأوسط وبالتالي فالغرب يعطي السعودية الأسلحة لسببين؛ الأول هو أداته التنفيذية الميدانية فتوفر لها إرسالة الجيوش والجنود والأمر الثاني إن السعودية سوق ملائم ومناسب لمبيعات الأسلحة وامتصاص أموال النفط من الخزائن الغربية، منوهاً إلى إن المصالح الغربية متنوعة في مسألة تزويد السعودية بالسلاح ولهذا السبب لاحظنا إن الاعلام الغربي الممسوك من قبل الأجهزة الامنية لم يتحدث بكلمة واحدة عن المجزرة لا الغربي ولا الامريكي حتى إن موقف واحد من امريكا لم يصدر حتى الآن.
وذكر حطيط بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عندما ذكر في التقرير الدولي بأن السعودية ترتكب جرائم بحق الأطفال والانسانية واعتمدته الأمم المتحدة قام بالتراجع عن هذا الموقف عندما أعيد له من قبل امريكا ووضع الدولارات في جيبه وتراجع عن الموقف.
ورأى المحلل السياسي اللبناني إن هذا المسار سينتهي بإسقاط النظام السعودي، مشيراً إن السعودية لا تستطيع أن تستمر بجرائمها والعالم يسكت، صحيح إن الدول الغربية تدفع السعودية إلى ارتكاب الجرائم ولكنها في الوقت ذاته تقودها إلى حتفها فما حصل في مجلس الـأمن أمس يعتبر انتصار معكسر الدفاع عن الذات وعن الشعوب والغرب لن تستمر في حماية السعودية المجرمة إلى ما لانهاية.
وحول ما أشيع من استهداف السعودية لشخصيات محددة في مجلس العزاء أوضح الخبير السياسي اللبناني بأنه وفقاً للعرف العسكري هذا غير مطروح فاستهداف الجماعة من أجل قتل فرد لم يسجل في العرف العسكري وإن ادعت السعودية إنها كانت تستهدف شخصية عسكرية فهذا أمر مرفوض فهناك قاعدة بالعلم العسكري هي قاعدة التناسب والضرورة فإذا كان اصطياد الهدف سيلحق الضرر بالاخرين فإن القواعد تمنع ذلك الأمر، إلا إن السعودية لا تقيم وزن لأي قاعدة أو قانون أو شرع أو دين فهي ربما تستهدف مسؤول أو وزير أو قائد عسكري ولا تعبأ بمن يقتل إذا استهدف.
وعن موقف تركيا قال حطيط إن الغريب إن تركيا حتى اللحظة تلتزم الصمت الاعلامي إرضاءاً للسعودية وهذا يكشف نفاق الموقف التركي المتباكي على المدنيين في سوريا ويطلب الممرات الانسانية والممرات الآمنة وسكوته اليوم عن هذه الجريمة يكشف نفاقه وكذبه وزيف ادعاءاتها في سوريا.
وبخصوص الجامعة العربية وصمتها من جرائم اليمن علق المحلل السياسي إن الجامعة العربية هي جثة في براد السعودية وقرارها مصادر من قبل السعودية ولا قيمة لموقفها اقليمياً ولا حراك له فلا ينتظر أحد موقف من الجامعة العربية فالسعودية اشترت بمالها الوسخ الأصوات العربية.
وأكد حطيط إن الرد الفعل الأولي للجيش اليمني في منطقة جيزان وإيقاع 25 قتيل من الجيش السعودي عمل موفق وناجح رد أولي مناسب، مضيفاً إن الردود ستكون مستمرة وتستهدف مراكز سعودية قريبة من الحدود إلى جانب ضربات صاورخية للجيش السعودي قريباً. /انتهى/
أجرت الحوار: ديانا المحمود
تعليقك